رأت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية أن إطلاق النظام السورى صواريخ سكود ضد شعبه للمرة الأولى يعد مؤشرا على يأسه المتزايد لسحق الثورة. وذكرت الصحيفة - فى سياق تقرير بثته اليوم الخميس على موقعها الإلكترونى - أنه فى تصعيد كبير، أكد المسئولون الغربيون أن القوات الموالية للنظام أطلقت على الأقل ستة صواريخ باليستية روسية التصميم على أهداف للثوار. وقالت الصحيفة إن هذا يعنى أن الرئيس السورى بشار الأسد استخدم حتى الآن كل سلاح فى ترسانته ما عدا الهجوم الكيماوى فى محاولة لإنهاء الانتفاضة المستمرة منذ 21 شهرا. وأضافت الصحيفة أن المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أوضح من جانبه أن التقارير تشير إلى أن أول صاروخ سكود تم إطلاقه يوم الاثنين الماضى وأن المزيد من الصواريخ تم إطلاقها منذ ذلك الوقت. وأشارت الصحيفة إلى أن المتحدث أضاف "يشير المسار والمسافة المقطوعة إلى أن هذه كانت صواريخ من طراز سكود. ونحن نشجب هذا بأشد العبارات حيث إنه يوضح الوحشية الصارخة للنظام وإلى أى مدى وصل يأسه لدرجة إنكار الطموح الشرعى لشعبه". وأوضحت الصحيفة أن الناتو أكد ليلة أمس الأربعاء على أن الاستطلاع رصد إطلاق عدد من الصواريخ فى سوريا هذا الأسبوع. ولفتت الصحيفة إلى أن صواريخ سكود هى صواريخ متوسطة المدى وغير دقيقة كما هو معلوم، وأن الدكتاتور الليبى العقيد معمر القذافى استخدم صاروخ سكود ضد الثوار فى بنغازى العام الماضى. ونوهت الصحيفة إلى أن آخر مرةاستخدمت فيها هذه الصواريخ بصورة كبيرة فى الحرب كان بواسطة صدام حسين فى حرب الخليج عام 1991 بما فى ذلك الهجوم على تل أبيب. من جانبها ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن قرار إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما باعتبار إحدى جماعات الثوار السورية المتطرفة منظمة إرهابية أظهر مؤشرات على التسبب فى الإتيان بنتائج عكسية عندما طالبت المعارضة السورية باحتجاجات ضد الخطوة. وقالت الصحيفة - فى سياق تقرير بثته اليوم الخميس على موقعها الإلكترونى - إن وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن جماعة جبهة النصرة، وهى إحدى الجماعات العسكرية الأكثر تأثيرا التى تقاتل النظام السورى، هى بالفعل أحد أفرع تنظيم القاعدة التى كان لها تأثير فى العراق حيث انتعشت كجماعة جهادية هناك بعد الإطاحة بصدام حسين فى عام 2003. وأضافت الصحيفة أنه من ناحية أخرى، تزايد الاستياء داخل سوريا ضد القرار الأمريكى باستهداف الجماعة فى الوقت الذي لا تزال فيه واشنطن فيه مترددة بشأن مزيد من تدخلها في الحرب الأهلية الدائرة . وأوضحت الصحيفة أنه تم إنشاء صفحة على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعى تحمل اسم "كلنا جبهة النصرة" للمطالبة باحتجاجات فى جميع أنحاء سوريا يوم الجمعة ضد "التدخل الأمريكى". واعتبرت الصحيفة أن رد الفعل الغاضب هو دليل آخر على عدم الاتصال بين إدارة أوباما، التى تركز بشدة على ما سيحدث فى سوريا إذا سقط نظام الأسد مع استبعاد التدخل المباشر، وبين الكثير من جماعات الثوار على الأرض الذين يتلهفون على مساعدة مباشرة. وأشارت الصحيفة إلى أنه برغم أن إدارة أوباما تتوقع سقوط نظام الأسد خلال أشهر، قفز المسئولون إلي الاستنتاج، بناء على المؤشرات الأخيرة، بأن القوات الثورية تحقق مكاسب حاسمة على الأرض خاصة حول العاصمة.ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الاستنتاج زاد من الاستعدادات المكثفة ل"فترة ما بعد الأسد" إذا أسقطت المعارضة النظام. ونوهت الصحيفة إلى أن القرار بتحديد جبهة النصرة كمنظمة إرهابية، والذى يعنى أن أية أصول لدى الجماعة فى الولاياتالمتحدة سيتم تجميدها، مصمم بشكل جزئى لدعم المعارضة السورية من خلال إظهار أنه من الممكن إزالة الجماعات المتشددة المعادية للغرب. ورأت الصحيفة أنه ومع ذلك فإن التوصيف الإرهابى يعكس أيضا جهدا لمحاولة نزع الشرعية عن جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة فى فترة الانتقال السياسى الذى سيعقب انهيار النظام. ونوهت الصحيفة إلى أنه برغم تبنى الجماعة لفكر جهادى حول مجتمع سورى معتدل، فإنها اكتسبت مكانة نتيجة قتالها المؤثر وعدم اتسامها بالفساد، فى الوقت الذى يحذر فيه المحللون من أن الخطوة الأمريكية لعزلها قد تأتى بنتائج عكسية.