«الصباح» تنفرد بأول حوار مع والد البنت المسيحية المختطفة بمدينة الضبعة بمطروح، والتى تم اختطافها من قبل شاب مسلم وزواجها منه، بعد إجبارها على الدخول فى الإسلام، رغم أنها «قاصر» وبالمرحلة الإعدادية، ولم تبلغ السن القانونية للزواج. يقول والد الفتاة إسحاق عبدالملك: تربطنا علاقة مودة وإخوة بالمسلمين الموجودين فى المحافظة منذ سنين قديمة ونقوم بمشاركتهم الأحزان والأفراح والأعياد، لا يفرق بيننا إلا الذهاب إلى الكنيسة والمسجد. وأكد إسحاق: أن سارة من المتفوقين دراسيا وودودة ومحبوبة من الجميع من معلميها بالمدرسة وأصدقائها، والجميع يشاركوننا الحزن عليها ويتمنون عودتها. * كيف اختفت ابنتك سارة ؟ - سارة ذهبت فى صباح يوم الأحد الموافق 30 ديسمبر الماضى إلى مدرسة الضبعة الإعدادية بنات، هى ومريم ابنة عمها، وقبل دخول المدرسة ذهبت لسؤال عن كتاب مادة الدراسات الاجتماعية الذى طلبه المدرس الخاص بها من المحل الذى يقع خلف المدرسة وتركتها مريم أمام المدرسة خوفا من ضياع الطابور . * من اكتشف حاث الاختفاء ؟ - مدرس اللغة الإنجليزية الذى يقوم بالتدريس لها فى الفصل فى الحصة الأولى من يوم الدراسة، فسأل عليها «مريم» وحكت له القصة فأبلغ الناظر وبعدها أبلغنى. * ماذا فعلت بعد إبلاغك بغيابها ؟ - بحثنا عليها عند جميع الأهل والأقارب والأصدقاء، ثم قمت بتحرير محضر رقم «409 إدارى» قسم الضبعة بمدينة مطروح فى نفس اليوم، وفى يوم 20 أكتوبر قمت بعمل محضر اختطاف «رقم 582 جنح الضبع» اتهمت فيه محمود أبوزيد عبدالجواد وشهرته «محمود سليم» باختطافها وإجبارها على دخول الدين الإسلامى. * لماذا اتهمت محمود بخطفها وكيف علمت بإسلامها ؟ - بناء على ما قاله الأهالى والجيران بالمنطقة ووالد الشاب واختفائه فى نفس اليوم الذى اختطفت فيه سارة، وبعد ذلك علمنا بموضوع إسلامها وزواجه منها. * هل يجمعك مع أهله عداوة ؟ -لا .. علاقتى بوالده قوية جدا، ويسود بيننا الإخوة والمحبة هو وباقى المسلمين فى المنطقة ونعيش منذ 45 عاما أفراحنا وأحزاننا وأعيادنا معا ولا نفترق إلا فى الصلاة بين الكنيسة والمسجد. * أليست لسارة الحرية فى دخول أى دين آخر ؟ - ابنتى صغيرة، فهى بالمرحلة الإعدادية وهى من الطلاب المتفوقين بالدراسة وليست على علم بذلك، وأكد أنه تم إجبارها على دخول الإسلام والزواج، وزرع الخوف فى داخلها بأنها لو عادت سيتم قتلها و حبسها وتعذيبها من أهلها. * ما ردك على أن الفتاة تزوجت بكامل إرادتها وأنها غير قاصر ؟ - البنت فى عامها الرابع عشر من مواليد 1/8/1998، والقانون المصرى لا يسمح بزواج فتاة إلا بعد اكتمال عامها الثامن عشر ويكون بموافقة ولى أمرها. * هل ظهرت عليها أى تصرفات قبل اختفائها ؟ - لا .. ابنتى تربطنى بها علاقة مودة وصداقة وتحكى لى كل شىء دون خوف، كما أنها وأختها تعيشان فى غرفة واحدة ولم تلاحظ أى شىء عليها فى الأيام السابقة، ولا حتى أى مظاهر اهتمامها بأى شخص وتحكى لها على الأسرار . * كيف كانت علاقتها بالدين المسيحى والكنيسة؟ - سارة متدينة جدا وتحب الذهاب إلى الكنيسة معنا، كما إنها كانت تحرص على زيارة كنائس المحافظات الأخرى وتدرس بعض الكتب الدينية فى الكنيسة. * متى زات الكنيسة آخر مرة ؟ -كان يوم السبت قبل اختطافها بيوم واحد، وقمت بإيفاد ابن عمها الكبير «بيشوى» ليقوم بتوصيلها إلى الكنيسة بمدينة الضبعة لتقوم بالصلاة بها. * مر ما يقرب من شهر على الاختفاء، لماذا أثير هذا الموضوع الآن ؟ - لم تتم إثارته مرة أخرى إلا فى الأسبوع الماضى قبل أيام عيد الأضحى بعد تقدمى ببلاغ رسمى يتهم فيه الشاب بالزواج بها وإجبارها على الدخول فى الإسلام وتقدمت بشكوى إلى كل من المجلس القومى للمرأة والكنيسة والأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك. * بماذا تفسر عدم إلقاء القبض على المتهم حتى الآن ؟ - يوجد تقاعس واضح من رجال الشرطة، فكل يوم يقوم أحد القيادات بطمأنتنا بمعرفة مكان الفتاة، ويقول لنا إن الحلقة تضيق واقتربنا من القبض على المتهم، ولكن لم نر غير الكلام وليس الفعل و الأمن يخاف من بعض الأشخاص الذين يقومون بمناصرة الشاب. * هل يوجد أحد فوق القانون بعد الثورة ؟ - الشاب ينتمى لبعض التيارات السلفية الموجودة بالمحافظة وتقوم بحمايته من التدخل الأمنى وإلقاء القبض عليه وعودة ابنتى لى واعتبارها مسلمة رغم أنها لن «تزيد الدين الإسلامى فى شىء ولا تنقص من المسيحية»، وإذا كانت ابنتى هى ابنة أحد المشهورين لعادت مثل ابنة النائب السابق عفت السادات وحفيدة الرئيس الراحل أنور السادات إلى بيتها ب «24» ساعة فقط والقبض على الخاطفين. * لماذا لم تتقدم بشكوى للمسئولين ضد تقاعس الشرطة؟ - قدمت ملفا مكتوبا به كافة التفاصيل إلى يد الدكتور محمد مرسى أثناء زيارته إلى محافظة مطروح يوم الجمعة الموافق 19 أكتوبر، ولم يقم بفعل أى شىء تجاه القضية ولا التحدث عنها قبل أن تحدث فتنة طائفية، وأناشد الرئيس مرسى ووزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين بسرعة التدخل لعودة ابنتى إلى بيتها، فنحن لم نعرف النوم منذ غيابها، ووالدتها تبكى كل يوم، وحتى يتم إنقاذ المنطقة من فتنة طائفية.