عقدت وزارة السياحة اليوم "مؤتمر الطاقة الخضراء .. ضرورة للسياحة المستدامة" بالتعاون مع هيئه المعونة الالمانية" جى اى زد " وجمعية تنمية الطاقة "سيدا" والبنك الاهلى المصرى ، وذلك تحت رعاية مجلس الوزراء. يأتى ذلك في إطار حرص وزارة السياحة واهتمامها على تطبيق نطاق الطاقة المتجددة بما يخدم المنشآت السياحية والدفع بعجلة التنمية السياحية . وقال وزير السياحة هشام زعزوع فى كلمته التى افتتح بها المؤتمر ،ان التوجه إلى الطاقة الخضراء له العديد من الفوائد الاقتصادية على رأسها المساهمة في نمو السياحة وتوفير النفقات لصيانة المعدات التي تنتج الطاقة الخضراء التى لا تتطلب صيانة كغيرها من المعدات فضلا عن إن الطاقة الخضراء تتيح بيئة خالية من التلوث ولاتعتمد في توليدها علي الطبيعة ، كما توفر فرص عمل جديدة حيث يحتاج بناء وصيانه معدات الطاقه المتجددة للعديد من الايدى العاملة. وأكد أن وزارة السياحة بدأت تنفيذ مجموعة من الاجراءات الجادة لإلزام جميع المنشآت السياحية بالحفاظ على البيئة، وجعلت مراعاة الاشتراطات البيئية شرطا أساسيا لحصول المنشآت السياحية على التراخيص، وفرض عقوبات صارمة على المنشآت المخالفة لهذه الاشتراطات أو تلك التي تقوم بممارسات ضارة بالبيئة . وأضاف الوزير أن وحدة السياحة الخضراء التابعة للوزارة أعدت مجموعة من البرامج الهامة ، والتى تستهدف ترشيد الطاقة فى جميع الفنادق السياحية ، مشيرا إلى أن الطاقة الخضراء ضرورة للسياحة المستدامة، وأن هناك أنماطا سياحية فى مصر تطبق بالفعل أسس الطاقة المستدامة، كما أن هناك 55 فندقا مطابقا لمعايير الفنادق الخضراء، وانه خلال بورصة برلين القادمة ستكون هناك فرصة لإبراز المنتج السياحى المصري المطابق لأسس الطاقة المستدامة . وقال وزير السياحة هشام زعزوع إن المشروع الرائد الذى تتبناه الوزارة لتحويل شرم الشيخ لمدينة خضراء يعد نموذجا تسعى الوزارة لتكراره فى بقية المقاصد السياحية، للحفاظ على التميز البيئى للمقصد السياحى المصرى، وهو ما يؤكد أن وزارة السياحة كانت ولا تزال صاحبة المبادرة فى التوجه الحديث للسياحة. واوضح زعزوع ان تطبيق استخدام الطاقه الخضراء يوفر علي الدولة في المستقبل اكثر من 110 مليارات دولار لدعم الطاقة غير القابلة للاستدامة ، مشيرا إلى أن العمل في تطبيق دعم الطاقة الخضراء قد بدأ بالفعل في مجال القطاع السياحى ، ففي جنوبسيناء توجد محطة يتم حاليا تحويلها من الطاقة المستدامة لطاقة تشغيل بالغاز وتكلفتها الفعليه 6 ملايين جنيه ، وهناك من الفنادق جاري العمل علي تحويلها بتكلفة 23 مليون جنيه وندرس كيفية تشغيل شبكة متكاملة للفنادق تستخدم الطاقة المتجددة الخضراء في تدفيئة حمامات السباحة والانارة الذكية . وأشار إلى انه تم التعاون مع اوروبا في انشاء محطات للطاقة الشمسية سواء كانت جهات حكومية او قطاع خاص مع توفير الارض من خلال هيئة التنمية السياحية بمرسى علم لإنشاء محطة رئيسية لتوصيل الطاقة لأكبر عدد من الفنادق . وأضاف ان هناك جهات أخرى كثيرة تقدم يد التعاون في تطبيق الطاقة الخضراء بمصر ومنها وزارة التعاون الدولي والبنك الدولي والذي يقدم مشروعا باقل التكاليف للاستفادة والتطبيق علي أرض الواقع وبعض شركات الانارة والتى تقدم تقنية حديثة لإضاءة اللمبات الذكية "ال اي دي" جإؤ والتى تعمل باستخدام أحدث تقنيات الكمبيوتر في نظام الانارة وضبط درجات معينة للتكيفيات والتدفئة . وأشار زعزوع الي ان التطبيق الفعلى سيتم علي الفنادق العائمة وهو التحدي الأكبر بتحويل 17 مركبة سياحية للعمل بالغاز الطبيعى وهو ما يوفر 45 في المائة من تكلفة استخدام السولار لتشغيل هذه المركبات ، حيث ان الرحلة للمركبة العائمة من القاهره الي اسوان تتكلف 17 الف جنيه باستخدام السولار. وأكد ان مشروع الطاقة المتجددة يحتاج تطبيقه إلى فترة زمنية لا تقل عن 3 : 5 سنوات لاستهداف أكثر من نصف الطاقة الفندقية بمصر وسنبدأ باسوان والاقصر ويتبعها باقي المحافظات السياحية. ولفت الي انه تم عمل دراسات تطبيقية مستهدفة العمل في مدينه شرم الشيخ في تطبيق الطاقة الخضراء سوف يستغرق العامين وإن المبادرة المطروحة تقوم علي اربعة أعمدة وهي الانبعاثات وامدادات المياة وادارة المياة والمحليات السائلة والصلبة والتنوع البيئى . شارك في المؤتمر عدد من قيادات الوزارة والقطاع الخاص ، وشهدت الجلسات عرضا لتجارب بعض المنشآت السياحية التى طبقت السياحة الخضراء مثل منتجع الجونة بالغردقة . ومن جانبه ، أكد الدكتور ابراهيم ساماك عضو هيئة الطاقة الشمسية الاوربية أن مصر تتمتع بطاقة شمسية كبيرة غير مستغلة ، موضحا ان الطاقة الشمسية هى أكثر الطاقات استخداما ويليها السيليكون المتولد من الرمال النقية ، ومصر لديها أفضل أنواع الرمال في العالم نقاوة والتي تجعله أكثر كفاءة في توليد الطاقة المتجددة. وقال مايكل بوك السفير الالمانى بالقاهرة وعضو مجلس إدارة الطاقة الشمسية بالمانيا إن نجاح مشروع تطبيق الطاقة المتجددة الخضراء في مصر يعد الأكثر نجاحا عن تطبيقه من مثيلاتها بالمانيا خاصة في إستخدام الطاقة الشمسية ، فمصر تتمتع بطاقة شمسية مهدرة والسياحة الخضراء هي جزء لا يتجزأ من السياحة المستدامة وهى السياحة المسئولة عن المحافظة على الموارد الطبيعية والمناخية. وأشار إلى أن أهداف السياحة الخضراء اقتصادية واجتماعية لأن المستهلك يفضل الاغراض الخضراء والمقاصد الخضراء والتنوع البيئي والذى يتواجد بمدينه شرم الشيخ يتيح الي تطبيق المبادرة بتحويل 100 الف غرفة فندقية استخدام الطاقة الخضراء المتجددة بما يخدم تسخين المياه وحمامات السباحة وتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية.