شهدت جلسة تسلم الرئيس المصرى مسودة الدستور تباينا فى ردود الفعل بين المتابعين من خلال الحضور أو الملايين المتابعيين عبر شاشات التلفزيون المصرى حيث ,تسلم الرئيس مسودة الدستور بين اعتراض قوى لقوى المدنية والسلطة القضائية وبتاييد واحتفال كبير لقوى الاسلام السياسى ,ورغم غياب ممثلى الكنيسة وممثلى كل القوى السياسية و المشير طنطاوى والفريق سامى عنان شهد لقاء الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية مع أعضاء اللجنة التأسيسية حضور الحكومة كاملة ونائب الرئيس ومساعديه وبعض أعضاء مجلس الشورى كما شهد ظهورا لافتا للدكتور كمال الجنزورى رئيس لوزراء السبق ومستشار الرئيس للشؤن الاقتصادية وشيخ الأزهر. وبدأ فى الثامنة مساء دخول المشاركين فى اللقاء للقاعة عقب التقاط الصور التذكارية مع الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، ثم دخل الرئيس فى الثامنة وعشر دقائق، ليبدأ السلام الوطنى والذى شهد حضور عماد عبد الغفور وصلاح عبد المعبود من التيار السلفى فى الوقت الذى دخل فيه باقى التيار السلفى عقب انتهاء السلام الجمهورى، يتقدمهم ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، فى حين جاء نادر بكار المتحدث الرسمى باسم حزب النور متأخرا بعد السلام الوطنى .. وفور انتهاء الشيخ حسين حامد من افتتاح اللقاء بقوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، ثم سورة الضحى والشرح مختتما بآيات سورة العلق، احتضن المقرئ الدكتور محمد محسوب وزير الدولة للشئون القضائية والمجالس النيابية.
وشهدت كلمة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والتى استغرقت قرابة النصف ساعة، مقاطعة المشاركين له بالتصفيق أكثر من 20 مرة، وبدأ الرئيس يكيل المديح واسباب الافتخار بالمسودة قائلا ,"دستور مصر تجربة جديدة فى العالم أجمع جغرافيا وتاريخيا"، مؤكدا: "لا يمكن أن ننسى تضحيات شهدائنا الأبرار"، موجها الشكر لأعضاء الجمعية التأسيسية: "جزاكم الله خيرا.. إن أحدا لا يستطيع أن يوفى هذه الجمعية حقها"، مختصا رئيس الجمعية: "تحية خاصة للقاضى الجليل المستشار حسام الغريانى"، موضحا: "عندما أقول تحية خاصة فهى تعبر عن نفسى وعن الشعب الذى انتخبنى". وواصل الرئيس امتداحه لمواد الدستور قائلا : "الدستور جعل الكرامة حق كل إنسان حتى لو لم يكن مصريا وهذه سابقة فى العالم أجمع "، مضيفا: "لأول مرة تتقلص بالدستور صلاحيات رئيس الجمهورية فلا يستطع حل البرلمان إلا بالاستفتاء"، ووجه الرئيس الكلمة للمنسحبين: "جهد المنسحبين مقدر ولا يمكن أن يضيع أثره أو نسيانه، والتاريخ سيخلد موقفكم الوطنى فى إنجاز هذا المشروع". كما واصل الرئيس توجيه كلمات الثناء الذى امتد الى القضاء الذى أشرف على الانتخابات ووجه دعوته للقوى للحوار,"أجدد الدعوة لفتح حوار وطنى جاد وإنهاء المرحلة الانتقالية فى أسرع وقت بما يضمن حماية الديمقراطية الوليدة"، وقوله: "لا أنسى الدور العظيم للقضاء المصرى فى الإشراف على الانتخابات والاستفتاءات التى سبق وأجراها بكل حياد ونزاهة"، مضيفا: "ولا أنسى رجال القضاء وإعلانهم عن وجود تزوير فى عهد النظام البائد"، مشددا على دور القضاء بقوله: "القوى لدى القضاة ضعيف حتى يؤخذ الحق منه والضعيف لديهم قوى حتى يؤخذ الحق له". واختتم قائلا"سأصدر قرارى اليوم بدعوة جموع الشعب المصرى للاستفتاء على مشروع الدستور المصرى"، مؤكدا: "ادعوا الشعب للاستفتاء على مشروع الدستور فى 15 ديسمبر الجارى"، موجها حديثه لجموع الشعب المصرى: "أقول للشعب المعارض قبل المؤيد.. أعينونى بقوة فيما حملتمونى من مسئولية إدارة شان الوطن"، مكررا: "هذه المسئولية تجعلنى أمضى قدما للأمام ولا أتردد"، مؤكدا: "مرة أخرى.. أعينونى بقوة فيما حملتمونى من أمانة لإدارة شان الوطن"، مختتما كلمته بقوله: "ويسألونك متى هو.. قل عسى أن يكون قريبا".
