أكد إدريس المسمارى الكاتب الصحفي ورئيس اللجنة العليا المنظمة للمشاركة الليبية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والأربعين أن نجاح الإسلاميين في العديد من دول الربيع العربي يرجع إلى التعاطف معهم بسبب قمعهم من جانب الأنظمة السابقة. وقال إن ما يحدث الآن في البلدان التي يحكمها الإسلاميون أثبتت أنه ليس لديهم خبرة سياسية او اقتصادية وهو ما ظهر لدى الشارع السياسي أنه ليس لديهم حلول، مشيرا - في الندوة التي عقدها القسم الثقافي في وكالة أنباء الشرق الأوسط - إلى حضوره للانتخابات في تونس، وشاهد حجم التآييد للإسلاميين ليس لسبب ولكن للتجربة فقط. واعتبر " المسمارى" ، أن ثورات الربيع العربي جرت وفق ما أسماه "بالكتالوج"، لأن أحداثها في كثير من الدول متشابهة سواء اكانت قبل اسقاط الأنظمة أو حتى بعد ذلك في المراحل الانتقالية، موضحا أن الثورات العربية كانت لابد وأن تحدث وتأخرت، والفضل الأساسي يرجع إلى تونس لأنه لولا صمودها واسقاط بن علي، ما كان المصريون أو الليبيون سيصمدون. و أكد إدريس ، تمر عليها سنتان، وبالرغم من ذلك أخرجت طاقات أدبية وثقافية وسياسية واعدة، لكن خروج جيل جديد من المثقفين المعبرين عن الثورة يحتاج إلى وقت، مشيرا إلي أن الجيل الجديد في الثقافة الليبية بدأ في الظهور مع بدايات الألفية، وهو ما أدى إلى دخول أصوات جديدة في المشهد لكن النظام السابق لم يكن يسمح بظهور مبدعين. وقال "المسمارى" ، أنه يعتز كثيرا بكون ليبيا ضيف شرف معرض القاهرة الدولى للكتاب، وتابع قائلا: هذا فضل من أخواننا وأصدقائنا فى مصر، مضيفا أن تواجدنا كضيوف شرف المعرض فى دورته الحالية يأتى استكمالا بالاحتفاء بدول الربيع العربى بعد ان كانت تونس هى ضيف شرف الدورة الماضية لمعرض الكتاب ، متمنيا أن تكون سوريا او اليمن هى ضيف العام القادم. وأكد المسمارى، أنه كان لابد أن نشارك بقوة فى الدورة الحالية للمعرض، وأن نقدم وجه ليبيا الجديد والحقيقى ، لافتا إلى أن ليبيا لها تراثها الكبير فى التاريخ، من حيث التنوع الثقافي ، وتابع: لدينا إضافتنا الثقافية والتراثية فى الثقافة العربية. وأضاف : حاولنا فى وقت ضيق أن نظهر بشكل ايجابي ، وأنه حدث بعض اللغط حول حجم المشاركة ، ولكن فى النهاية الجميع قدم وساند هذه المشاركة ، ولعل حضور رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف جاء ليؤكد هذا الدعم ، وهو دعم من كل الأطراف الليبية للمشاركة فى المعرض لإظهار وجهها الحضاري. وتابع: لم نستطيع أن ندعوا كل الفنانين والمبدعين الليبيين للمشاركة فى فعاليات المعرض ، لأنه من غير المنطقى أن يشارك الجميع ، ولكن لأن المكان له قيمته وعزيز على الجميع وقيمته كبيرة ، فإن الجميع كان يرغب فى المشاركة. وقدم اعتذاره لمن لم يتمكن من المشاركة، وعدم حضور شخص ليس له علاقة بمبدأ الاقصاء او الاستبعاد، ولكن الظروف لم تسمح بذلك، واستشهد بالمشاركة المصرية فى معرض تونس الدولى للكتاب ، وقال : بالتأكيد لم يشارك كل المثقفين والمبدعين المصريين فى فعاليات المعرض، ولكن تم اختيار بعضهم كممثلين عن الابداع والثقافة المصرية. وأكد إدريس المسمارى الكاتب الصحفي ورئيس اللجنة العليا المنظمة للمشاركة الليبية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والأربعين أن ليبيا لن تتحول إلى أفغانستان أو العراق، مشددا على أن اللحمة الوطنية الليبية أقوى من كل شيء، مضيفا إن نظام القذافي كان يستغل النزعة القبلية وسعى لتضخيمها من أجل أن يستمر في حكمه طوال تلك الفترة ويسطير على الجميع. وأضاف المسماري أن المجتمع الليبي له خصوصيته، لكنه في الوقت نفسه يتمسك بالدولة المركزية، رافضا أن تؤدي الخلافات الحالية إلى انقسامات في المجتمع تهدد كيان الدولة، مؤكدا أن بعض الموالين للنظام السابق والقوى الجهادية وبعض القوى الخارجية، فضلا عن