قال فى حواره ل«الصباح » إن الانتخابات البابوية كانت نموذجا مصغرا من الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن انتخاب بطريرك إثيوبيا سيكون عن طريق الانتخاب المباشر دون الدخول فى قرعة هيكلية مثلما حدث فى مصر، موضحا أن الكنيستين المصرية والإثيوبية تلعبان دورا هاما فى تقريب وجهات النظر بين البلدين خاصة فى قضية المياه. وإلى نص الحوار:
■ كنت من أعضاء الوفد المشارك من الكنيسة الإثيوبية فى الانتخابات البابوية للكنيسة القبطية المصرية.. كيف رأيت الانتخابات البابوية فى مصر؟ الانتخابات البابوية كانت أكثر من رائعة، ونتمنى أن نقوم بمثل ذلك فى الانتخابات البابوية فى إثيوبيا بعد رحيل أبونا باولوس الثانى بطريرك إثيوبيا، فلم أكن أتوقع ضخامة التنظيمات ودقة وشفافية الانتخابات، حيث كانت أشبه بانتخابات رئاسة الجمهورية .
■ كيف تسير العلاقة بين الكنيستين القبطية والإثيوبية؟ العلاقة بين الكنيستين علاقة قوية جدا، ونحن نعمل على تدعيمها وتقويتها ونموها وهذا ما أوصانا به أبونا باولوس بطريرك إثيوبيا الراحل، إذ كانت تجمعه بالبابا شنودة الثالث علاقة قوية جدا، حتى إننى أعتقد أن من عمق صداقتهما رحلا الاثنان معا فى وقت متقارب، وكأن كلا منهما لا يستطيع أن يعيش بعيدا عن الآخر، فروح المحبة الأخوية نريد لها أن تستمر وتنمو.
■ متى بدأت علاقتكم بالكنيسة الأرثوذكسية؟ تعود الع اقة ب ن الكنيستين المصرية والإثيوبية إلى النصف الأول من القرن الرابع الميلادى حين قام بابا الإسكندرية إثناسيوس الرسولى بسيامة أول أسقف لإثيوبيا وهو الأنبا سلامة فى عام 330 م. ومنذ ذلك الحين جرى التقليد أن يكون رأس الكنيسة الإثيوبية أسقفا مصريا يرسله بابا الإسكندرية، وبذلك تعتبر كنيسة الإسكندرية الكنيسة الأم لكنيسة إثيوبيا التى أصبحت بذلك جزءا من كرازة مارمرقس الرسول، واستمرت كنيسة الإسكندرية فى سيامة وإرسال مطران كرسى إثيوبيا حتى عام 1959 ، وخ ال تلك الفترة لعب أساقفة الأقباط دورا مهما فى إثيوبيا فى تنظيم الكنيسة ورعايتها، وفى تشكيل تقاليد الكنيسة الاحتفالية والتعبدية.
■ هل وقعت مشاكل قبل ذلك بين الكنيستين؟ كانت هناك قطيعة بين الكنيستين لفترة بسبب الكنيسة الإريترية إلا أننا سريعا ما عدنا لحضن الكنيسة القبطية.
■ كيف ترى مستقبل العلاقة بين الكنيستين؟ الكنيستان بينهما أخوة مشتركة، ويجب على البابا «تواضروس الثانى » أن يكون أخا للبطريرك الإثيوبى، كل منهما يخدم كنيسته بمحبة، وقد ساهمت الع اقة القوية بين الكنيستين على تقوية الع اقة بين مصر وإثيوبيا كدولتين، وكثيرا ما حاول البابا شنودة مع أبونا باولوس حل مشكلة المياه إلا أن الله أراد أن يأخذهما قبل حل هذه القضية.
■ ما أبرز المشاكل التى تواجه الكنيسة الإثيوبية؟ مشكلة الكنيسة الإثيوبية تتمثل فى كثرة الاحتياجات وقلة الموارد، فعلى الرغم من المعونات الكثيرة التى تأتى إليها فإنها لاتكفى احتياجات الشعب، فشعب الكنيسة الإثيوبية شعب كبير يبلغ تعداده حوالى 45 مليون أرثوذكسى إثيوبى، وهناك قرى نائية كثيرة فى إثيوبيا، بالإضافة إلى أن الطرق بها غير ممهدة وبالتالى وصول الخدمة الكنسية لها يكون بمشقة كبيرة، ونحاول دائما أن تكون لدينا رعاية اجتماعية لشعبنا لأن دخل المواطن الإثيوبى صغير بالنسبة لاحتياجاته، فلدينا أسقفية للخدمات كالتى فى مصر ويشرف عليها الأنبا يوأنس لكنها لا تستطيع أن تقوم بتلبية كل الاحتياجات لضعف إمكانياتها المادية، كما أن مرتب الكهنة فى إثيوبيا ضعيف ومستوى التعليم الكنسى أيضا ضعيف نظرا لضعف التعليم عامة فى الدولة.
كيف كانت علاقتكم بالبابا شنودة الثالث؟ الشعب لدينا يحب الكنيسة القبطية جدا لأننا نعتبر بطريرك الأقباط الأرثوذكس هو خليفة مارمرقس، والبابا شنودة حينما جاء لزيارتنا فى إثيوبيا كانت زيارة تاريخية تفقد فيها شئون الشعب وساهم فى تلبية احتياجات كثيرة، ولا أحد ينكر جهود البابا شنودة فى كنيستنا.
■ ماذا تطلبون من البابا «تواضروس الثانى ؟» البابا شنودة الثالث كان يرسل لنا الأنبا بيشوى مطران دمياط فى إجراء حوارات كنيسة لتقوية العلاقة بين الكنيستين، وسبق أن طلبنا منه أن يقدم للبطريرك طلباتنا بأن يتم تبادل الخبرات ب ن الكنيستين، بحيث يتم إرسال رهبان وراهبات لدينا للاستفادة من تطور الحياة الديرية فى مصر، يقومون بتنفيذ ما تعلموه فى الكنيسة القبطية فى إثيوبيا، كما طلبنا أن يتم إعطاء بعض الطلبة الإثيوبيين منحا دارسية، وكذلك إرسال بعثات من الخدام والخادمات للاستفادة من تطور الخدمة الكنسية فى مصر، فهذه الطلبات سنعيد تقديمها إلى «البابا تواضروس الثانى .»
■ كيف تجرى إجراءات اختيار البطريرك القادم للكنيسة الإثيوبية؟ نفس الإجراءات التى جرت فى مصر ستجرى فى إثيوبيا مع اختلاف أننا لا نقوم بعمل قرعة هيكلية كما فى مصر، والبطريرك القادم هو أول بطريرك سيتم اختياره عن طريق الانتخابات، ففى هذه الفترة نقوم بترشيح بعض الشخصيات الكنسية ونرى فيهم الزصلح ونقوم بعمل الانتخابات بينهم.