حذرت صحيفة "الوطن" السعودية من المآرب التوسعية الخفية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي من وراء حمى الجدران الفولاذية التي تقوم ببنائها على الحدود مع الدول العربية في سوريا والأردن ومصر والأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم: من الواضح أن إسرائيل تسعى لبناء جدران تحيط بها من كل اتجاه، وبذرائع مختلفة في كل مرة، وكان إعلان إسرائيل مؤخرا عن نيتها بناء جدار فاصل مع سورية، بحيث تكون مرتفعات الجولان السورية المحتلة داخل الجدار، هو آخر تطورات هذا المسلسل الخطير. وتابعت: الذريعة التي تحاول الحكومة الإسرائيلية تسويقها لبناء هذا الجدار هي أن سورية مقبلة على حرب أهلية طويلة المدى، وأن إسرائيل بحاجة للجدار لمنع المواطنين السوريين من العبور إليها في حال احتدام حدة الصراع الأهلي في بلادهم. وفي الوقت نفسه، تقول إن هذا الجدار سيساعد على منع تسلل أي فصائل إرهابية للقيام بعمليات ضد الإسرائيليين في ظل الفوضى التي تعيشها المنطقة. من ناحية أخرى، ستعمل حكومة نتنياهو على بناء جدار على حدودها مع الأردن. هذه الخطوة تحمل أبعادا خطيرة لأنها الخطوة الأولى باتجاه استيلاء إسرائيل على غور الأردن، السلة الغذائية للضفة الغربية. وكانت تل أبيب قد عرضت استئجار غور الأردن لمدة 40 سنة من السلطة الفلسطينية، لكن طلبها قوبل بالرفض، وهي تقوم الآن برفع الألغام من مناطق واسعة من غور الأردن وإعدادها للاستيطان. وفي مصر، كانت الذريعة هي وقف الهجرة غير الشرعية للمصريين والأفارقة إلى إسرائيل، مشيرة الى ان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو صرح مؤخرا بنيته إعادة عشرات آلاف الأفارقة إلى بلادهم بسبب دخولهم إلى إسرائيل بشكل غير شرعي. وفي الضفة الغربيةالمحتلة، حيث بدأ هذا المسلسل الخطير والمشبوه، كانت الذريعة تتلخص في منع العمليات الإرهابية عبر الحدود مع الضفة، وهناك أعضاء في حزب الليكود دعوا مؤخرا إلى ضم المنطقة سي في الضفة الغربية إلى إسرائيل رسميا، وهي المنطقة التي تقع تحت السيطرة الكاملة للجيش الإسرائيلي وتشكل 60% من مساحة الضفة، وبالطبع فإن نتنياهو قد يفعل أي شيء يساعده في كسب المعركة الانتخابية المقبلة. ونبهت الصحيفة الى ان كل هذه الذرائع لبناء الجدران تحاول إخفاء حقيقة أن إسرائيل تسعى إلى فرض أمر واقع من خلال رسم حدودها مع دول الجوار بالجدران الإسمنتية، واغتصاب الأراضي التي تقع داخل حدود الجدار. ودعت "الوطن" الفلسطينيين والعرب الى سرعة القيام بحملة واسعة لتنبيه المجتمع الدولي لما تنوي عليه دولة الاحتلال، أما إسرائيل فيجب أن تفهم أنها لن ترى السلام ما لم تنسحب إلى حدود ما قبل 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية في إطار حل الدولتين الذي يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب تعنت حكومة اليمين المتطرف