غالبًا ما تتسبب التصريحات الغير مسؤولة في الإطاحة بأي مسؤول مهاما بلغت قوته ومنصبه، حيث أدت تصريحات القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين، وحزبها الحرية والعدالة، حول دعوة يهود مصر إلى العودة إلى موطنهم مصر، مقابل عودة الفلسطينيين إلى بلادهم، في إثارة جدل كبير وهجوم عنيف على الجماعة وحزبها والقيادي نفسه، وإرباك وفوضى كبيرين داخل الحزب وردود فعل متفاوتة في الداخل والخارج، أدت في النهاية إلى الإطاحة به من منصبه كمستشار للرئيس الإخواني محمد مرسي، وتراجع حزبه عن ترشيحه للانتخابات البرلمانية القادمة، كما أجبرت تصريحات العريان، الرئاسة المصرية على التملص منها، مؤكدة عدم مسئوليتها عن تلك التصريحات. وأكد الدكتور ياسر على، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أنه تمت قبول استقالة الدكتور عصام العريان، من الهيئة الاستشارية للرئيس، بحجة أن هناك صعوبة في أن يجمع العريان بين عمله البرلماني واستشارته للرئيس. كما أكد أحمد سبيع المتحدث الإعلامي لحزب "الحرية والعدالة" أن عصام العريان قدم للرئاسة، الأحد، استقالته من منصبه الاستشاري. وأوضح سبيع، أن العريان، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة، استقال من منصبه الاستشاري بالرئاسة المصرية بزعم انشغاله بمهامه الحزبية. وزعم عصام العريان في بيان له أنه استقال من منصبه لأنه "اتفق مع مكتب الرئيس أن يتم إعفائه من الهيئة الاستشارية بسبب انشغاله الشديد بمهمته كرئيس للهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة، ولتضارب المصالح بعد إقرار الدستور الجديد، حيث لا يجوز أن يجمع بين موقعين؛ أحدهما في سلطة التشريع والآخر في السلطة التنفيذية" على حد قوله . وللهروب من المسؤولية والتخفيف من وطأة الانتقادات الحادة التي تعرض لها القيادي بجماعة الإخوان - المعروفة بعدائها لإسرائيل- عقب على الانتقادات التي طالته بسرد سيرته الذاتية وحديثه بفخر عن "إنجازاته السابقة ومناصبه" قائلا: "في صفحته على "فيس بوك": "الذين ينشرون الأكاذيب أنا نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، أكبر الأحزاب المصرية، ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس الشورى، ومستشار الرئيس" وأضاف: "الفقير إلى الله عصام العريان عضو مجلس شورى الإخوان المسلمين، وعضو مكتب الإرشاد سابقا، ولمن يريد المزيد، أمين صندوق نقابة أطباء مصر وعضو مجلس إدارتها ل26 عاما، واستشاري التحاليل الطبية وأمراض الدم". وتابع: أنا "كاتب وباحث ومفكر أحيانًا خارج الصندوق، وغالبًا كبقية خلق الله، أب وزوج وجد، وصديق لكل الذين عرفتهم لعقود مهما اختلفت بنا دروب الحياة ومتاهات السياسة والفكر، فالعلاقات الإنسانية عندي أبقى من كل شيء". كما وجه للعريان انتقادات حادة داخلية وخارجية من اطراف مختلفة ، أكدت ان وفاء الإخوان بدعوتهم لليهود بالعودة، سيكبد اقتصاد مصر المنهار، نفقات أكثر من 30 مليار دولار. كما كان أبرزها ردود الفعل لليهود أنفسهم الذين رفضوا تصريحاته، وأكدوا ان الإخوان غير قادرين على الوفاء بوعودهم وطالبوا بضمانات لتحقيق ذلك. ولم تكن تصريحات العريان حول عودة اليهود آخر خطاياه هو وجماعته فقد أطلق تصريحات أثارت جدلا كبيرا بشأن قيام رئاسة الجمهورية ب"تسجيل المكالمات واللقاءات المتعلقة بالرئاسة لاعتبارات أمنية"، على حد تعبيره .