تشهد العاصمة اليمنية صنعاء حاليا حراكا ونشاطا دبلوماسيا واستعدادات أمنية وترتيبات تجرى على أعلى المستويات لاستضافة أعضاء مجلس الأمن الذين سيصلون مطلع الإسبوع القادم إلى صنعاء، وذلك وسط دعم وتأييد دولي لليمن في إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. وأكد مصدر دبلوماسي يمني - في بيان صحفي له اليوم الاثنين - أن المجلس سيعقد جلسته القادمة في صنعاء يوم الاثنين المقبل وأن كل الاستعدادات تجري بصورة طبيعية ولا يوجد أية مشاكل، لافتا إلى أنه سيتم مناقشة الوضع الأمني في اليمن ومن المقرر أن يصدر مجلس الأمن بيانا يؤكد فيه دعمه ووقوفه إلى جانب اليمن ومساندة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني في مواجهة التحديات الصعبة التي تحفل بها الفترة الثانية من المرحلة الانتقالية. وعلى صعيد متصل، أكد المصدر أن الاجتماع المرتقب لمجموعة "أصدقاء اليمن" على مستوى وزراء الخارجية والذي تقرر انعقاده في العاصمة البريطانية لندن مطلع مارس المقبل، يأتي في إطار الجهود والتحركات الدولية الهادفة إلى حشد الدعم الدولي لمساندة الرئيس هادي في مواجهة التحديات الصعبة التي تحفل بها الفترة الثانية من المرحلة الانتقالية. واعتبر المصدر أن مبادرة مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة استثنائية له بكامل أعضائه في اليمن الاثنين المقبل والاجتماع المرتقب لوزراء خارجية الدول المنضوية في إطار مجموعة "أصدقاء اليمن" يمثل تحركات متسقة لدعم مسار العملية السياسية القائمة في اليمن وتعزيز الدعم السياسي للرئيس هادي للمضي قدما في تطبيق ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، لافتا إلى أن الاجتماع المرتقب للمجموعة على مستوى وزراء الخارجية سيقف أمام التحديات والمعوقات التي تقف أمام مسار العملية السياسية الناشئة في البلاد وتنفيذ بقية بنود المبادرة الخليجية. وقال "إن الاجتماع سيوجه رسالة إلى كافة الأطراف اليمنية لحثها على مواصلة الالتزام بتنفيذ المبادرة، وتحذيرات صريحة من مغبة أية مساع لعرقلة مسار التسوية السياسية القائمة، إضافة إلى أنه سيتم أيضا استعراض وتقييم ما أنجز على صعيد تنفيذ مخرجات مؤتمر الرياض للمانحين والاجتماع الرابع لمجموعة "أصدقاء اليمن"، الذي عقد في نيويورك نهاية سبتمبر الماضي، بخاصة ما يتعلق بمدى التزام الدول والمنظمات المانحة بتخصيص التعهدات التمويلية التي قدمتها لليمن في مؤتمر الرياض خلال السقف الزمني الذي اتفق عليه وحدد بثلاثة أشهر. وأوضح المصدر الدبلوماسي اليمني أن الاجتماع سيناقش أيضا التفاصيل المتعلقة بقرار حكومة الوفاق الوطني إنشاء جهاز تنفيذي لاستيعاب المساعدات الخارجية بهدف تحسين القدرة الاستيعابية للتمويلات والمنح المقدمة من المانحين والتطورات الاقتصادية القائمة في اليمن، إلى جانب مناقشة ما أنجز على صعيد تنفيذ القرارات الرئاسية الأخيرة الخاصة بتوحيد الجيش، تمهيدا لبدء تنفيذ خطة إعادة هيكلته وطبيعة التحديات والمعوقات التي تواجه نفاذ هذه القرارات ومستجدات الحرب التي تخوضها الحكومة ضد تنظيم القاعدة والترتيبات المتعلقة بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني ومواقف كافة الأطراف والقوى المشاركة في هذا المؤتمر. وفي السياق نفسه، ذكرت وزارة المالية اليمنية أنها قامت بإعداد وتجهيز وتوقيع التعزيز المالي الخاص بالربع المالي الأول للعام الحالي للطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج. وأوضحت الوزارة - في بيان صحفي - أن ذلك يأتي حرصا منها على أن تصل المستحقات للطلاب في أسرع وقت ممكن وبما لا يؤثر على حياتهم اليومية والدراسية، رغم أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أوصلت اليوم بعض الوثائق المطلوب منها ولم تقدم كافة الوثائق. وعلى الصعيد الميداني والحرب ضد القاعدة، قال مصدر عسكري بوزارة الدفاع - في بيان صحفي له اليوم - إن وحدات الجيش تسيطر على الوضع الأمني على الطرق الرئيسية بعد أن قامت مجاميع قبلية بقطع الطريق الذي يربط صنعاء بمحافظة مأرب شرق اليمن، وذلك احتجاجا على القصف الجوي الذي تعرضت له خلال ال(24) ساعة الماضية بدعوة أن القصف استهدف منطقة آهلة بالسكان، وأسفر عن مقتل 19 من المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية باليمن. وعلى الصعيد الأمني، أعلنت الداخلية اليمنية - في بيان لها اليوم - تشديد الإجراءات الأمنية في الشوارع الرئيسية وحول مقر إقامة البعثات الدبلوماسية الأجنبية، كما كشفت النقاب عن ضبط شحنة أسلحة صينية وبلجيكية في محافظة الحديدة"غرب اليمن" فيما يكتنف الغموض وفاة قائد مجموعة عسكرية ضبطت نهاية العام الماضي شحنة مسدسات تركية. وأفاد بيان لوزارة الداخلية بأن أفراد النقطة الأمنية بمديرية القناوص محافظة الحديدة ضبطوا اليوم 40 قطعة سلاح كانت مخفية داخل سيارة. ونقلت الوزارة عن المقدم صالح الكمال مدير أمن مديرية القناوص قوله "إن أفراد النقطة الأمنية تمكنوا خلال عملية تفتيش روتينية، من ضبط 32 بندقية آلية نوع صيني، و7 مسدسات بلجيكية الصنع، ومسدس صيني كانت مخبأة بإحكام داخل صندوق السيارة". وهذه شحنة السلاح الثالثة التي يتم ضبطها خلال أقل من 3 شهور، بالإضافة إلى باخرة إيرانية محملة بالأسلحة تم إيقافها بالقرب من ميناء ميدي على ساحل البحر الأحمر في 28 ديسمبر الماضي. وتنتشر في اليمن تجارة السلاح ويقوم التجار، عادة، بإغراق الأسواق المحلية بها وتهريبها إلى دول الجوار. وكانت السلطات اليمنية قد أعلنت في وقت سابق عن قائمة سوداء بتجار السلاح، ضمت زعماء قبليين وقادة عسكريين وأعضاء برلمان بالإضافة إلى محافظ محافظة صعدة الحالي.