2012 عام إعلامي صعب مر مصاحبا معه العديد من الأحداث التي تركت أثرا في ماسبيرو حيث استمرت الحركة الثورية المطالبة بالتغيير وتطهير ماسبيرو في مطالبتها بتطهير الإعلام, وهو المطلب الذي نادي به عقب ثورة25 يناير عدد من الإعلاميين الذين انشأوا حركة ثوار ماسبيرو, ولكن علي الرغم من تحقيقهم جزءا كبيرا من مطالبهم, إلا أنهم عادوا ونادوا بها بعد تولي وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود وذلك لشعورهم بأن التليفزيون يتحيز لفصيل بعينه, دون باقي التيارات الأخري ليبدأ المذيعون في محاولة اثبات أنهم ضد رغبات قياداتهم وقد ظهر ذلك بوضوح مع إعلاميين مثل بثينة كامل التي تحولت للشئون القانونية حينما خرجت عن النص خلال قراءتها لنشرة الأخبار, وكذلك هالة فهمي في القناة الثانية التي خرجت وهي تحمل كفنها علي يدها, وكذلك الإعلاميتان بالقناة الثالثة اللتان قامتا بالرد علي أحد أعضاء حزب الحرية والعدالة الذي اتهمهم خلال مداخلة هاتفة أنهم لاعقو حذاء النظام السابق.وقد بدأ العام الجديد باستقرار نسبي في التليفزيون بعد تولي اللواء أحمد أنيس حقيبة الإعلام, حيث استطاع صرف المرتبات بشكل منتظم وهو الأمر الذي فشل فيه قيادات كثيرة سبقوه بعد الثورة, وقد استمر الحال, من خلال تطوير التليفزيون ببعض البرامج الجديدة, وكذلك الدخول في انتاج بعض المسلسلات للمنافسة بها في شهر رمضان السابق, وقد بدأ التليفزيون في إبراز الحيادية مع جميع الضيوف دون الانحياز لأحد, وقد ظهر ذلك بكل وضوح خلال تغطية التليفزيون للانتخابات الرئاسية التي أشاد بها خبراء الإعلام. ومع تولي الرئيس محمد مرسي, وتعيين أول وزير إعلام إخواني في المبني قابله العديد من العاملين في ماسبيرو بالترحيب والمطالبة بعدم وجود ما يسمي بأخونة ماسبيرو, وهو ما وعد به, إلا أنه مع نهاية العام بدأ البعض يعترض علي سياسة المبني في اتجاه المبني لتيار محدد, وهو ما رفضه مطالبين القيادات بالمهنية بالإضافة إلي أزمات اخري نستعرضها في التقرير الآتي: الموارد المالية كانت أولي المشاكل التي واجهت مبني التليفزيون عقب الثورة وحتي الآن هي المشاكل المادية فالعاملون لا يحصلون علي رواتبهم إلا كل ثلاثة أشهر علي الأقل, وإذا حدث ذلك فيحصلوا عليها بنسبة محددة علي ان يحصلون علي باقي النسب في الشهر المقبل, لذا فإنه ليس غريبا أن نجد مظاهرتين شهريا أمام مكتب وزير الإعلام أو رئيس الاتحاد للمطالبة بصرف الرواتب, كان آخرها حينما قرر العاملون بقطاع التليفزيون محاصرة مكتب رئيس الاتحاد السابق د. ثروت مكي, وكذلك مكتب مستشار وزير الإعلام للمطالبة بأجورهم, كما طالبوا رئيس التليفزيون آنذاك بضرورة التدخل للحصول علي مستحقاتهم المادية, وكذلك مظاهرات أمام مكتب رئيس قطاع الأخبار للمطالبة بضرورة انتظام صرف المستحقات المالية بشكل شهري مساواة بالإداريين من أبناء القطاع وكذلك باقي القطاعات الأخري, وهو ما اتفق عليه إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار مع وزير الإعلام ورئيس الاتحاد ويجري محاولة تنفيذه بصعوبة. الانحياز ظلت تهمة الانحياز للنظام الحاكم لصيقة بهذا المبني العتيق فحتي منتصف العام الجاري كانت الاتهامات التي تطال التليفزيون المصري هي انحيازه المستمر للمجلس العسكري وهو ما كان قيادات التليفزيون ينفونه بشكل أو بآخر مؤكدين انهم يقفون علي بعد واحد من جميع التيارات السياسية ولا ننحاز إلا للوطن إلا أن العاملين داخل المبني كانوا يؤكدون العكس دائما وأن التليفزيون مازال يديره الفلول من بقايا النظام السابق, ومع انتهاء الانتخابات الرئاسية وفوز د. محمد مرسي برئاسة الجمهورية وتعيين صلاح عبدالمقصود وزيرا للإعلام بدأ الاتهام في انحياز التليفزيون لاعضاء حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين, قد تصاعد هذا الانحياز بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة وتحديدا مع تقدم كل من عصام الأمير رئيس التليفزيون السابق, وعلي عبدالرحمن رئيس قطاعات القنوات المتخصصة السابق باستقالتيهما, اعتراضا علي تغطية التليفزيون لاحداث قصر الاتحادية, بينما في الوقت ذاته أكد رئيس قطاع الأخبار ان الاحداث تمت تغطيتها بحيادية تامة