أعلنت الجزائر اتخاذ كل التدابير من أجل غلق الحدود مع مالي فى ظل توسع نطاق العمليات العسكرية ضد معاقل الجماعات المسلحة من قبل الجيش المالي وبمساعدة فرنسا . وقال عمار بلانى الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية - فى تصريح له مساء أمس /الاثنين/ عقب اختتام رئيس الوزراء المالي ديانغو سيسوكو زيارته الرسمية إلى الجزائر - أنه تم إطلاع الجانب المالي بالتدابير التي اتخذت من أجل غلق الحدود التي تم تأمينها منذ الأحداث الأخيرة التي وقعت في مالي". وأضاف أن زيارة رئيس الوزراء المالي كانت فرصة لمسئولي البلدين للتأكيد من جديد على العلاقة المتميزة التي تجمع مالي والجزائر والقائمة على حسن الجوار والتضامن والعلاقات العريقة بين الشعبين". وأوضح أن التبادل المعمق للمعلومات و تقييم الوضع السائد في مالي و المنطقة سمح للجانبين بالخروج بتطابق في وجهات النظر بشأن المسائل ذات الصلة بايجاد حل للأزمة في مالي.. مشيرا إلى أن الجزائر تدرج عملها في إطار التضامن مع البلدان المجاورة منها مالي كما تدرجه في إطار ميثاق الأممالمتحدة و العقد التأسيسي للإتحاد الإفريقي و الخارطة الإفريقية لحفظ السلام". وعلى صعيد أخر ، اعترف عمار بلانى بسماح الجزائر للطائرات الحربية الفرنسية بعبور أجوائها لضرب معاقل الجماعات ا لمتشددة فى شمال مالى . وقال بلانى فى تصريح للموقع الألكترونى الأخبارى " كل شيىء عن الجزائر " إن قرار فتح المجال الجوى الوطني يتخذ بصورة سيادية بالنسبة للجزائر فى كل مرة يعتقد فيها أن طلب العبور مبنى على ضرورة واضحة". وكان وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس قد أعلن أن الجزائر سمحت للطائرات الفرنسية بعبور أجوائها فى طريقها لضرب أهداف للجماعات الإسلامية فى مالى. وفى ذات السياق، أشاد ديانغو سيسوكو رئيس الوزراء المالى بما أسماه "إدانة الجزائر لهجومات الجماعات الإرهابية ببلده". وقال سيسوكو في تصريح صحفي أدلى به عقب استقبال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة له "نوهت بإدانة الشديدة للجزائر بشأن الهجومات التي تشنها الجماعات الإرهابية ضد بلدنا" وأضاف "كما نوهت كذلك بالعناية والاستعداد الدائم الذي تبديه الجزائر تجاه مالي". وأشاد سيسوكو ما أسماه "الجهود المتعددة الأوجه" التي يبذلها الرئيس الجزائري تجاه مالي "في هذه المرحلة الصعبة في تاريخه". وكان رئيس وزراء مالى قد وصل أمس إلى العاصمة الجزائرية على رأس وفد رفيع المستوى وقد تزامنت الزيارة مع انطلاق العمليات العسكرية ضد معاقل الجماعات المسلحة في شمال مالي التي تقودها فرنسا وسط معارك على الأرض يخوضها الجيش النظامي في عدة مدن وسط البلاد.