ذكرت صحيفة (ذي لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية اليوم الاثنين أن العديد من شباب سوريا المثقف، المنتمي إلى الطبقة الوسطى الذي احتضن المعارضة منذ بدء انتفاضتها قبل عامين، بات يشعر الآن بخيبة أمل كبيرة ونفور من الثورة لاتخاذها طابعا متشددا ومن ثم آثر الحيادية السلبية دون الاصطفاف مع طرف دون آخر. وأوضحت الصحيفة - في تحليل إخباري نشرته اليوم وأوردته على موقعها على شبكة الإنترنت- أن الحماس الذي تملك الكثيرين حيال انتفاضة الشعب السوري منذ بدايتها في مارس عام 2011 تحول الآن إلى حالة من الشك والريبة في ظل تصاعد وتيرة العنف بين مليشيات المعارضة، التي يتلقى بعضها تمويلات من أطراف أجنبية ذات أجندات راديكالية وأصبحت تقع يوما تلو الآخر تحت هيمنة "الأصولية الإسلامية" ، وفق رأي الصحيفة . وأردفت الصحيفة تقول:"فبقدر كرههم لأساليب القمع والوحشية التي ينتهجها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، شعر الشباب السوري بالهلع والذعر حيال تحالفات المعارضة مع جماعات متشددة مثل جبهة النصرة التي تربطها صلات مع تنظيم القاعدة". وأضافت قائلة "إن هذا الشباب، إضافة إلى الكثيرين ممن يكبرونهم سنا من السوريين المتعلمين من سكان المدن، يشعرون بأنهم عالقون ومحاصرون بين نقيضين مرفوضين بالنسبة لهم ويتملكهم هاجس بأنهم يستبدلون نظاما قمعيا بآخر شبيه له" . واستطردت بالقول:"إن حركة المعارضة السورية التي منحتهم الأمل في مستقبل ينقلهم لعصور الديمقراطية، انتهى بها المطاف كحال المعارضة في بعض دول الربيع العربي الأخرى التي تشعر شعوبها وكأن ثورتهم قد طعنتهم في الظهر".