بينما استغرقت كلمة المستشار حسام الغريانى رئيس الجمعية التأسيسية لوضع الدستور قرابة ال15 دقيقة، أكد فيها ان: "بذلك تنتهى الإعلانات الدستورية بالاستفتاء على الدستور الجديد وتنتهى الفترة الانتقالية"وعدد الساعات والشهور التى قضاها أعضاء التأسيسية فى صياغته موضحا أن ما تم الاختلاف بشأنه تركناه ,وأنهى الغريانى كلمته باكيا: "فليهنأ الشهداء فى جناتهم العالية"، وسط تصفيق أعضاء التأسيسية. وخارج قاعة المؤتمرات بمدينة نصر تظاهر عدد من المؤيدين للرئيس محمد مرسي بالتوازي مع احتفاليه تسليم مشروع الدستور، وهتفوا تاييدا لقرارات الرئيس الاخيره. وحمل المؤيدون صورًا للرئيس مرسي كما حملوا اللافتات المؤيده لمواقف وقرارات الرئيس وهتفوا ضد معارضي الاعلان الدستوري وضد اعضاء بالمحكمه الدستوريه، وعلي راسهم المستشاره تهاني الجبالي، التي هتفوا ضدها قائلين "صوتي يا تهاني.. دستورنا راجع تاني. وعلى هامش القاء أكد المستشار محمود مكى نائب رئيس الجمهوريه، ان غضبه قضاه مصر من الاعلان الدستوري الاخير الذي اصدره الرئيس محمد مرسي، غضبه مبرره لان القاضي لابد ان يهب للدفاع عن استقلاله، ولكنه استبعد ان ينفذ القضاه تهديدهم بالامتناع عن الاشراف علي استفتاء الدستور الجديد. وقال مكي، عقب احتفال تسيلم مشروع الدستور للرئيس مرسي بقاعه المؤتمرات مساء السبت- انه يتفهم غضبه القضاه من الاعلان الدستوري لان هناك لبسا حدث من بعض الصياغات للاعلان الدستوري مما جعلهم يتفهمون الامر انه يجور علي استقلالهم ومن ثم فهم لهم حق الغضب دفاعا عن استقلالهم. واضاف مكي انه لا يتصور ابدًا ان ينفذ القضاه تهديدهم بالامتناع عن الاشراف علي الدستور، لانه لا يمكن ابدا ان يصدق ان القاضي الذي حضن صندوق الانتخابات بجسده وقام بحمايته ضد التزوير في عهد النظام السابق ان يمتنع عن اداء واجبه تجاه وطنه او ان يتخلي عن الشعب المصري الذي يثق فيه وفي استقلاله. وقال مكي ان الرئيس مرسي سيطمان القضاه وجميع طوائف الشعب المصري قريبا، وكما ان الرئيس مرسي لم يستغل سلطه التشريع التي انتقلت اليه منذ 3 اشهر الا في اضيق الحدود فانه سيطمئن الجميع قريبا جدا وسيزيل جميع مخاوفهم من اي شيء,موضحا ان الحوار دائم ومستمر ومفتوح مع القضاه لازاله جميع مخاوفهم.