إعلاميون بالتليفزيون المصري: تغطية الأحداث غير مهنية ونرفض استمرار عبدالمقصود عصام الأمير: التغطية الإعلامية «مهزلة» وعلى غيث: رئيس «الثقافية» تحول ل«مرشد» أكد خبراء وإعلاميون أن تغطية أحداث مظاهرات ماسبيرو فى ذكرى ثورة يناير، أول أمس كانت سيئة وغير مهنية، حيث أشار عدد من الإعلاميين إلى أن صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، كان قد أصدر تعليماته لرؤساء القنوات بعدم تغطية المظاهرات مع تقديم مواد احتفالية بذكرى الثورة. كما اتخذ محسن الشهاوى، رئيس قطاع الأمن بماسبيرو، إجراءات صارمة لتأمين المبنى من الداخل، حيث أصدر تعليماته بإلغاء جميع إجازات العاملين بالقطاع، بالإضافة لمنع دخول أى شخص إلا بتصريح شخصى منه حتى من العاملين بالمبنى، وقام وزير الإعلام بإلغاء جميع البرامج من خريطة يوم الجمعة ليعرض مواد مسجلة خاصة أنه لم يغط الأحداث مباشرة. فبينما كانت الأحداث محتدمة فى جميع محافظات مصر، عرضت القناة الأولى برنامجا دينيا للشيخ خالد الجندى، كما عرضت برنامجا آخر من تقديم المذيعة أميرة عبدالعظيم قدم ضيوفها من خلاله أغانى وطنية احتفالا بعيد الثورة دون إلقاء الضوء على الأحداث الجارية، وتم إلغاء برامج التوك شو لعدم التطرق للأحداث، أما عن قطاع الأخبار فقد ظل يعرض الأحداث عن بعد وفى حياد تام، وفاجأ إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار، الإعلاميين والمشاهدين بتقديم أخبار مصابى الداخلية على أخبار الشهداء ومصابى المظاهرات، أما الفضائية المصرية فقدمت برامجها دون نقل للأحداث على مدار اليوم إلا فى نشرات الأخبار التى لم تنقل الحقائق من موقع الأحداث، بل إنحازت على مدار اليوم لجماعة الإخوان، وكان معظم ضيوفها من الجماعة أو السلفيين ولم يدخل التليفزيون المصرى فى ذلك اليوم معارض واحد. الإذاعية انتصار غريب، مؤسس حركة ثوار الإعلام، قالت فى تصريحات خاصة للصباح: «دم الشهداء والمصابين فى رقبة وزير الإعلام الإخوانى، الذى لم ينقل الحقائق مطلقا، واتهمت الوزير وقيادات ماسبيرو بالتعتيم على الأحداث والكذب على المشاهدين، وطالبت بمحاكمة الوزير بتهمة خيانة الأمانة ومعه رؤساء القطاعات والقنوات جميعا نظرا لمشاركتهم فى تضليل الشعب». أما المخرج على غيث مدير عام البرامج الثقافية فى القناة الأولى فقد أكد ل«الصباح» أن العاملين بالقناة أصبحوا يلقبون رئيس القناة ب«مرشد القناة» نظرا لتحوله المفاجئ وانحيازه لجماعة الإخوان المسلمين واقترابه من الوزير وتنفيذ التعليمات الصادرة دون مراعاة للضمير المهنى والأخلاقى. من جانبها قالت الإعلامية هالة فهمى فى تصريحاتها ل«الصباح»: لن نسمح باستمرار تلك المهزلة التى تحدث على شاشة تليفزيون الشعب، وأضافت أن قوات الأمن اعتدت على المتظاهرين السلميين أمام مبنى ماسبيرو، وأوضحت أن التظاهر أمام ماسبيرو جاء بسبب رفض الشعب والثوار سياسات الوزير الإخوانى صلاح عبدالمقصود الذى حوّل ماسبيرو بوقا للنظام الحالى وجماعة الإخوان. وكشف السياسى