من يهاجمون الفنانين ليسوا مشايخ بل «مهرجون».. وباسم يوسف جاء بالرد المناسب تعاونى مع سميرة سعيد أخرج أسلوبا جديدا الدستور باطل.. وانتهاكات الاستفتاء «على عينك يا تاجر» مصر تغرق.. والالتفاف حول المعارضة هو الحل لن أكرر تجربة «خليج نعمة».. وأبحث عن فيلم يشبه الموسيقى التى أقدمها أجهز للألبوم الجديد وأتوقع مشاركة فريق «دنيا جديدة»
لم يستسلم إلى حالة الكساد التى يمر بها سوق الألبومات الغنائية فى مصر، خاصة فى 2012 الذى تعرض فيه كبار المطربين إلى خسائر ملحوظة، فخرج المطرب محمود العسيلى فى إصرار وعزيمة على إطلاق ألبومه بالتعاون مع شركة مزيكا.. وبعد أن تصدر «دنيا جديدة» سباق الألبومات فى أسابيعه الأولى جاء الإعلان الدستورى، وأحداث «الاتحادية» والاستفتاء ليعطل مسيرة نجاح أحدث ألبوماته، لكنه أكد أن النجاح الحقيقى للألبوم تحقق من خلال ردود الأفعال العالية عبر شبكة الإنترنت وتجاوب الشباب مع أغنيات ألبومه فى الحفلات الغنائية.
* كيف تقيم مدى نجاح ألبوم «دنيا جديدة» فى ظل الظروف السياسية التى تمر بها مصر؟ تم تقييم نجاح الألبوم بعدة طرق منها زيادة الطلب على مشاركتى فى الحفلات والأفراح الخاصة، بالإضافة للمبيعات وكذلك ردود فعل الجمهور عبر شبكات التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر» ونسب مشاهدة الأغنيات عبر موقع «يوتيوب»، بالإضافة إلى تجاوب الشباب مع معظم الأغنيات والذى أعتبره النجاح الأكبر للألبوم لأن الجمهور ليس متعلقا فقط بالأغنية التى تبث عبر الإذاعات، لكن بجميع الأغنيات ومن أكثرهم شيوعا أغنية «الليلة وست الستات وضحكة ودنيا جديدة».
* البعض يعتبر أنك تكرر نفسك فى أغنيات ألبوماتك وموسيقاك.. فما رأيك؟ بالعكس.. حرصت على أن يجد كل مستمع ذوقه الخاص، فقدمت أغنيات للأطفال والعائلات مثل أغنية «ضحكة» وللشباب «ست الستات» ومن أكثر أغنيات الألبوم انتشارا «الليلة» التى تجد رواجا بين العروسين بشكل كبير فهى أغنية الحب لهذا العام، ومن المتوقع أن تكون هى الأقرب لتصويرها فيديو كليب والمخرج المرشح سيكون مصريا.
* ما رأيك فى الدستور وتمريره؟ أنا أعتبر الدستور باطلا، والإعلان الدستورى الذى أطلقه الرئيس مرسى أيضا باطل، وبالطبع الجمعية التأسيسية لا تجمع جميع أطياف الشعب المصرى، ولا يجوز أن فصيلين ينتميان إلى جبهة واحدة يكتبان دستور مصر لأن مصر أكبر منهم بكثير، ولا يجوز مثلا أن يمثل الكنيسة فى التأسيسية المهندس محمد الصاوى فهذا تهريج.. وعلى الرغم من ذلك تغاضينا، وخرجنا للاستفتاء الذى تم تزويره وتم اجراؤه بغير إشراف قضائى والانتهاكات التى رصدتها جمعيات حقوق الإنسان «على عينك يا تاجر».
* هل أنت متخوف على مستقبل الفن فى مصر بعد الدستور؟ لا أهتم بالتفكير بمصير الفن لأن الدستور لم يذكره من الأساس، فلا أحد يستطيع أن يفرض على الفنان ما يقدمه لأننى سأظل أغنى الأغنيات التى تعبر عن تفكيرى، ولا يحاول أحد كتم الصوت فهناك وسائل عديدة مثل اليوتيوب، وفيس بوك، وتوتير، فالشعب أطلق الثورة من أجل الحرية ولا مجال للصمت الآن، وبالنسبة لى لا يهمنى الدستور لأننى لن أترك الغناء.
* هل تعتقد أن «الإخوان» أنفردوا بالسلطة وأقصوا باقى القوى المدنية؟ «الإخوان» دائما كانوا جزءا لا يتجزأ من الثورة ولا ننكر أنهم شاركوا فيها من البداية لكنهم «باعونا»، خاصة بعد فوز الرئيس محمد مرسى بالانتخابات، وكنت من مؤيديه على الرغم من عدم التصويت له لأننى قاطعت الجولة الرئاسية الثانية بعد اختيارى لحمدين صباحى، وعندما علمت بفوز مرسى أثناء سفرى لبيروت رحبت بذلك كثيرا إلا أن ترحيبى لم يكن فى محله.
