هناك العديد من تطبيقات النانوتكنولوجى فى الطب مما يساهم فى حل الكثير من المشاكل الطبية، حيث يمكن إمداد الجسم بالأكسجين من خلال بدائل الدم الآدمى Respirocytes وهى عبارة عن خلايا دم حمراء صناعية، بإمكانها حمل أكسجين أكثر مما تحمله الخلية الحمراء الطبيعية ب 236 مرة، كما أن هناك أجهزة تصنع بتكنولوجيا النانو تقوم بإصلاح حالات تصلب الشرايين وجلطات القلب وتسمى Vasculocyte، وأجهزة تنظف الدم من الشوارد الحرة والسموم العالقة فيه والمسببة للأمراض Microbivore . القرص الخارق من خلال النانوتكنولوجى أمكن صنع منظار على شكل قرص يحتوى على كاميرا، وبابتلاع هذا القرص يسير المنظار ليسجل فى كل أجزاء الجهاز الهضمى أى قرح أو تغيرات أو تحولات أو أورام لاتستطيع الأجهزة العادية اكتشافها أو الوصول إليها لعلاجها فى المراحل المبكرة، بعض المراكز أدخلت هذه التقنية فى مصر بالفعل، كما يمكن أن يكون هذا القرص عبارة عن معمل تحاليل كامل يجرى فحصا شاملا لكل الدلائل الحيوية والمؤشرات الصحية داخل الجسم. المخ البشرى وما يصيبه من أمراض الشيخوخة وفقدان الذاكرة، وألزهايمر والشلل الرعاش وغيرها، سوف يحدث «طب النانو» فى علاجها ثورة، ذلك أن دماغ هذا الإنسان سيكون مزروعا برقائق صغيرة جدا مصنوعة بتقنية النانوتكنولوجى، حيث تؤمن هذا الرقائق قدرة فائقة لهذا العقل، وكمًا هائلًا من المعلومات والقدرات والذاكرة التى لا تكاد تقارن بقدرات الذاكرة البشرية الحالية، إلى جانب إصلاح ما يتلف من الأعصاب والخلايا العصبية التالفة، إنه ليس ضربا من الخيال العلمى، لكنها رؤية علمية للمستقبل القريب . ذرات الماس « نانو» كلمة مشتقة من اللغة اليونانية وتعنى عالم الأقزام المتناهى فى الصغر، ومصطلح «نانوتكنولوجى» أو تقنية النانو معناها التقنيات التى تصنع على مقياس النانومتر، وهى أصغر وحدة قياس مترية، وتعادل واحد من ألف مليون من المتر، أى واحد من مليار من المتر، أو واحد من مليون من الملليمتر، . ويمثل ذلك المقياس واحدا على ثمانين الفا من قطر شعرة واحدة من شعر الإنسان!. يتضح من ذلك أنه مقدار شديد الصغر، حيث يمكن ترتيب حوالى ثمان ذرات بجانب بعضها البعض فى نانومتر واحد، ويهتم هذا العلم بتصنيع الآلات والأدوات والمواد إلى الدرجة «النانوية» المتناهية فى الصغر، وغير القابلة للملاحظة بالعين المجردة، ويمكن مقارنة حجم الجسم «النانوى» بالنسبة للأجسام الصغيرة المرئية بالعين المجردة مثل النسبة بين حجم كرة القدم وحجم الكرة الأرضية، وتستخدم تقنية «النانو» الخصائص الفيزيائية المعروفة للذرات والجزيئات لصناعة أجهزة ومعدات جديدة ذات سمات غير عادية . من خلال استخدام هذه التقنية، بالإمكان إعادة بناء جزيئات أى مادة وتشكيلها حسب ما نريد، فأى مادة فى الكون تتكون من ذرات وجزئيات، فإذا صار بإمكاننا إعادة تشكيل هذه الذرات والجزيئات فإن هذا يعنى أن بإمكاننا صناعة ما نريده. مثلا .. ذرات الكربون هى المكون الأساسى للماس«الألماظ»، حيث يتكون الماس من من سلسلة هندسية معينة من ذرات الكربون التى تتراص فى شكل محدد، كذلك فإن الفحم يتكون من ذرات الكربون أيضا التى تتراص جزيئاته بطريقة هندسية أخرى معينة، وباستخدام تقنية النانوتكنولجى فإننا نستطيع إعادة تشكيل ذرات الكربون الموجودة فى الفحم على الطريقة الهندسية التى تتراص بها ذرات الماس، وهكذا يتحول الفحم إلى ماس، ويتحول المثل الشعبى : يمسك التراب يصبح ذهبا إلى : يمسك الفحم يصبح ماسا. كمبيوتر تحت الجلد الخبراء يبشرون بفتح جديد فى مجال التقنية الطبية تشخيصا ومعالجة باستخدام هذه التقنية، حيث يتم الاستعانة بتطبيقات النانوتكنولوجى فى تصميم كمبيوترات متناهية الصغر يتم حقنها فى جسم المريض، وتقوم هذه الكمبيوترات بعمليات محددة مبرمجة بدقة، مثل اكتشاف أى مبادئ لتحول سرطانى فى خلايا الجسم، أو توصيل أدوية للقضاء على هذه الخلايا دون إصابة الخلايا السليمة، ثم بعد ذلك تتحلل ذاتيا، ولقد نجح الدكتور«مصطفى السيد» فى التوصل إلى إمكانية علاج السرطان باستخدام مركبات الذهب النانومترية، فمادة الذهب تفقد خواصها اللاتفاعلية حينما يتم تفتيتها إلى دقائق نانوية، وتتحول إلى مادة تفاعلية ومحفزة تتفاعل مع جسم الخلية السرطانية وتحدث وميضا بداخلها، بينما لاتتفاعل مع الخلية السليمة وبالتالى تبدو الأخيرة داكنة تحت المجهر، وهكذا يمكن تشخيص ورؤية الخلايا السرطانية بوضوح، تماما مثل القط الذى علقوا فى رقبته الجرس فيصبح مكشوفا كلما أتى ليبتلع الفأر، وبذلك تتعرف دقائق الذهب النانوية على الخلايا السرطانية المصابة ولاترى الخلايا السليمة، ثم تتجمع لتشكل طبقة مضيئة تتحول إلى حرارة على جسم الخلية السرطانية المريضة لتقتلها خلال دقائق، بينما تتفتت داخل الخلايا السليمة ولاتؤثر عليها بأى حال.