المدينة الباسلة التى نالت شرف «أول شهيد» بثورة 25 يناير لم يشعر أهلها بتغيير حتى الآن، فلا يمر يوم عليها إلا وتشهد احتجاجات تطالب بالتطوير وتنفيذ العدالة، تولى مسئولوتها منذ أكثر من شهر ونص اللواء سمير عجلان الذى رفض الإفصاح عن انتمائه السياسى؛ لأنه ليس شرطا للعمل، وفى ذكرى عيدها القومى، حاورته «الصباح» ليضع حلولا للأزمات التى تؤرق ليالى السويس. هل السويس بحاجة إلى محافظ ذى توجه سياسى معين ليستطيع التعامل مع مناضليها ومشكلاتهم؟ بداية صاحب المنصب التنفيذى لابد أن ينفتح على جميع التيارات بالمجتمع، كى نتجاوز هذه المرحلة، وأنا على استعداد النهوض بالمدينة الباسلة، ويكفى أن الجميع يعلم أننى لواء مهندس تدرجت فى الرتب من ملازم حتى اللواء، وعلى استعداد للعمل ومد يدى لأى فرد من أبناء السويس. واجهتك الاحتجاجات والمطالب الفئوية من أول لحظة، فما تصورك لحل الأزمات التى تواجه السوايسة؟ هناك إرث ثقيل يتمثل فى الخلل والدمار بالبنية التحتية بالسويس؛ وذلك بسبب الزيادة السكانية التى أدت بالتوازى إلى توسعات عمرانية، مما يعنى أن هناك ترقبًا لمشكلتى: عدم كفاية المياه والصرف الصحى، فمحطة المياه التابعة لهيئة قناة السويس لن تكفى المواطنين، والمحافظة بحاجة إلى 43 مليون جنيه لإحلال وتجديد شبكة الصرف، هذا بالإضافة إلى أن هناك مناطق ليس بها أساسا صرف صحى، وتحتاج نحو 10 ملايين جنيه لإدخال الصرف بها. رغم كل هذه الزيادة فى أعداد المبانى إلا أن هناك مشكلة فى تسليم الوحدات السكنية، كيف ستواجهها؟ التقيت عددا من أصحاب الشكاوى، ووضعت خطة تنهى مشكلاتهم تتمثل فى بدء إجراء القرعة العلنية لتخصيص الوحدات السكنية للمتقدمين من عام 2001 حتى نهاية عام 2006، والمنطبق عليهم شروط الزواج الحديث والمشروع القومى للإسكان، وذلك بدءًا من شهر يناير 2013 المقبل بواقع 40 شقة لكل سنة شهريا. ما رؤيتك لحل أزمة ميناء عين السخنة المتوقف عن العمل الأسبوع الثانى؟ الأزمة على وشك الحل؛ المفاوضات لاتزال جارية، وآخر موقف تم الحديث فيه يوم الاثنين الماضى بعد حضور العاملين فى التوكيلات الملاحية والسائقين المتضررين أمام مبنى المحافظة، وتم الحديث مع العاملين وإعطاؤهم ما يعضد موقفهم فى التفاوض بشأن العاملين الذين تم فصلهم، على أن يتم الإفراج عن الحاويات التى على الأرض. منطقة شمال الخليج الصناعية من كبرى المشروعات المصرية، ورغم ذلك لم تستغل الاستغلال الأمثل. أنا مؤمن بأن الاستثمار هو الطريق الأساسى للنهوض وتوفير فرص عمل للشباب، لذلك اجتمعت بعدد من المستثمرين؛ للوقوف على آلية تنشيط الاستثمار خلال الفترة المقبلة وإزالة المعوقات، فهناك مشروعات استثمارية عملاقة تقدموا بها، منها مشروع للبتروكيماويات والذى سيوفر 10 آلاف فرصة عمل باستثمارات نحو 10 مليارات، ومشروع إنشاء أكبر ترسانة لإصلاح السفن فى الشرق الأوسط بمنطقة الأدبية، والذى سيوفر 35 ألف فرصة عمل، وسيتم تخصيص 80% منها على الأقل لأبناء السويس، كما تستعد المحافظة لتوفير تمويل لبدء العمل فى مجمع الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتكميلية بقوام 2000 ورشة يمتلكها الشباب، وتوفر20 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للأهالى. الصيد، حوادث الطرق، التعليم، الصحة.. مشاكل جعلت السوايسة يشعرون بأن الثورة لم تقم حتى الآن، فما الحل؟ مشكلة الصيد تتمثل فى التنظيم بمياه الخليج طبقا للقانون، ولو أن هناك شيئا يحتاج إلى تعديل يكون ذلك من قبل المتخصصين سواء بهيئة الثروة السمكية أم وزارة الزراعة لتدارك تلك المشاكل المتكررة. وبالنسبة للطرق السيئة التى تتسبب فى الحوادث، فهناك خطة لإعادة رفع كفاءة وتحسين بعضها، وإعادة تخطيط لغيرها كمداخل السويس وطريق السخنة. أما التعليم، فى نظرى أن أول خطوات التطوير هو إنشاء جامعة تضم 11 كلية. وعن الخدمات الصحية فنحن بحاجة إلى خطة شاملة لرفع كفاءتها من خلال التعاون بين المحافظة ووزارة الصحة.