* وما تقييمك للرئيس محمد مرسى؟ وضعت الأمل فى الرئيس مرسى عند انتخابه لكنه خذلنا جميعا، فهو مضطرب، فى كثير من قراراته وكذلك جماعة «الإخوان» فالكذب هو السمة الرئيسية للمرحلة الحالية وما شاهدته فى محيط «الاتحادية» أثناء تواجدى هناك أن المصريين يتقاتلون من أجل مجموعة وعود كاذبة فى حين يظهر مسئولو الحكومة ببيانات لا تصف الحقيقة، وعندما أفرجت النيابة عن متهمى الاتحادية، ظهر مرسى بعد ذلك ليؤكد أنه تم القبض عليهم، فهناك اضطراب واضح فى تصريحات الرئيس، وأظن أن البرادعى هو رجل المرحلة منذ البداية، فأنا أدعمه شخصيا فهو لم ينافق أحدا ولم يغير كلامه، وتوقعاته جانبها الصواب منذ بداية الثورة لكن لم يتم الاستماع إلى نصائحه فكان لابد من كتابة الدستور أولا، حتى لا يستطيع أى من كان أن ينفرد بالسلطة ولو كان «أبولهب» نفسه.
* إلى أين تذهب مصر فى الوقت الحالى؟ مصر تغرق والحل هو الالتفاف حول المعارضة ومواجهة حرب الانتخابات البرلمانية وكل الشعب لابد أن يكون ضد التيار المستبد وليس الإسلامى لأنه لا يصف الإسلام من قريب أو بعيد ولابد من التواجد بالشارع، وسأنضم لحزب «الدستور» وأشارك بحملات لتوعية الشعب بالمفاهيم الدستورية.
* فى الفترة الأخيرة تعرض الفنانون لهجوم من بعض المحسوبين على التيار السلفى.. ما تعليقك؟ لا يمكن القول على هؤلاء «شيوخ» بل «مهرجين» فلا يمكن أن نهاجم أو نقبل الهجوم بهذا الشكل السافر، وكما ذكر باسم يوسف «إذا كنتم تعتبرونا كفرة فنحن لا نعتبركم شيوخا». وكانت كلماته معبرة جدا عن الوضع.. مصر ظلت فى حالة من القمع لمدة ثلاثين عاما، وكان الخطأ الذى وقع فيه الشعب هو استمرار الصمت طوال هذه المدة، فلا يمكن أن يتنازل أحد بعد اليوم.
* لماذا لم تفكر فى تقديم أغنية عن الانقسام الموجود فى الشارع المصرى؟ فكرت فى ذلك، وحضرت أغنية ستكون مفأجاة فى كلماتها وأتوقع أن تتعرض لهجوم عنيف، فهذا هو حال أى عمل إذا كلل بالنجاح، ولا يمكن القول بأننا «يد واحدة» لأن الواقع أن البعض يثير الفتن ويزرع الحقد بين المصريين.
* ما هى مشروعاتك الفنية المقبلة؟ سأبدأ التحضير للألبوم الجديد خلال أيام ومن المتوقع أن أتعاون فيه مع نفس فريق العمل الذى تعاونت معه فى ألبوم «دنيا جديدة».
* هل من الممكن أن تستخدم موسيقى «المهرجانات» فى ألبومك المقبل؟ لست ضدها لكننى لا أحبها على الرغم من انتشارها بشكل كبير فى الفترة الماضية، وأصبح لها قاعدة شعبية كبيرة، لكن من المقرر أن أقدم «دويتو» مع مطرب شعبى خاصة بعد أن استمعت لأغنية «أه يا دنيا» للمطربة بوسى، فأغنياتى قادرة على الوصول للطبقة الشعبية مثل «مجنونة» و«طراطير».
* كيف جاء تعاونك مع المطربة سميرة سعيد فى ألبومها الجديد؟ سعيد جدا لأن سميرة سعيد هى أسطورة فى الغناء تعاونت معها فى تلحين أربع أغنيات ومنها «أوقات» التى سجلتها مؤخرا وهى من كلمات بهاء الدين محمد وتوزيع أمير هداية. وباقى الأغنيات لازالت لم تستقر على أسمائهم، وكتبت أختى أغنيتين فى ألبومها ووزع على فتح الله أغنية وأمير باقى الأغنيات، وأرى أن سميرة من الفنانات غير المزعجات لذلك فالتعامل معها جاء سهلا، خاصة أننى اقتربت منها بتقديم موسيقى هى مزيج بين أسلوب سميرة سعيد المعتاد وبين أسلوبى الموسيقى، كما أنه من المحتمل زيادة عدد الأغنيات التى سنتعاون فيها معا.
* ومن أيضا من المطربات ستتعاون معهن الفترة المقبلة كملحن؟ أتعاون مع بشرى فى تلحين عدد من أغنيات ألبومها الجديد، كما من المتوقع أن أقدم لحنا للمطربة رولا زكى.
* بعد خليج نعمة غبت تماما عن المشاركة السينمائية؟ بعد عرض خليج نعمة، رفضت كل العروض سواء التليفزيونية أو السينمائية التى قدمت لى، وأعتقد أننى كنت محقا فى رفضى لها لأننى أبحث عن موضوعات مختلفة كنوعية الموسيقى التى أقدمها والتى أتميز بها، فلابد من التنوع، ولا يوجد أى سيناريوهات أقرأها فى الفترة الحالية.
* هل برامج المواهب تساعد فى اكتشاف المواهب أم تعتبرها متاجرة؟ فى الحقيقة برامج «ستار أكاديمى» و«سوبر ستار» فشلت فى تقديم مطربين حقيقيين، ولم أتابع إلا بعض حلقات من برنامج «The Voice»، ومن المفترض أن يتم اكتشاف موهبة متكاملة وليس فقط من لديه صوت جيد لأن الصوت الجيد ليست الوسيلة الوحيدة للنجاح.