ثروت الخرباوى المنشق عن جماعة «الإخوان المسلمون» فى تصريحات خاصة ل«الصباح» أن صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام الإخوانى لا يمتلك أى مهنية ولكن تعيينه جاء نظرا لولائه للجماعة والمرشد. وأضاف أن وجود شخص مثله على رأس إعلام الدولة هو فشل ذريع للجماعة فى الاختيار ويؤكد سعيهم للسيطرة على كل مقاليد الحكم فى مصر، وأوضح الخرباوى أن عبدالمقصود لا يمتلك تاريخا مهنيا أو إعلاميا أو صحفيا يؤهله لتولى حقبة الإعلام غير ولائه للمرشد. ويقول أحمد مصطفى حامد، أحد قيادات تظاهرات أمس أمام مبنى ماسبيرو: «لم نكن نسعى لدخول المبنى ولكن هدفنا كان توصيل رسالة لرفضنا سياسة الوزير الإخوانى الفاشل، ورفضنا سياسة الجماعة». كما أوضح أن الأمن بدأ الاعتداء على المتظاهرين وهو ما سبب الاشتباكات. وأضاف «لما وزير الإعلام بيقول المظاهرات والهتافات لن تسقط النظام ليه خايف من التظاهر أمام المبنى؟». أما على عبدالرحمن رئيس قطاع المتخصصة السابق، والذى اعتذر عن عدم تولى منصبه بسبب سياسات وزير الإعلام قال: التليفزيون المصرى ملك الشعب وما يحدث حاليا مهزلة حقيقية وعلى أى إعلامى محترم بالمبنى أن يرفض ذلك ويمنعه. وقال عصام الأمير رئيس التليفزيون السابق والذى اعتذر عن منصبه لنفس الأسباب «الحمد لله أننى اتخذت القرار، حتى لا أكون مشاركا فى دم الشهداء والمصابين». من ناحية أخرى، أكد إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى، أن الوضع حاليا هادئ تماما أمام مبنى ماسبيرو، وأن حركة المرور منتظمة وطبيعية للغاية. وأضاف الصياد أنه تمت السيطرة على محاولة اقتحام بعض المتظاهرين لمبنى الإذاعة والتليفزيون فى أول يوم لإحياء ذكرى الثورة العظيمة، وذلك من قبل قوات أمن حماية مبنى ماسبيرو بقيادة اللواء محسن الشهاوى، الذين أحبطوا المحاولة لاقتحام المبنى، ولم يتعدّ الأمر سوى دقائق محدودة وتمت السيطرة بمساعدة أفراد الأمن المركزى، خاصة أنه كان من المتوقع حدوث مشاكل بهذا الشكل فى أول يوم. كما نفى ما تردد عبر بعض المواقع الإلكترونية، حول اعتذار بعض مذيعى نشرة الأخبار والبرامج الإخبارية فى قطاع الأخبار عن عدم الحضور لممارسة عملهم داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون خوفا من التظاهرات أو أى محاولة لاقتحام بلطجية للمبنى كما أشيع، مؤكدا أن جميع العاملين بقطاع الأخبار عملوا بطاقات كاملة لتقديم تغطية متميزة لأحداث الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير العظيمة من كل الميادين بما فيها ميدان التحرير بالإضافة إلى مختلف محافظات الجمهورية. وأوضح أن قطاع الأخبار اهتم فى تغطية الحدث بالتركيز على الجانب الخبرى أكثر من عرض الرأى، حيث إن العبرات الماضية أثبتت أن التركيز على الرأى ينشئ حالة من التوتر والبلبلة والصراع فى المجتمع، لذلك ركز القطاع تلك المرة على تقديم تغطية متوازنة تعتمد على نقل الحقائق بحياد تام، وهذه قاعدة مهنية تعلمناها من تغطية الأحداث الماضية.