أعلنت الجزائر، مساء الإثنين، غلق حدودها مع مالي رسميًّا بالتزامن مع توسع نطاق العمليات العسكرية ضد معاقل الجماعات المسلحة من قبل فرنسا والجيش النظامي. وقال بيان للخارجية الجزائرية تلقى مراسل وكالة الأناضول للأنباء نسخة منه إن "الجزائر اتخذت كل التدابير من أجل غلق حدودها مع مالي". وأوضح أنه بمناسبة زيارة رئيس الوزراء المالي ديانغو سيسوكو إلى الجزائر "أطلعنا الجانب المالي بالتدابير التي اتخذت من أجل غلق الحدود التي تم تأمينها منذ الأحداث الأخيرة التي وقعت في مالي". وأشار إلى أن الزيارة "كانت فرصة لمسؤولي البلدين للتأكيد من جديد على العلاقة المتميزة التي تجمع مالي والجزائر والقائمة على حسن الجوار والتضامن والعلاقات العريقة بين الشعبين". وكشف البيان أن التضامن مع مالي "تجسد منذ بداية الأزمة عبر مساعدة مالية وإنسانية ومن خلال دعم الجيش المالي في تعزيز قدراته من أجل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة". وأشارت الخارجية إلى دعمها للعمليات العسكرية في مالي بالقول "أكدنا مجددًا موقفنا حول شرعية اللجوء إلى القوة من أجل القضاء على هذه الآفات وأكدنا أن التعاون الدولي في هذا المجال يبقى ضرورة ومطلبا". وتمتد الحدود الجزائرية المالية المشتركة على طول 1400 كلم، حيث قامت السلطات الجزائرية سابقا بنشر وحدات من الجيش لمراقبة تهريب السلاح والمخدرات برًا وجوًا كما وضعت سياجًا أمنيًّا مكهربًا، طوله 50 كلم بين برج باجي المختار الجزائرية ومدينة الخليل المالية، وذلك بهدف غلق كل المنافذ التي كانت مفتوحة في وجه المتسللين، سواء تعلق الأمر بالإرهابيين أو المهرّبين. وبدأ أمس الأحد ديانغو سيسوكو زيارة للجزائر التقى خلالها بعدة مسؤولين يتقدمهم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للتباحث حول تداعيات الأزمة في بلاده. وتزامنت هذه الزيارة مع انطلاق العمليات العسكرية ضد معاقل الجماعات المسلحة في شمال مالي تقودها فرنسا وسط معارك على الأرض يخوضها الجيش النظامي في عدة مدن وسط البلاد. من جهة أخرى، أجرى وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي، مساء اليوم الإثنين، مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس حول الوضع في مالي حسب الناطق باسم الخارجية عمار بلاني. وذكر بلاني، في تصريح صحفي لوكالة الأنباء الرسمية، أن مدلسي تحادث مع فابيوس "حول الوضع السائد بمالي حيث تبادلا معلومات وقاما بتقييم آخر التطورات الحاصلة بمالي والمتعلقة بإخطار مجلس الأمن الأممي لبحث الأزمة المالية". وكان فابيوس أعلن، الأحد، أن الجزائر أعطت موافقة غير مشروطة للطيران الفرنسي لعبور الأجواء الجزائرية خلال عملياته الحربية شمال مالي. وخلفت هذه التصريحات جدلاً في الجزائر حول ما وصف بالتغيّر المفاجئ في الموقف الجزائري الذي كان إلى وقت قريب يرفض الحل العسكري كخيار للأزمة المالية. وأكدت الجزائر عقب اندلاع العمليات الحربية وسط مالي بقيادة فرنسية أنها "تتابع بانشغال كبير هذه التطورات الجديدة وتعرب عن دعمها الصريح للسلطات المالية الانتقالية التي تربطها بالحكومة الجزائرية علاقات تعاون متعددة الأشكال بما فيها المجال العسكري".