كشف وزير الصحة السعودية الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، أن نحو 40 إلى 50% من ميزانيات وزارات الصحة في الدول العربية تذهب لعلاج الأمراض المزمنة. ولفت الربيعة في تصريحات صحافية على هامش انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية اليوم الثلاثاء إلى أن هذه النسبة في تزايد كبير وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية تجعل هذه الأمراض في قمة اهتماماتها، وكذلك الأممالمتحدة وصفتها العام الماضي من أبرز التحديات الكبيرة التي تواجه اقتصاديات الدول. وأوضح أن معدل الأمراض المزمنة في الوطن العربي ينمو بنسبة من 2 إلى 3% واصفا إياها ب "المخيفة".. مشيرا إلى أن التصدي لها أو على الأقل الإقلال منها يحتاج إلى توعية لكافة أفراد المجتمع بمخاطرها. وأشار إلى أن الأمراض غير المعدية تشكل عبئا اقتصاديا كبيرا على دول العالم بشكل عام وعلى الدول العربية بشكل خاص، وعلى رأسها السكري وأمراض القلب والضغط والسمنة والأورام السرطانية، وهي اغلب الأمراض المعاصرة. وقال: "كثير منها يمكن تجنبها والوقاية منها إذا ما اتبعنا أنماط حياة سليمة وتضافرت الجهود بين وزارة الصحة والوزارات ذات العلاقة لوضع خطة محكمة لتحسين الغذاء والتوعية ، وإيجاد مناهج طويلة المدى لمجابهة الأمراض". وحول وجود تنسيق عربي صحي موحد حول الجوانب الصحية، أكد الدكتور الربيعة أن وزراء الصحة العرب تبنوا توصيات مؤتمر القمة الاقتصادية والاجتماعية الذى اختتم أعماله اليوم بالرياض للتصدي للأمراض غير المعدية وأنماط الحياة. وأضاف أن المكتب التنفيذي لوزراء الصحة العرب يقوم حاليا بوضع آليه مشتركة، ولكن الأمر يتعدى مسئولية وزارة الصحة ويشمل وزارات أخرى. وعزا الدكتور الربيعة تزايد الأمراض غير المعدية إلى الغذاء غير السليم والابتعاد عن النشاط البدني واتباع بعض السلوكيات السيئة مثل التدخين والتي تقود للأمراض. وثمن وزير الصحة السعودي الاهتمام الكبير من قبل قادة الدول العربية، واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصيا بهذه الأمراض وحرصه الكبير على رعاية المؤتمر وتضمين أحد التوصيات للتصدي لهذه الأمراض.. معربا عن أمله في تفعيل التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر. وفيما يتعلق بجهود وزارة الصحة السعودية، قال إن مجلس الخدمات الصحية أوصى بتشكيل لجنة وطنية عليا تشارك بها كافة الوزارات ذات العلاقة بوضع خطة طويلة المدى للتصدي لهذه الأمراض.