لا أملك جواز سفر مصريا حتى أعبر عن الأوضاع السياسية فيها .. والوضع فى مصر أفضل من تونس لو منعونى من الغناء فى مصر سأقول لهم: «باى باى.. افرحوا بدستوركم» هجوم مشايخ الفضائيات سينقلب عليهم يوما ما.. والإعلام والفن المصرى يملكان سقف حرية عاليا لا أريد التصالح مع هيفاء والديو مع منير لم يعجبنى
بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات تعود المطربة لطيفة لتتحدث عن تفاصيل ألبومها الجديد الذى قامت بتأجيله عدة مرات بسبب الأحداث السياسية المتوترة فى العالم العربى ولتعبر عن رأيها فى الوضع السياسى، خاصة فى مصر وتونس، وعن نتائج ثورات الربيع العربى ومصير الشعوب العربية فى الفترة المقبلة وعن خلافاتها مع أصالة وهيفاء وهبى وظهورها مرة أخرى كمقدمة برامج بعد تجربتها الأولى فى برنامج «يلا نغنى»..
بعد غياب طويل عن الساحة الغنائية ما جديد ألبومك ومتى سيتم طرحه؟ الألبوم يتم العمل به منذ ثلاث سنوات وانتظرت عامين لحين استقرار الأوضاع بالعالم العربى، مما دفعنى لفتح الألبوم أكثر من مرة لضم أغنيات جديدة ولم يتبقّ سوى أغنية واحدة لاكتمال الألبوم الذى يتنوع ما بين المصرى واللبنانى والتونسى وتعاونت فيه مع عدد كبير من الشعراء والملحنين والموزعين منهم نادر عبدالله ومحمد يحيى ومحمد رفاعى وملاك عادل ورفيق عاكف ومحمد الصاوى، وهناك شباب أعمل معهم لأول مرة منهم أحمد فرحات، كما توجد أغنيتان باللهجة التونسية مع الشاعر والفنان محمد الجبالى، ومن المقرر طرح الألبوم مع الاحتفال ب«عيد الحب» وأدرس حاليا العروض المقدمة من عدة شركات لتولى توزيع الألبوم الذى أقوم بإنتاجه.
وماذا عن الألبوم الخليجى الذى أعلنت عنه أكثر من مرة؟ أقوم باختيار الكلمات والألحان، وهو الأمر الذى يتطلب منى السفر باستمرار فى الفترة الأخيرة إلى إمارة دبى لاختيار الجديد، وأتعاون مع ناصر الصالح وحسن حامد وقد سبق أن تعاونت معهما من قبل فى ألبومى الخليجى السابق.
تعرض سوق الكاسيت للانهيار بعد ثورات الربيع العربى، فما الحل لإنعاشه من جديد؟ الحل الوحيد هو تفعيل قانون «الحقوق الرقمية» الذى يحفظ الحقوق الفنية على شبكة الإنترنت، وهو ما سينعش السوق الغنائى فى العالم العربى لأن الوضع الحالى تعيس جدا جدا على جميع المستويات السياسية والفنية والاقتصادية والاجتماعية، ونحن نحتاج فقط إلى تفعيل القوانين.
كيف ترين الوضع السياسى فى مصر خاصة بعد تمرير الدستور من واقع إقامتك الدائمة فى مصر؟ أعيش بمصر، ومصر بدمى وعروقى لكننى لست مواطنة مصرية حتى أبدى رأيى لأننى لا أملك بطاقة أو جواز سفر مصريا لكن أى دستور يجب أن يحدث به توافق كبير بين جميع الأحزاب وبين أطراف الشعب.
