كشف مصدر دبلوماسي رفيع عن قيام السعودية بإبلاغ مصر رسمياً انسحابها من المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية ؛ معتبرة المضي في هذه المبادرة غير مجدي ولا توجد ثمار متوقعة من ورائها . و اكد المصدر في تصريح للصباح أن هناك اختلاف في الرؤي بين مصر والسعودية حيث أن المملكة تتهم إيران بأنها جزء من هذه الأزمة ومسئولة بصورة مباشرة علي إزهاق أرواح الشعب السوري ، في حين تري مصر أن مشاركة إيران جزء من حل الأزمة. وأكد المصدر أن المملكة العربية السعودية وأطرافاً عربية أخري أبلغت مصر أن مشاركة إيران في المبادرة يؤدي بهذه الجهود إلي نهايات غير سعيدة . وأوضح المصدر ان العلاقات السورية التركية وما شهدته من ضربات عسكرية مؤخراً سيؤدي بالضرورة الي انسحاب تركيا من المبادرة ايضاً خصوصاً مع تحفظ تركيا علي دور ايران في مساعدة النظام السوري. من جانبه قال المعارض السوري رياض الغنام أن المبادرة المصرية قد وصلت إلي طريق مسدود بعد تغيب السعودية وإصرار إيران علي دعم الأسد ، لافتاً إلي أن مصر ومن قبلها الجامعة العربية لا تملكان آلية تنفيذ أي قرارات قد تصدر عن تلك المبادرة ، وكان يجب علي القاهرة أن تفكر في هذه الآلية قبل طرح المبادرة ، مشيرا في الوقت ذاته إلي أن هذه المبادرة مهما كانت نتائجها في خطوة لعودة مصر إلي موقعها مرة أخري. ووصف الغنام مشاركة إيران في المبادرة بالخطأ الكبير قائلاً:" إيران هي التي تقتل وتسرق وتنهب في شوارع سوريا ، ولن تتخلي عن بشار الأسد حتي آخر نفس له ". وحول ما تردد عن إتصالات إيرانية بأطراف المعارضة السورية قال الغنام :" لا توجد إطلاقاً أي اتصالات مع هؤلاء القتلة ، ولا يمكن لأحد أن يتحدث باسم المعارضة في الخارج أو الداخل إلا الجيش السوري الحر القادر الذي يحقق انتصارات متوالية وأصبح في موقف جيد للغاية ، فمن غير المنطقي أن يجري اتصالات مع إيران بعد هذا التقدم ". وأوضح أنه لا بديل عن تنحي بشار الأسد قائلا :" كل ما يتردد بشأن موافقة المعارضة علي تقاسم السلطة عار عن الصحة ولا أساس له ، وليس لنا سوي مطلب واحد هو تنحي الأسد ". إلي ذلك قال السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية للشئون العربية الأسبق أن المبادرة المصرية لن تحقق تسوية كاملة للقضية السورية ومخطئ من يتصور ذلك ، مشيراً إلي أنها ما هي إلا جهود مساعدة لمهمة الأممالمتحدة والجامعة العربية في سوريا ، معتبراً دعوة إيران خطوة إيجابية علي خلاف ما تري المملكة السعودية. وأضاف خلاف أن مصر كان يجب عليها أن تعقد اجتماعات ثنائية قبل إطلاق هذه المبادرة حتي لا تتفاجأ بموقف هذه الدول كما حدث ، مشيراً إلي أن مصر دعت إيران إلي هذه المبادرة لتكون أداة التواصل مع النظام السوري بعد أن فقدت الجامعة العربية مندوب سوريا لديها وقرر أنه لا شرعية لممثل سوريا في وقت سابق ، لافتاً إلي أن هذه القرار كان صادماً وغير صحيح ولم تقدم عليه الأممالمتحدة حتي لا تفقد أدوات الضغط علي النظام السوري.