أعلن منسق الأممالمتحدة المقيم للشئون الإنسانية روبرت واتكنز عن أن هناك أكثر من 125 ألف لاجئ سوري نزحوا إلى لبنان بسبب العنف في بلادهم. وأشار واتكنز - في مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء عقب جولة قام بها في منطقة وادي خالد الحدودية بشمال لبنان - إلى أنه تفقد تأثير الأزمة السورية على مجتمعات لبنانية مختلفة تعيش هناك، كما زار مركزا للمفوضية العليا لشئون اللاجئين للاطلاع على المساعدات المقدمة إلى آلاف السوريين النازحين. وقال "إن هناك أيضا الآلاف من اللبنانيين الذين بطريقة أو بأخرى تأثروا بالأزمة، وهم أيضا فى حاجة إلى المساعدة، منوها إلى استمرار عائلات لبنانية في عكار بتقديم الضيافة للاجئين السوريين بعد 20 شهرا من اندلاع الأزمة السورية". وأضاف واتكنز أنه رغم التحديات الكثيرة التي تواجهها لاتزال العائلات اللبنانية تستضيف نحو 30\% من السكان السوريين اللاجئين وتدعمهم، لافتا إلى أن السلطات اللبنانية بالتنسيق مع الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية تحاول تخفيف بعض هذه الأعباء، كما تعمل على مساعدة الأسر اللبنانية لتلبية حاجاتها الفورية مع هدف طويل الأجل لتعزيز التنمية في المنطقة. وأوضح أن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي خصص أكثر من ربع مليون دولار لتنفيذ 16 مشروعا إنمائيا تم تحديدها بالتنسيق مع المجتمعات والسلطات المحلية، حيث تهدف هذه المشاريع إلى معالجة الحاجات ذات الأولوية لمنطقة عكار، بما في ذلك إعادة تأهيل القطاع الزراعي، والبنية التحتية، فضلا عن تعزيز القطاع التعليمي، وثقافة التعايش السلمي، وخاصة في المدارس والمناطق التي يعيش فيها اللبنانيون والسوريون. وكشف منسق الأممالمتحدة المقيم للشئون الإنسانية روبرت واتكنز عن أن مجموعة أخرى من اللبنانيين المتضررين من النزاع في سوريا نزحوا من أماكن إقامتهم في سوريا إلى وادي خالد، فيما تحاول المنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأغذية العالمي بالتنسيق مع السلطات اللبنانية مواجهة احتياجاتهم. وأشاد بإلتزام السلطات اللبنانية والمجتمعات المحلية في عكار لجهودها على تلبية الحاجات المتزايدة للاجئين والسكان المحليين خصوصا مع بداية فصل الشتاء، وفي ظل توقع وصول أعداد أكبر نم اللاجئين خلال الأشهر المقبلة، لافتا إلى أنه من الضرورى العمل بسرعة لضمان الصحة والسلامة لكل اللاجئين والسكان المحليين اللبنانيين. يشار إلى أن عائلات لبنانية اضطرت إلى مغادرة منازلها في المناطق الحدودية داخل لبنان بسبب القصف عبر الحدود وغيرها من الحوادث المتصلة بالأمن على الحدود حيث تعطلت حياة هؤلاء وخاصة المزارعين الذين لم يعودوا قادرين على رعاية حقولهم.