«ثورة البنات»، صفحة خاصة جدا على «فيس بوك»، استطاعت خلال فترة قصيرة أن تجمع حولها الأعضاء والمؤيدين لمحتواها وأهدافها. فرغم حصول المرأة على معظم حقوقها وحريتها، فإن معظم النساء لم يشعرن بهذا حتى الآن، لذلك تجمع معظمهن ليطالبن بالمزيد من الحقوق والحريات فاتخذن من «فيس بوك» منبرا للمطالبة بحقوقهن، فأنشأن بعض الصفحات وأشهرها صفحة «ثورة البنات»، التى ركزت على المطالبة بحرية المرأة من خلال نشر عدد من المشاركات والفيديوهات والاعترافات، التى تدعو لذلك، مثل «يعنى إيه تضامن؟.. يعنى أدعم حريتك وحقوقك حتى لو مش مقتنعة بيها.. يعنى أمنع حد يفرض عليك الحجاب وأقف ضده.. وأمنع حد يفرض عليك خلع الحجاب وأقف ضده.. بغض النظر عن وجهة نظرى ورأيى فى الحجاب.. بس أنا بدعم اختيارك وحريتك».
مؤسسة الصفحة، رغدة أحمد نشأت، تقول إن سبب إنشاء الصفحة هو شعورها بأن المرأة المصرية لم تحصل على كامل حقوقها وحريتها، وإنها بدأت العمل فى الصفحة من خلال دعوة الأعضاء بوضع لافتة بالمنزل لمطالبة الأهل بالحصول على حقوقهن كاملة، لأنها ترى أن المرأة يجب أن تحصل على حقوقها وحريتها بمنزلها قبل أن تطالب بها المجتمع. مضيفة، أنه يجب أن تعتمد المرأة على نفسها فى اتخاذ قراراتها المصيرية دون أن يتدخل أحد من الأهل.
«رغدة» فى حديثها، أشارت إلى أن أعضاء الصفحة من الشباب يقولون إن المرأة حاصلة على كل حقوقها، ولا داعٍ للمطالبة بالمزيد.. ومع ذلك يوجد شباب متحمس لفكرة الصفحة ومؤيد لها.
ترى «رغدة» أن السبب فى ظلم المرأة هو تراجع الخطاب الدينى الذى تحول من مطالبة الرجال بغض البصر عن المرأة، إلى تصويرها بأنها فتنة يجب أن تستر برداء طويل وتختفى فى منزلها، الأمر الذى صورها للمجتمع بأنها سبب كل المصائب التى تحدث فى المجتمع، فضلا عن أن هذا جعل الرجل يعتقد بأنها مباحة للنظر إليها، كما أن الإعلام صور المرأة بأنها مهمتها فى الحياة فقط إمتاع زوجها وتنفيذ أوامره.
توجد صفحة أخرى تدعو الفتيات والنساء للثورة على المجتمع، الذى كثيرا ما اقتنع بمعتقدات خاطئة تقلل من مكانة المرأة لتعلى من مكانة الرجل، فتوجد صفحة باسم «ثورة على المجتمع الذكورى»، التى أكدت أن المرأة يجب أن تثور على التاريخ الذى كثيرا ما ظلمها بمعتقدات خاطئة، وذلك من خلال تدوينات لأشهر الكاتبات من النساء، مثل الكاتبة غادة السمان، والتى نشرت لها مقولة «حرص كل الحرص على تكريس مفهوم دونية المرأة نظير الرجل، بتظهير ضعف الأنثى لأنه فى المجتمع الجاهل تظل الأنثى مجرد أنثى لا حول لها ولا قوّة، بينما يتمّ بالمُقابل تفعيل جبروت الذكر على أنه أكثر من ذكر على أنه كيان وشخصية وحضور وتمايز وسلطة واستبداد وديكتاتورية مُطلقة أحيانا.. وكل هذه التفاصيل الموجزة كفيلة باختلال العلاقة للحيلولة دون توازنها وإنجاحها على أى صعيد كان».