وبالنسبة للأوضاع فى باقى دول الربيع العربى خاصة موطنك تونس؟ الوضع للأسف محزن جدا سواء فى تونس أو مصر أو ليبيا أو سوريا حتى الآن، لأن ثورات الربيع العربى لم تزهر وردة واحدة وهذا الربيع قاحط. ربيع ميت فى جميع البلاد. الشعوب تشردت وليس هناك ما يدعو للفرح فى مثل هذه الثورات، يجوز أن تظهر الإيجابيات بعد سنوات، لذلك يجب أن نحاول التفاؤل لأن ما يحدث الآن صعب جدا ويصيب بالإحباط.
ما موقفك لو ظهرت تشريعات فى الفترة المقبلة لإعاقة الفنانين من غير المصريين من تقديم أعمالهم فى مصر؟ لو تم منع الغناء لغير المصريين حقولهم «باى باى.. افرحوا بدستوركم»، وأترك لهم البلد وأغادر، فلا أحد يستطيع منعى من الغناء أينما وجدت، ودائما ما تنتصر إرادة الشعوب، ومازالت المظاهرات والاحتجاجات موجودة، ما يعنى أن هناك خللا فى إدارة البلاد.
وما دورك كفنانة فى هذه الظروف؟ لابد للفنان أن يقوم بعمله، ونحن نغنى ونعبر عما يحدث، كما يستخدم الجميع طاقته لوصف الحال القائم ومن جانبى قمت بتأجل كل أعمالى لأكثر من عامين بسبب الأحداث، وكمواطنين قبل العمل فى الفن لابد أن يكون لنا دور، كما يظل الفن المرآة المعبرة عن المجتمع.. لكن فى الوقت ذاته أرى أن هناك ظلما للفنانين ومنعا لبعض أعمالهم فى الفترة الحالية.
وهل منعك أحد من تقديم أعمالك الفنية سواء فى مصر أو تونس؟ الحقيقة لا، فمصر الوضع بها أفضل من تونس، لكنّ هناك فنانين تعرضوا لذلك فى تونس.. الإعلام فى مصر يتمتع بحرية أكبر من تونس وسقف الحريات بمصر سواء فى الفن أو الإعلام أكبر بكثير من تونس.
تقيمين فى الفترة الأخيرة ما بين بيروت ودبى، هل يعنى ذلك تركك القاهرة بشكل نهائى؟ مستحيل، مصر بلدى الذى احتضننى، وتوجد بها شقتى وشركتى ولا يمكن الرحيل عنها، لكننى أتواجد فى دبى بسبب إقامة عائلتى منذ فترة فيها، ولا يمكن لأحد ترك بلد السبعة آلاف عام من الحضارة.
يتعرض بعض الفنانين فى مصر للهجوم من قبل بعض مشايخ الفضائيات.. فما تعليقك؟ هذه الهجمات تصيب بالإحباط خاصة أنها تأتى على رموز الفن مثل إلهام شاهين ويسرا، لكن كل ذلك سيزول، فالشعوب تعرض أصل الفنان وهجوم البعض مبالغ فيه وأعتبرها حالات فردية، والشعوب لا تقبل هذا الهجوم فالفن قائم منذ أيام محمد عبدالوهاب وأم كلثوم ومن قبلهم وموجودون فى وجدان الشعوب، فالهجوم سوف ينقلب عليهم، والحرية لابد أن تنتشر مهما كان الثمن ويأتى يوم وتتحرر العقول.
هل تفكرين فى تقديم أغنيات وطنية فى الفترة المقبلة؟ فى ألبومى المقبل سأقدم أغنية مصرية وطنية من كلمات نصرالدين تاجى وألحان أحمد فرحات كما أعكف على العمل على قصيدة تونسية بعنوان «أنا تونسية وأفتخر» فالأعمال الوطنية ليست بعيدة عنى.
وماذا عن «الديو» مع محمد منير؟ قمت بتسجيل أغنية معه لكنها لم تنل إعجابى ولا إعجابه فقررنا تأجيل هذا المشروع لفترة لحين وجود أغنية مناسبة، لكننى سأقدم عملا من أغنيات الراحل عامر منيب وألحان عمرو مصطفى بألبومى القادم.
