بعد تكرار الهجمات وتنوعها فى سيناء ما بين الهجوم على أفراد الحراسة الحدودية من المصريين والإسرائيليين وبين تفجير خط الغاز الطبيعى لإسرائيل وخطف عناصر من الشرطة وإحداث تفجيرات بين أفواج السياح فى المنطقة «ج» وعمليات تهريب السلاح التى تمت عبر المنافذ الحدودية مع قطاع غزة وانتشار البؤر الإجرامية والإرهابية فى سيناء وقيام مجهولين بتوزيع منشورات على الأقباط فى سيناء يطالبونهم بضرورة ترك سيناء وإلا سيحدث لهم ما لا يحمد عقباه، وأخيرا الهجوم على رجال الشرطة ووفاة ثلاثة منهم بطلقات فى الجمجمة، كل هذا يشير إلى إمكانية استقلال الجماعات الإرهابية التى تقوم بتلك الهجمات بسيناء وإعلانها إمارة إسلامية. وفى هذا السياق، قال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجى ومدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية، إن كل المؤشرات تؤكد أن الجماعات الإسلامية هى المسئولة عن كل مايحدث فى سيناء من هجمات على أقسام الشرطة والأكمنة ومديرية أمن شمال سيناء، والدليل على ذلك رفع علم القاعدة فى سيناء مرات عديدة. وأضاف «سيف اليزل»: إن الحصول على السلاح أصبح أسهل بكثير من الحصول على رغيف الخبز، وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام. وحول مكان تدريب تلك الجماعات أكد «سيف اليزل» أن تلك الجماعات تتدرب فى بعض المناطق بسيناء مثل جبل الحلال ومن المؤكد أن القوات المسلحة سوف تقضى عليهم تماما وإلا فإنه سيكون من الصعب جدا السيطرة على سيناء وستكون فى قبضة تلك الجماعات وتلعن سيناء إمارة اسلامية. وأشار اللواء محمود قطرى، الخبير الأمنى، إنه من الممكن جدا بعد أن تزداد تلك الجماعات والتنظيمات قوة أن تلعن سيناء دولة مستقلة عن الدولة المصرية وفى هذه الحالة ستكون الدولة المصرية أمام مشكلة كبيرة لذلك يجب علينا منع حدوث هذا والتصدى لتلك الجماعات من الآن وعدم التعامل معهم بالطرق الأمنية فقط وإنما بالتفاوض والتشاور معهم لأن الفكر لا يحارب إلا بالفكر والمواجهات الأمنية فقط لاتكفى. فيما كشف الدكتور عماد عبدالغفور، مساعد رئيس الجمهورية، للتواصل المجتمعى عن تكليفه من قبل الرئيس محمد مرسى للتواصل مرة أخرى مع قيادات السلفية الجهادية وزعماء القبائل فى سيناء للحديث معهم مرة أخرى لنبذ العنف والعودة عن أفكارهم التكفيرية، موضحا أن الحديث مع جميع التيارات والفصائل تأتى ضمن الملف الموكول لى متابعته، مؤكدا أن الحوار مع مرتكبى جرائم سيناء لن يفلتوا من العقاب إذا ما أدينوا. وأضاف عبدالغفور، فى تصريحات خاصة ل«الصباح»، إن الدولة عازمة بكل قوة لبسط سيطرتها على سيناء وملاحقة التكفيريين، مشيرا إلى أن التخلص من هذه الجماعات مسألة لا رجعة فيها. ولم يستبعد مساعد الرئيس علاقة تطور الأحداث فى سيناء وتفجيرات مدينة نصر قائلا: «لن ندافع عن التكفيريين وحملة السلاح ضد المجتمع، ويجب التعامل معهم بحسم وحزم». بينما أوضح مسعد أبوفجر، الناشط السيناوى، أنه لم تعد هناك سيطرة مصرية على سيناء، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب لعل أهمها عدم قيام الدكتور محمد مرسى بإعادة هيكلة وزارة الداخلية، ويتضح هذا من خلال قيام أحد الضباط بقتل أحد البدو والرقص على جثته احتفالا بقتله مما زاد من حدة الاحتقان بين البدو والشرطة.