اتهمت صحيفة "الوطن" السعودية نظام بشار الأسد بالسعى لنقل حرب الإبادة التى يشنها ضد شعبه إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، محذرة من أن تكون مذبحة "مخيم اليرموك للاجئين الفلسطيينين" مقدمة لثمن باهظ يدفعه مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين للصراع الدائر في سوريا.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الخميس أن ما يجري من مواجهات عنيفة داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق والتداعيات المصاحبة لذلك، يؤكد ما ظل يحذر منه المراقبون منذ نشوء الصراع قبل أكثر من عامين. فهذا المخيم الذي ظل على الحياد مما يجري في سوريا ينغمس بقوة في دائرة الصراع المميت مع سعى نظام بشار الأسد لخلط الأوراق من خلال استقطاب سكان المخيم لصالحه ودفع فصائل منهم لقتال الثوار.
كما فاقم من أزمة المخيم، التصريحات غير المسؤولة من بعض المحسوبين على القضية الفلسطينية والتي تتقاطع مع رغبة الشعب السوري في الحرية والانعتاق. ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة- والتي يجاهر فيها بوقوفه إلى جانب النظام السوري المتداعي ، تصب الزيت على النار ولا تراعي خطورة الموقف، ومن ثم كان من "ثمراتها" سقوط الكثير من الضحايا داخل المخيم فيما فر الآلاف من سكانه إلى لبنان الذي يعاني بدوره من تداعيات الأزمة.
ووصفت الصحيفة الاستغاثة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس للمجتمع الدولي لتمكين اللاجئين الهاربين من جحيم مخيم اليرموك، من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية ، بانها تعكس حقيقة المخاطر التي تحدق بأولئك الأبرياء بعد استهدافهم من قبل نظام الأسد. ونبهت الصحيفة إلى أن أحداث اليرموك تمثل البداية لكارثة مقبلة ستشمل كافة المخيمات الفلسطينية التسعة الأخرى، والتي لن تنجو من ويلات هذا الصراع الدموي. وطالبت الصحيفة المجتمع الدولي والجامعة العربية على وجه الخصوص، التحرك بشكل عاجل لتوفير تدخل دولي سريع لحماية تلك المخيمات من مجازر قد تكون وشيكة مع الإرهاصات التي تلوح في الأفق بقرب انهيار نظام أقلية بشار.