أثارت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية عدة تساؤلات حول السبب الحقيقي وراء الغموض الذي تحيطه الحكومة الفنزويلية بشأن حالة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز الصحية. واعتبرت الصحيفة الأمريكية - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أنه بالنظر إلى ممارسات الحكومات الديكتاتورية السابقة في قارة أمريكا اللاتينية، فإن حكومة فنزويلا قد تحاول إخفاء حقيقة مرض تشافيز على الشعب الفنزويلي، مشيرة إلى أن الدول التي تقوم على حكم ديكتاتوري وقمع للمعارضة، تخشى من مغبة الإفصاح عن خلو منصب رئيس البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو التي وصف فيها لأول مرة حالة تشافيز الصحية بالدقيقة والحرجة، لم تنه الشائعات التي ترددت حول تدهور حالته الصحية بعد الجراحة الأخيرة التي خضع لها في كوبا لاستئصال ورم سرطاني.
وطالبت الصحيفة الحكومة الفنزويلية بالكشف عن حقيقة الحالة الصحية لتشافيز لدحض "الحرب النفسية" التي تثار في البلاد -بحسب تصريحات المسئوليين في الحكومة- وتحميل المعارضة مسئولية نشر الشائعات الكاذبة حول مرض الرئيس الفنزويلي.
ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة الفنزويلية طالبت الحكومة مرارا وتكرارا بالكشف عن حقيقة الحالة الصحية لتشافيز، مشيرة إلى اتهام زعيم المعارضة في فنزويلا رامون أفيليدو الحكومة بالتصرف بطريقة غير مسئولة لجعلها الفنزويليين يعتقدون أن الرئيس تشافيز مازال يمارس مهامه، حيث طالب أفيليدو الذي يتزعم تجمع "طاولة من أجل الوحدة الديمقراطية" المعارض الحكومة بضرورة التعامل بطريقة تجعل الشعب يثق بها وتقديم تشخيص طبي للحالة الصحية لتشافيز المقرر أن يؤدي اليمين الدستورية لفترة ولاية جديدة في العاشر من الشهر الجاري.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حالات مشابهة قامت فيها حكومات دول بإخفاء حقيقة مرض زعمائها عن الشعب معتبرة أن ذلك سر من أسرار الدولة، مشيرة إلى سابق إخفاء الحكومة الفرنسية حقيقة إصابة الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران بورم سرطاني طوال عشر سنوات قبل إجباره على التنحي عن الحكم.