ودون انحياز لأحد. الإعلانات كانت الإعلانات هي المشكلة الاساسية التي يعاني منها التليفزيون, فعلي الرغم من قدرته علي إنهاء أزمة الإعلانات في شهر رمضان الماضي بعد ان حقق قطاع التليفزيون وقطاع القنوات المتخصصة ما يقرب من50 مليون جنيه إيرادات وهو رقم كبير مقارنة بإيرادات التليفزيون من الإعلانات في رمضان قبل الماضي, وكذلك الإيرادات التي حققتها الإذاعة عقب حصولها علي عدد من البرامج المهداة مقابل50% من الإعلانات, ليعتبر هذا الرقم هو الصحوة التي فاق بها التليفزيون من غفلته, إلا أنه عاد وانقطعت عنه الإعلانات وقلت بشكل كبير, لدرجة دفعت قيادات التليفزيون مؤخرا بتنفيذ خريطة جديدة تضم عددا من الامور التي طلبتها الوكالات الإعلانية صوت القاهرة ووكالة الأهرام بتنفيذ بعض الأمور من بينها تقديم برامج توك شو مختلفة تضم عددا قليلا من المذيعين حتي يتسني لهم تقديم إعلانات من خلال محتوي إعلامي مميز, وهو ما يجري تحضيره ليبدأ تنفيذه مع بداية العام الجديد. الحركات الثورية غابت الحركات الثورية في الفترة الأخيرة عن المشهد تماما واختفي نشاطها في بدايات العام الجاري حيث بدأ عدد كبير منهم يختفي من الصورة للبدء في التركيز في عملهم خاصة أن جزءا كبيرا من هدفهم قد جري تحقيقه, وهو تطهير الإعلام المصري من فلول النظام السابق, وعلي الرغم من ذلك إلا أنه لم يمنع من الاحتجاجات المستمرة ضد بعض سياسات المبني, ومن بينها الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت في شهر نوفمبر احتجاجا علي تغظية التليفزيون للأحداث الأخيرة. إعادة تطوير القنوات جاء ضرورة إعادة توظيف القنوات في مسارها الصحيح وتحديد وظائفها, من أهم الإيجابيات التي تميز بها التليفزيون خلال العام الجاري, وذلك بعدما طلب رئيس التليفزيون شكري أبو عميرة, إعادة كل قناة للهدف الذي انشئت من أجله لتصبح القناة الاولي هي قناة المنوعات الشاملة, والقناة الثانية هي قناة الجاليات الأجنبية في مصر, والقناة الفضائية المصرية هي القناة التي تتحدث باسم مصر في الخارج, وقد اتفق رؤساء القنوات الثلاث علي هذا التنظيم, وكذلك ضرورة تقديم برامج توك شو جديدة تتوافق مع الهدف الذي ستقدم من خلاله القنوات مضمونها الإعلامي. مجلس وطني للإعلام طالب عدد كبير من خبراء الإعلام عقب انتخابات رئيس الجمهورية بضرورة إنشاء مجلس وطني للإعلام وإلغاء الوزارة, مع بداية فترة حكم الرئيس الجديد محمد مرسي, حيث رأي البعض إن إلغاء الوزارة نموذج من نماذج التحول الديمقراطي بحيث لا تكون الوزارة بوقا إعلاميا لنظام الحكم, فيما اكد اخرون ان هذا الامر يتطلب بعض الوقت وان يكون هذا التحول تدريجيا, من خلال تولي وزير للإعلام يقوم بمهام التحول للنظام الإعلامي الديمقراطي, وهو ما ظهر جليا عقب تصريح وزير الإعلام بأنه سيكون آخر وزير للإعلام. الحجاب واللحية يعتبر ظهور المذيعات بالحجاب هو أكثر الظواهر التي تميز بها التليفزيون المصري خلال العام إلا أن المصادفة كانت ارتداء قارئات النشرة بقطاع الأخبار, مع بداية تولي وزير الإعلام صلاح عبد المقصود, وهو ما فسره البعض أنها بداية لأخونة ماسبيرو, وهو ما نفته المذيعات, مؤكدن أن لديهن زميلات من المذيعات بدأن تقديم برامج علي القنوات الأولي والثانية والخامسة بالحجاب بعد الثورة, وقبل تولي الوزير صلاح عبدالمقصود وزارة الإعلام, بالإضافة إلي أنهن محجبات ومع ذلك لا ينتمين للإخوان, كما أن الوزير حينما تحدث معي لم يسألني إذا كنت من الأخوان أم لا, خاصة وأننا في التليفزيون جزء من المجتمع وبالتالي من البديهي أن تجد مذيعات محجبات, كما قال إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار أن حجاب المذيعات لا علاقة له بوزير الاعلام من قريب أو بعيد, خاصة وأن المذيعات تقدمن بطلب تقديم نشرات الأخبار بعد ارتدائهن الحجاب قبل فترة طويلة, مشيرا إلي أنه قام بدراسة هذه الطلبات والحصول علي موافقة رئيس الاتحاد الدكتور ثروت مكي ووزير الإعلام عليها, أما فيما يخص التصريح لظهور بعض المذيعين باللحية فأكد الصياد أنه أمر غير صحيح مؤكدا أن معايير اختيار المذيعين لا تتحدد باللحية أو الحجاب ولكن بأشياء أخري أهمها المصداقية والحضور علي الشاشة.