يتوجه النمساويون غدًا اليوم الأحد للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء الشعبي، الذي يحدد مصير الجيش حيث يختارون بين إلغاء نظام الخدمة الإلزامية، وتبني فكرة بناء جيش احترافي متخصص ينضم إليه الراغبون بشكل اختياري أو استمرار العمل بنظام التجنيد الإجباري المعمول به حاليا. يأتي هذا الاقتراع وسط حالة من الانقسام الشديد التي تعتري مواقف الأحزاب السياسية إزاء فكرة التخلي عن نظام التجنيد الإجباري حيث يؤيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم اقتراح وزير دفاعه نوبرت درابوش مسلطًا الضوء على مميزات النظام الجديد الداعي إلى تشكيل جيش احترافي يسهم في تقليل حجم نفقات وميزانية الجيش، وذلك عن طريق حملة إعلامية مكثفة بالتزامن مع عقد العديد من المؤتمرات الدعائية في الولايات المختلفة بمشاركة رئيس الوزراء فيرنر فايمن وعدد من وزراء حكومته إلى جانب محافظ ولاية فيينا ميخائيل هويبل لمحاولة إقناع الناخب النمساوي بمميزات النظام الجديد. في المقابل، يحاول الشريك الائتلافي في الحكومة الحالية حزب الشعب المحافظ بزعامة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ميخائيل شبندلاجر إقناع الناخبين بأهمية استمرار نظام التجنيد الإجباري من خلال نفس الوسائل الدعائية مستفيدا من موقف أقوى أحزاب المعارضة حزب الحرية اليميني، الذي يدافع رئيسه هانز شتراخر عن نظام التجنيد الإجباري. وشدد على دور جنود الجيش في مواجهة حالات الكوارث الطبيعية والفيضانات، حيث ناشد شتراخر المواطنين النمساويين بالمشاركة في الاستفتاء في نفس الوقت الذي يرى أن نتيجة الاستفتاء تعد غير ملزمة إذا تراجعت نسبة المشاركة عن 30 %. وعن نتائج أحدث استطلاعات رأي حول نتيجة الاستفتاء المتوقعة أشارت الأرقام النهائية إلى تفوق المؤيدين لفكرة احتفاظ النمسا بنظام التجنيد الإجباري التي يدعمها حزب الشعب المحافظ برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية شبندلاجر بواقع 48 %، مقابل تأييد نحو 40 % من الذين لهم حق التصويت لفكرة الاعتماد على جيش مهني متخصص يحل محل نظام الخدمة الإجبارية في الجيش وهي الفكرة التي يؤيدها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم بزعامة رئيس الحكومة الحالية فايمن، بينما أظهرت نتائج نفس الدراسة وجود نسبة 12 % من الذين لم يحسموا أمرهم بعد إزاء التصويت على وضع الجيش المستقبلي غدا الأحد. على صعيد ذي صلة، استضاف النادي المصري بالعاصمة النمساوية فيينا عضو برلمان ولاية فيينا عن الحزب الإشتراكى الديمقراطي المهندس عمر الراوي ، ذا الأصول العربية، لتقديم شرح واف إلى أبناء الجالية المصرية عن فوائد اعتماد النمسا على نظام الجيش المهني الذي يتكون من قوات مدربة تخدم بشكل دائم في الجيش. وأكد أن تطبيق النظام الجديد سيفتح المجال أمام خلق وظائف جديدة في النمسا مع اتاحة الفرصة أمام الغير راغبين في الانضمام إلى الجيش لتأدية الخدمة الاجتماعية التطوعية بدلا من فترة التجنيد الإجباري لتكون مدفوعة الأجر بالكامل وتدخل ضمن فترة المعاش وتأمين البطالة. وأشار إلى أن الخدمة الاجتماعية تعد فرصة جيدة لفتح مجالات عمل جديدة أمام المواطنين بالإضافة إلى اتاحة فرص التدريب واكتساب الخبرات الجديدة مع توافر فرصة الاستمرار في هذه الوظائف.