التغنى بحرية الإعلام ورفض تقييد حرية التعبير يختفى تماما عند ذكرى «محمد محمود» التى شهدت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، ووقع على إثرها عشرات الضحايا. وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود أكد حرصه على الشفافية ونقل الأحداث بلا قيود ليفاجأ مشاهد التليفزيون المصرى بعدم الإشارة إلى معارك شارع محمد محمود عند وزارة الداخلية والذى أسفر عن وقوع قتلى ومصابين، فالنشرات الإخبارية لم تتضمن أى تنويه عن الأحداث الدامية أو عدد الضحايا فضلا عن التجاهل التام لأحداث جزيرة القرصاية، فى الوقت الذى كان لأحداث غزة نصيب الأسد فى تغطيات ماسبيرو.
قطاع الأخبار لم يرسل أى كاميرات لتغطية اشتباكات محمد محمود، كما أن قطاعى التليفزيون والقنوات المتخصصة تجاهلا إرسال معدات تصوير على الرغم من تنافس القنوات الفضائية الخاصة سواء المصرية أو العربية على نقل الأحداث.
ومن جانبه أوضح المخرج على سيد الأهل رئيس القناة الأولى أن من واجب التليفزيون نقل أحداث غزة ومن يرى غير ذلك فهو لا يؤمن بالقومية العربية، ويجب على التليفزيون المصرى الرسمى أن يتابع ويرصد جميع الأحداث فى الوطن العربى الشقيق»، مضيفا أن التليفزيون لم يتجاهل أحداث محمد محمود ولا حادثة أسيوط ولا غيرها ولكن يتم مناقشة جميع القضايا فى الوقت المخصص لها.
وكشف مصدر من داخل وزارة الإعلام ل«الصباح» أن وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود أعطى تعليمات قبل سفره إلى الكويت بالإهتمام بقضية غزة ومتابعتها ومناقشتها فى جميع البرامج والنشرات الإخبارية وإلقاء الضوء عليها، وأضاف المصدر أن الوزير هو الذى رفض نزول كاميرات التليفزيون المصرى لتغطية أحداث محمد محمود بحجة الخوف على المعدات من التكسير فى حال حدوث أى صدام.
ومن جهته قال إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار «إن مصطفى عبدالوهاب رئيس القناة السابعة اتصل بى وأبلغنى بحادث قطار أسيوط فور وقوع التصادم باتوبيس المدرسة ووفاة العشرات من التلاميذ وكانت المشكلة فى نقل الصورة من خلال قناة الصعيد مما تطلب عودة فريق العمل إلى المنيا مرة أخرى لإرسال الصورة، وهو ما جعلنا نستعين بجزء منها ثم ببعض الوكالات الإخبارية الأخرى، وأضاف الصياد أنه تم الاستعانة بمراسل قناة الصعيد ليدخل على الهواء من خلال برنامج «صباح الخير يا مصر» لحين وصول فريق العمل لتغطية الحدث مباشرة من مكانه»، وقال الصياد «تم توفير جهاز للبث المباشر لفريق العمل لتغطية الحدث مباشرة على الهواء وهو ما حدث بمجرد وصولهم لمكان الحادث».
