فى جولة سريعة وزيارة غير واضحة المعالم لمصر التقى السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكى، والوفد المرافق له، كل من الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بعد لقائه عدداً من ممثلى القوى السياسية والجلوس مع عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر ومحمد البرادعى رئيس حزب الدستور كل على حده. وبحضور عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى من الجمهوريين والديمقراطيين ووزير الخارجية المصرى محمد كامل عمرو والسفيرة الأمريكية آن باترسون والدكتور عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولى ناقش «ماكين»، خلال لقائه، مع الدكتور مرسى تطورات الأوضاع فى المنطقة والجهود التى تبذلها مصر لتحقيق المصالحة بين الفلسطينيين، وسبل وقف نزيف الدم فى سوريا، والجهود التى تبذلها مصر فى مرحلة التحول الديمقراطى، وسبل دعم الولاياتالمتحدة لها وللاقتصاد المصرى. وقبل لقاء مرسى وماكين كان وفد الكونجرس الأمريكى قد التقى الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور، وبحث «ماكين» مع «البرادعى» فى لقاء منفرد امتد لأكثر من نصف الساعة، رؤية جبهة الإنقاذ حول التوافق الوطنى، ومستقبل العملية الديمقراطية فى مصر بعد الثورة. كما اجتمع «ماكين» مع عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر فى جلسة شارك فيها عدد من الدبلوماسيين المصريين والشخصيات العامة، بالإضافة إلى السفيرة الأمريكية آن باترسون وعدد من مستشارى العلاقات الخارجية والأمن القومى الأمريكيين، ودار الحوار بشكل رئيسى حول محاولة الإدارة الأمريكية والكونجرس للتواصل واستطلاع الرأى فى مصر من الحكم والمعارضة لتكوين صورة لدى الإدارة الأمريكية بخصوص العديد من القضايا الحيوية التى تهم مصر والولاياتالمتحدة سويا. من جانبه، ركز «موسى» على أن المصريين هم فقط من يستطيعون حل مشاكلهم وخلافاتهم، وأن الحديث مع مختلف القوى الدولية الهدف منه هو إعطاء صورة حقيقية عن مجريات الأمور بعيدا عن الصورة الإعلامية أو المنقولة. وأثار «موسى» قضية الأموال المصرية المهربة للخارج وعما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستضطلع بدور فى المساعدة فى استعادتها، وقد رد «ماكين» بأنه قد تم تشكيل وحدة مختصة بذلك فى وزارة العدل الأمريكية ستبدأ عملها وأنه مع قواعد السرية الجديدة أصبح من الصعب إخفاء تلك الأموال عن أجهزة التقصى التى تبدأ عملها. وفى النهاية اختتم «ماكين» الجلسة بقوله إنه شخصيا، اقتنع بأن أعضاء الوفد سيعملون على تحرير مبلغ 189 مليون دولار من450 مليون المجمدين لدى الكونجرس وأنه شخصيا يتعهد بالبدء فى ذلك على الفور. وفى رده حول المعونة الأمريكية المصرية وهل هى موجهة للأنظمة أم للشعوب، أكد «ماكين» أن انحياز الولاياتالمتحدة دائما ما يكون للشعوب وليس للأنظمة مهما تغيرت. من جانبه، انتقد حزب مصر القوية، على لسان المتحدث باسمه محمد المهندس زيارة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، السيناتور جون ماكين لمصر، مشيرا إلى دور الأخير الداعم لإسرائيل، وكذلك تحريضه على احتلال العراق، معتبرا أن الزيارة تحمل دلالة على بقاء نفس معدلات التبعية للإدارة الأمريكية.. وصرح «المهندس» بأن تاريخ جون ماكين فى قتل الفيتناميين، وفى التحريض على احتلال العراق، وفى دعمه المطلق لإسرائيل كافٍ لأى سياسى مصرى فى السلطة كان أو فى المعارضة للامتناع عن مقابلته.