اختتم حزب الحرية والعدالة بمحافظة أسوان مساء أمس مؤتمره العام الأول بالبيت الريفي بمدينة كوم أمبو، بحضور محمد عبد الفتاح الكرار أمين الحزب بأسوان، وعضوي مجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة، الشيخ صلاح على موسى والدكتور أبو عبيدة عثمان وأعضاء الحزب بمراكز كوم أمبو، ونصر النوبة، ودراو. استعرض المؤتمر طبيعة المرحلة السياسية والاجتماعية، التي يمر بها الوطن والتضحيات التي قدمها المصريون جميعًا خلال ثورتهم المباركة، كما تناول اللقاء الرؤية المستقبلية للحزب والتحديات التي تواجه مصرنا الحبيبة.
وأكد محمد عبد الفتاح الكرار، أمين حزب الحرية والعدالة بأسوان، أننا أمام تحدٍ خطير يحتاج إلى الشرفاء لكي نقوم معهم بعبور هذه المرحلة الراهنة والحرجة من عمر البلاد.
وأضاف أن مصر تمر بمرحلة تغيير والعالم كله يرصد ما يحدث في مصر ويترقب نجاح ثورتها، وهل ستكون قادرة على إنتاج دولة مدنية ديمقراطية بمرجعية إسلامية كما يريدها الشعب أم تنجح محاولات القضاء عليها واستمرار فلول النظام السابق في حكم البلاد.
وأشار إلى ضرورة الاستفادة من إمكانات الشباب في إصلاح الوضع السياسي المصري، بعد أن تحول العديد من الشباب المصري في مرحلة التحول من دور المشاهِد أو المراقب السياسي إلى مشاركين سياسيين ذوي طاقات وأدوار فاعلة مؤثرة وبارزة.
وأكد أهمية المشاركة السياسية من أجل صناعة القرار والأمل القادم في الشباب، لذا يجب دعمهم بكل الوسائل الممكنة لتكوين نواة جديدة وخالصة للعمل السياسي في المستقبل.
وشدد على ضرورة أن تأخذ المرأة دورها الطبيعي في المجتمع، عن طريق المساهمة والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية والحزبية والمجتمعية، وكذلك في أن تساهم في بناء صورة مشرقة لمصر المستقبل، مع ضرورة تعاون كل الأطياف والفصائل للتواصل وتحقيق التقدم المنشود لوطننا الحبيب.
واستعرض الدور المطلوب من المرأة لإتمام المشاركة في الإصلاح السياسي والذي يتمثل في انخراطها في الأحزاب والنقابات وإنشاء الجمعيات الأهلية.
وتحدث الكرار عن كيفية توظيف إمكانات أعضاء الحزب، للاستفادة من طاقات الأعضاء في تحويل واقعنا الأليم إلى واقع متطور ومتقدم يفخر به أبناء مصر، مؤكدًا أن نجاح الحزب لا يكون إلا بنشاط أعضائه.
وشدد على أهمية المرحلة القادمة التي تتطلب تعريف كل المحيطين بنا وبما يجري الآن في مصر، خاصةً المواطن البسيط؛ من أجل مشاركة فعالة من كل طوائف الشعب في الحياة السياسية ومراعاة مصالح الوطن، مشيرًا إلى أن الوطن يحتاج إلى مَن يساعده ويسانده ويدفع به إلى الأمام ليعود شامخًا كما كان.
وأكد أهمية الدستور بالنسبة للمواطن المصري وضرورة الوعي الشعبي بأن الدستور المصري هو الوثيقة التي تضمن لهم الحقوق وتحدد ما عليهم من واجبات، بالإضافة إلى ضرورة الرقابة على الدستور لتفعيله، والذي يصب في المقام الأول في صالح المواطن المصري.
وشدد على ضرورة الإطلاع على مسودة الدستور المطروحة الآن على موقع الجمعية التأسيسية للدستور لكونها المعتمدة وعدم الالتفات لأي مسودة أخرى، مؤكدًا ضرورة القراءة بتمعن والبحث بدقة عن متطلبات الشعب المصري، وهل لبتها هذه المسودة أم لا ورفع الملاحظات وتقديمها إلى الجمعية التأسيسية للأخذ بها.
من جانبه طالب الشيخ صلاح على موسى عضو مجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة، بالتكاتف للقضاء على الثورة المضادة التي تخلق العديد من الأزمات كل فترة للتضييق على المواطنين وتشويه الثورة، ليتمنوا عودة النظام السابق ومنها أزمة الغاز والبنزين والسولار. كما طالب الجميع بالتحلي بقيمة الصبر، والعمل والإتقان فيه حتى يتسنى لنا أن نبني بلدنا الحبيب مصر سويًّا، مؤكدًا ضرورة أن يتحلى الجميع بهذه الصفة وتلك الفضيلة في المرحلة التي تمر بها أمتنا.
كما تحدث الدكتور سيد سلامة، مسئول لجنة التعليم بحزب الحرية والعدالة بأسوان، عن دور المعلم في المرحلة القادمة، وفي صناعة مصر المستقبل، مثمنًا دور المعلمين وأنهم أصحاب رسالة.
وثمن سلامة حملة التعليم أساس النهضة، معتبرًا أنها حملة وطنية بمعنى الكلمة، وتخدم جميع المصريين بلا استثناء، كما أنها تعد بمثابة منطلق في غاية الأهمية، ولا غنى عنه لتوحيد جهود وآراء الخبراء والمهتمين بقضية إصلاح التعليم في مصر.
وفي ختام المؤتمر تم عمل عرض لبعض المشكلات التي تعترض محافظة أسوان، وعرض بعض التصورات المطروحة كحلول لهذه المشاكل وسط تفاعل أعضاء الحزب الذين أكدوا على سعيهم للنهوض بمصر.