شهدت القرى والمدن بمحافظات الجمهورية، أواخر شهر أكتوبر الماضى، موجة من الطقس السيئ نتج عنها هطول أمطار وصلت إلى حد السيول فى بعض المناطق، أدت إلى وفاة 35 حالة بين المواطنين صعقًا بأعمدة الكهرباء أو سقوط جدران منازلهم عليهم خاصة فى المناطق الريفية، وهو ما أدى إلى حالة من الغضب والاستياء الشديد سادت بين المواطنين بسبب إهمال شركات الكهرباء والوحدات المحلية فى صيانة أعمدة الإنارة بالشوارع والميادين وترك أسلاكها العارية تحصد أرواح المواطنين الأبرياء. وبعد مصرع الطالبة «دينا م ع»، 15 سنة، صعقًا بالكهرباء نتيجة ملامستها لأحد أعمدة الإنارة بقرية العمار، التابعة لمركز طوخ، بمحافظة القليوبية، بسبب سوء الأحوال الجوية، أطلق «أحمد عبدالعليم الصعيدى»، 37 سنة، أحد شباب قرية «طحلة»، التابعة لمركز بنها، مبادرة لعزل أعمدة الإنارة لتجنب خطر الصعق بالكهرباء جراء سقوط الأمطار عليها، وذلك عن طريق تغطية الأعمدة بمواسير بلاستيك، وبدأ تنفيذ مبادرته بشوارع قريته وتمنى تعميمها بكل القرى والمدن لتجنب حدوث ماس كهربائى. وأوضح «أحمد الصعيدى»، الشهير ب«أبو فارس»، أنه بدأ فكرة عزل الأعمدة بالشارع المقيم به فى قريته، مشيرًا إلى أن عامود الإنارة يحتاج إلى ماسورة بلاستيك قطرها 8 بوصات، أو 10 بوصات، وتكلفة المتر الواحد 75 جنيهًا، موضحًا أنه يتم عزل العامود بطول 2 متر، والعامود الواحد يتكلف لتغطيته 150 جنيهًا، وهى تكلفة لا تساوى شيئًا مقابل حياة الإنسان، فى الوقت الذى يعطى فيه البلاستيك شكلًا جماليًا ويعيش لفترات طويلة. وأضاف «أبو فارس»، بأنه نظرًا لتكرار حالات الصعق بأعمدة الإنارة التى شهدتها محافظات الجمهورية، قام بتطوير فكرته وابتكار «جرس إنذار مثبت به لمبة»، يتم تركيبه على جسم عامود الإنارة بتكلفة 40 جنيهًا، ويحتوى على مخرجين، مخرج منهم للأرضى، والآخر للكهرباء، مشيرًا إلى أنه عند سقوط الأمطار وحدوث ماس كهربائى بسبب تعرية أحد الأسلاك، يتم تشغيل جرس الإنذار ولمبة التحذير تلقائيًا لتنبيه المواطنين بخطورة عامود الإنارة وعدم الاقتراب منه، لافتًا بأنه يتم تثبيت جرس الإنذار أعلى جسم العامود بمسافة كافية حفاظًا عليه من السرقة، بواسطة «أفيز»، أو حامل حديدى صغير، موضحًا بأن الفكره لاقت ترحيبًا كبيرًا من المواطنين وبعض مسئولى الكهرباء . وأشار إلى أنه قام بتسجيل فكرته ببراءة الاختراع بجامعة بنها، تمهيدًا لعرضها على كل المسئولين وطرق أبوابهم حتى تخرج الفكرة للنور، ويتم تنفيذها على أرض الواقع، مؤكدًا بأن هدفه الرئيسى من تلك المبادرة ليس التربح، ولكن لحماية المواطنين وكبار السن والأطفال من خطر صعق أعمدة الإنارة، وطالب الحكومة ووزارة الكهرباء بتبنى تلك الفكرة وتطويرها بالأساليب الحديثة حتى تتحمل عوامل الجو كالشمس والأمطار، وتعميمها بكل القرى والمدن حرصًا على سلامة المواطنين. من جانبها قالت المهندسة «آمال بركات»، وكيل وزارة الكهرباء بالقليوبية، أن أعمدة الإنارة العامة تقع مسئوليتها على الوحدات المحلية بالنسبة لموضوع الصيانة، مشيرة إلى أن جميع أعمدة الكهرباء التابعة للشبكة يتم صيانتها بشكل دورى. وأكدت على أهمية صيانة أعمدة الإنارة وخاصة فى القرى، والتنبيه على المواطنين بشأن الوصلات العشوائية التى يقيمها الأهالى، والتى تخرج من الأعمدة لإنارة الشوارع وتسبب ماسًا كهربائيًا وخطورة أوقات الأمطار، مقترحة فكرة إنارة الشوارع عن طريق الخلايا الشمسية.