بعض التنظيمات الإجرامية، هي من تسعى الآن لإحداث حالة عدم الاستقرار، مشيرا إلى أن كل هؤلاء ليسوا متجمعين في معسكر واحد، لكنهم في نفس الوقت ليسوا منفصلين. وأوضح رئيس الوفد الليبي المشارك في معرض الكتاب أن فلول نظام القذافي يقفون بكل قوة ضد ليبيا الجديد ويحاربونها بأموال الليبيين التي نهبوها طوال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن العصابات الإجرامية تريد أن تستفيد من حالة عدم الاستقرار الأمني لممارسة نشاطها ولإدخال المخدرات والأسلحة إلى البلاد وإلى دول الجوار وخاصة مصر، مشددة على ضرورة التنسيق الأمني المتبادل بين مصر وليبيا لأنه في مصلحة البلدين. وأضاف أن القوى الخارجية أيضا تسعى للعب دور في ليبيا، إذ لم يعد التدخل الأجنبي مثلما كان في الماضي عن طريق التدخل العسكري، ولكن هناك طرق أخرى، إذ أن التدخل يهدف في الأساس إلى التأثير على السياسات الداخلية والخارجية للدولة بما يخدم مصالح الدول الأجنبية نفسها، وقال هناك دول صغيرة عربية لها كلمة داخل كبرى الدول العربية. وشدد على رفض الليبيين للتدخلات الخارجية ، مؤكدا على حساسيتهم في تلك الأمور ورفضهم لأية محاولات لإملاءات عليهم من الخارج، مضيفا إن هناك انزعاجا لدى بعض المواطنين في ليبيا من الأداء الإعلامي الآن، وأن الذي يتولى رئاسة هيئة تنشيط ودعم الصحافة في ليبيا، أنه لا يتدخل في المادة التحريرية التي تنشرها الصحف التابعة للهيئة، وأنه دأب على عدم التعرض لحرية أي صحفي في هذه الصحف. وأضاف المسماري أن مسألة الإعلام والصحافة في ليبيا تحتاج إلى ضبط مهني وميثاق شرف إعلامي، وإن خبرا مغلوطا يمكن أن يثير مشكلة في أذهان المواطنين، مشيرا في هذا الصدد إلى التصريح المكذوب الذي نسب إلى رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل عن ليبيا، وأن ليبيا لم تصل إلى حد وضع ميثاق للشرف الإعلامي، لكنها مقدمة نحو هذا الأمر. وشدد على أنه لا منع لأي صوت في ليبيا الجديدة، فالكل يتحدث في الفضائيات بحرية تامة، لافتا إلى أن الرأي العام يرفض أي صحافة أو إعلام حكومي في المرحلة المقبلة، ويرفض فكرة وجود وزارة للإعلام. وأكد رئيس اللجنة العليا المنظمة للمشاركة الليبية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والأربعين، أن أعضاء المؤتمر الوطنى العام معظم أعضائه من المثقفين والمبدعين ، وأن كثير من قادة الثورة الليبية من الكتاب والشعراء والمفكرين، وأن هذا كله سينعكس على حركة الثقافة ودعمها . وأضاف أن رئيس المؤتمر الوطنى العام محمد المقريف يعتز بنفسه ككاتب فى المجال التاريخى والثقافى ، وأن اهتمام وحضور المقريف والوفد المرافق له، يعطينا إحساس أن هناك من يدعم الثقافة الليبية بشكل عام. وردا على سؤال حول الكاتب محمد الفيتور، وهل سارت هناك قطيعة بينه وبين الحركة الثقافية الليبية الحالية، نظرا لقربه من النظام السابق؟، قال إن لا يوجد رأى عام يجمع على شخص أنه جيد او غير جيد ، وتابع ، فى الوقت الحالى أصبح هناك إدانة له ، وأنه إذا أردانا أن نعود للتاريخ فإن الفيتورى قدم وأثر فى جيل كامل من خلال إبداعه، وأن هناك ضمير عام يحكم. وأشار إلى أنه كمسئول فى مؤسسة لم يقطع علاقته مع أى احد ، حتى من كان ضد الثورة ، والآن الفيتورى لم يقدر أن يعبر عن موقفه نظرا لمرضه، وأنه سيبقى له ما قدمه من إنتاج إبداعى، ولسنا فى مجال لمحاكمته، مشددا على أنه ضد مبدأ الاستبعاد، وأن الضمير الجمعى هو الذى سيحكم على هؤلاء. قال " المسمارى" إن معرض ليبيا للكتاب سيعقد حسب معلوماته في شهر مايو القادم، مضيفا أن أجندة المعارض خاصة باتحاد الناشرين العرب، وأن الجانب الليبي طلب تحديد شهر مايو القادم موعدا لانعقاد معرض ليبيا للكتاب، وأن اتحاد الناشرين العرب سيحدد الموعد حسب أجندة المعارض لديه، لكن على الأرجح سيعقد المعرض في شهر مايو القادم.