«اسمها الرؤية، مش حق الرؤية»، هكذا قالت إحدى الأمهات المطلقات قبل أن ترفض الحديث عن الموضوع. فى وجود حوالى 244 حالة لكل أب فيهم حق رؤية ابنه ثلاث ساعات فقط من يوم الجمعة فى الحديقة الدولية. بحسب المشرف العام على الرؤية فى الحديقة الذى قال: المفروض يلغوا حق الرؤية دى أصلاً.. يعنى إيه أب يشوف ابنه بالقانون، وف يوم واحد بس فى الأسبوع؟! محمد يوسف، تاجر موبايلات، رفض أن يتحدث إلينا إلا بعد أن رحل ولده، قائلا «مش هقدر اتخلى عن عشر دقايق من الوقت اللى بقضيه مع ابنى واتكلم معاكم».. محمد منفصل عن زوجته منذ خمس سنوات ولكنها مازالت فى عصمته، قال: ابنى لغاية النهارده بيتلخبط ويقولى يا جدو، وعشان قضية الرؤية تترفع قعدت سنتين وكام شهر مش بشوف ابن، والولد مكنش عارفنى وقعدت فترة طويلة عقبال ما أخد عليا. محمد تساءل عن سبب تأخر المحكمة وكثرة التأجيلات وقال عن علاقته بابنه: أنا بالنسبة له مجرد أراجوز، أنا بضحك وبحاول أخليه يتعلق بيا، ماليش أى كلمة عليه، ومش بشوفه حتى فى العيد، لو رايح أديله هدية وفلوس بقابله فى مدخل العمارة.. المفروض إنى أقعد معاه ويحس إنى موجود مش مجرد ضيف شرف فى حياته. هما مسؤولين عن التربية وأنا مجرد مكنة فلوس بتدفع وبس. وطبعا الطفل مهما كانت معاملة أمه وأهلها ليه كويسة مش هاتبقى زى مايكون فيه أب ليه كلمة ومسؤول عنه. أحمد المحامى، أب لبنت وحيدة، طلق زوجته منذ 8 سنوات، يعانى من سوء الوضع الحالى ، قال: نفسى ميبقاش الوضع كده. نفسى أعرف أهتم ببنتى وأشوفها وأخرج معاها وقت منا عايز. بس مع طول المدة تقبلت الوضع واتعودت عليه. وطبعا بالوضع الحالى دور الأب ضايع تماما من حيث تربية الأولاد أو تقويمهم. وفيه تأثير سلبى على الطفل من جانب آخر. نفسية الطفلة مش بتبقى مظبوطة. وتأثيرى الإيجابى إلى بحاول أغطى بيه على تأثيرها مش بيكون كبير، لأن تلت ساعات فى الأسبوع ميكفوش أحتوى البنت فيهم، وساعات بيصفصفوا على ساعتين. وطبعا من جانب الأم بيكون فيه تأثير سلبى زى تكريه الطفل فى الأب. غير إن تأثير الأم بيكون ليه فاعلية أكبر وده بيخلى الطفل مش مستوعب فكرة الأب كما يجب. وهنا حق الطفل ضايع زى ماحق الأب ضايع. والقانون يمنع رؤية الطفل لأى أحد غير الأب- يقول أحمد- ده ضد صلة الرحم. البنت ماتعرفش أعمامها وعماتها أو جدها. طبعا فى بعض الحالات مش بيكون فى مشكلة مع الجد. لكن الأغلب بيكون فى عناد: مش هنوريها لجدها!! مرة واحدة كسرت القواعد وخليت البنت تزور عمتها فى البيت. وساعتها اتعملى محضر. رفعت دعوى علشان أزود التلت ساعات، لكن القاضى رفض. وتلت ساعات مايكفوش للأب يعمل أى حاجة، ولا للابن إنه يتشبع من أبوه. ده فى الغرب مفيش حاجة اسمها حق رؤية. الأب اللى مطلق مراته بيشوف ابنه وبيتردد عليه وبيخرج معاه وقت ماهو عايز. مش بيقابله كل مرة فى نفس المكان علشان مَيملِّش. ويعنى إيه حق رؤية أصلاً، المفروض الطبيعى إنى أشوف أولادى. مش يتقنن تحت اسم حق الرؤية! فايزة أحمد أم لولد وبنت ، قالت: أنا واحدة من الناس بروح الرؤية بولادى وبنقعد التلات ساعات وهو مابيجيش، بقاله أكتر من سنة، ويوم مابيجى ومابيلاقيناش إحنا بيعمل شوشرة، والموضوع ده بيأثر على الاولاد، حتى لما بيكون موجود، بيشيلهم الهم وبيحكى التفاصيل اللى كانت بتحصل، حاجات أكبر من سن الأولاد، والأولاد نفسهم بيروحوا عشان يلعبوا مش عشان ابوهم. محمد فاروق : أنا كذا مرة ببقى مش عايز آجى الرؤية، بصراحة أنا قعدت مرة فوق الساعة مش قادر أمسك نفسى والدموع بتنزل من عينيا، كل ده بسبب اللى أنا شايفه قدام عينيا، الولد بيخاف منى، لو جيت فى مرة شيلته يصرخ ويقولى لأ نزلنى . إبنى بيخاف منى علشان أهل أمه مفهمينه انى هاخطفه، وأنا من ساعة موضوع الرؤية مبقاش ليا نفس أشتغل ولا ليا نفس فى أى حاجة، يعنى أشتغل علشان مين وبصراحة أنا نفسى أخلص من حياتى بس مش عايز أبقى كافر. • القوانين اللى موجودة اللى حطاها سوزان مبارك هدفها تفكيك الأسرة، علشان كده العصمة تعتبر فى إيد الست.