قدمتِ أعمالا على مسرح «الرحبانية» هل ستكررين التجربة، ولماذا لم تقدمى «ديو» مع السيدة فيروز؟ العمل مع «الرحبانية» ممتع جدا، وحلم عمرى هو تقديم «ديو» مع السيدة فيروز التى أعتبرها النسيم الذى يملأ حياتنا ويجعلنا نتحمل عواقب الحياة الصعبة، وعن تجربة المسرح هناك عرض فى بيروت عبارة عن مسرحية غنائية يشاركنى فيها المطرب اللبنانى عاصى الحلانى وأقوم بتحضير البروفات الخاصة بها، كما رفضت فى المقابل عرضا مسرحيا فى القاهرة بسبب الظروف السياسية.
ما حقيقة بطولتك لفيلم «سره باتع» مع المخرج خالد يوسف؟ «الكلام عن الفيلم ده كلام فارغ»، حيث قام كاتب الخبر بالاعتذار عما كتبه لأنه ليس له أساس فى الواقع، وذلك رغم أننى أتمنى التعاون مع يوسف لأنه من أهم المخرجين فى الوطن العربى بالفترة الحالية.
.. وماذا عن مسلسل «أشجار منيرة»؟ تجيب ضاحكة.. لا أعلم شيئا عن المسلسل، هناك شائعات كثيرة وهذه آخرها لكننى أقوم بدراسة مسلسل أتكتم على تفاصيله قد يلحق بالعرض فى رمضان المقبل.
ما رأيك فى برامج المواهب الغنائية التى زاد عددها مؤخرا؟ هذه البرامج جيدة لأن الحكام محترفون فى الغناء، والجمهور يحتاج إلى هذا الشعور للخروج من حالة الإحباط التى يعيشها، والمواهب جيدة وآخرها مراد بوريقى، فالمغرب العربى ملىء بالمواهب لكن الإعلام بالمغرب لا يسلط الأضواء عليهم ولا يهتم بإبراز مواهبهم.
هل عرض عليك الوجود بأحد البرامج كعضو لجنة تحكيم؟ نعم، لكننى أرفض الإفصاح عن اسم البرنامج، وذلك بسبب انشغالى بمتابعة الأوضاع السياسية بالوطن العربى والألبوم الخاص بى.
هل توجد خلافات بينك وبين أصالة لذلك رفضت الظهور فى الجزء الثانى من برنامجها «صولا»؟ لا، بالطبع أصالة إنسانة رائعة وأحبها لكنها لم تقم بدعوتى للجزء الثانى وعندما وجهت لى الدعوة لى فى الجزء الأول حضرت وأنا أتابع برنامجها.
.. وماذا عن خلافاتك مع هيفاء وهبى؟ لا أحب التحدث عنها ولا أريد التصالح معها، فكل منا فى حياته ولا يتدخل فى حياة الآخر.
ماذا عن ثالث أجزاء برنامج «يلا نغنى» وهل هناك برامج جديدة؟ عرضت على قنوات «CBC» برنامجا جديدا، وأتمنى التعاقد معها لأنها قناة محترمة لكنى سأتكتم على تفاصيل البرنامج لحين إتمام التعاقد، وإذا تم تقديم جزء ثالث من «يلا نغنى» فأرجو أن يتم تقديمه بشكل مختلف كليا، حتى لا يصاب الجمهور بالملل لأننى قدمت كل شىء بالجزأين الأول والثانى لذلك أود تغييرات كبيرة فيه.
هل يشهد 2013 زواجك؟ أتمنى ذلك، فالزواج والاستقرار شىء مهم فى حياة الفنان، لكن لابد من الاطمئنان على كتابة دساتير محترمة تضمن الحقوق والحريات للشعوب وبعدها الاطمئنان على الألبوم الجديد.