تصدرت تطورات الأوضاع على الساحة السورية اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين. ففي سلطنة عمان، ذكرت صحيفة (الوطن) العمانية أنه في الوقت الذي بدأ فيه مندوبا كل من روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية اجتماعا مع المبعوث العربي الأممي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في جنيف لبحث ملف الأزمة السورية أطلقت واشنطن عملية واسعة لإرسال الأسلحة لسوريا. وقالت الصحيفة "إن هذا السلوك المزدوج في التعامل مع الأزمة السورية بين مباحثات مع الإبراهيمي وبين الإصرار على سفك دماء الشعب السوري، لا يمكن أن يفسر بأن واشنطن تسعى إلى حل الأزمة السورية" . ورأت الصحيفة أنه منذ نشوب الأزمة السورية لم تنفك الولاياتالمتحدة عن تقديم أدلة على إدارتها لهذا الصراع ليس بواسطة أدوات لها فحسب بل بإفشال كل المبادرات المطروحة لحل الأزمة السورية. وفي دولة قطر، قالت صحيفة (الراية) إن تأكيد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا أن الطريقة التي يتعامل بها مجلس الأمن الدولي مع الأزمة السورية غير مقبولة ويتحمل مسئولية فشله في الخروج بقرارات تحقق الحماية للشعب السوري وتوقف إطلاق النار وهو ما تسبب في ازدياد أعداد الضحايا ونزوح مئات الآلاف منهم، فضلا عن الدمار الهائل الذي لحق بالمدن السورية. وقالت الصحيفة "إن فشل المجتمع الدولي في الحديث بصوت واحد أغرى النظام على اتباع طريق العنف والقتل للقضاء على الثورة فالنظام مارس المماطلة مع جميع المبادرات التي قدمتها جامعة الدول العربية للتوصل إلى حلول مرضية تستجيب لمطالب الشعب السوري. وأشارت (الراية) إلى أن رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا أعرب في الكلمة التي افتتح بها اجتماع اللجنة عن أمله بأن تتوصل الاجتماعات الجارية حاليا بين الولاياتالمتحدةوروسيا إلى فهم مشترك لما يجري في سوريا حتى يضطلع مجلس الأمن بمسئولياته ويوقف دورة العنف الدامي هناك ويحقق مطالب الشعب السوري في رحيل النظام وتشكيل حكومة انتقالية وطنية. ومن جانبها، أكدت صحيفة (الشرق) أنه مع تصاعد المجازر وأعمال التدمير والتشريد التي ترتكبها عصابات الرئيس السوري بشار الأسد بدم بارد ضد الشعب السوري وفي ظل التقدم المتواصل للمعارضة لم يعد أمام الأسد حل سوى تسليم السلطة لإنقاذ ما تبقى من البلاد. وقالت الصحيفة "إن الدول العربية صبرت كثيرا على حماقات وجرائم الأسد وقد أعطيت لنظامه النصيحة والفرصة والكثير من المبادرات للخروج المشرف من أزمتهم الدامية ولكنهم اختاروا طريق المماطلة وقتل الشعب وتدمير البلاد" . وأضافت أن مجلس الأمن الدولي أخطأ طوال الشهور الماضية في التعامل مع ملف الأزمة السورية وتركها نهبا لحالة من التجاذبات الإقليمية والدولية .. معتبرة أن النتيجة كانت استمرار جيش الأسد في أعمال القتل ضد الشعب السوري. وأشارت إلى أن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر أل ثاني كان قد أكد في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا أمس أن نتيجة ذلك كانت استمرار حكام سوريا في أعمال القتل ضد الشعب السوري .. مشددا على أنه بعد كل الدماء التي سالت "يجب أن يحدث انتقال للسلطة". واختتمت الصحيفة قائلة "إن حاكم سوريا ومعه المنتفعون من حكمه يتحملون مسئولية ماآلت إليه الأوضاع في البلاد وعليهم اليوم قبل الغد أن يتحملوا المسئولية الوطنية والأخلاقية تجاه الشعب". أكدت صحيفتا الراية والشرق القطريتان في افتتاحيتيهما اليوم الاثنين أنه مع تصاعد المجازر واعمال التدمير التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه المنتفض على حكمه منذ عشرين شهرا لم يعد أمام الرئيس السوري واركان حكمه سوى حل واحد وهو تسليم السلطة الى قوى الثوار لإنقاذ ما تبقى من سوريا التي دمرتها انانية حكامها .