شنت قوات الأمن السورية أمس الثلاثاء، هجمات عنيفة على مناطق ريف دمشق، فيما دارت اشتباكات عنيفة في حلب، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص، غداة توجيه الأممالمتحدة تحذيرًا لسوريا من استخدام الأسلحة الكيميائية. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن قوات النظام قصفت مدن وبلدات يبرود وببيلا ودوما والمليحة والزبداني وقدسيا في ريف دمشق، وأدى لسقوط عدد من الجرحى، في الوقت الذي تحدث فيه الناطق باسم تنسيقية دوما، عبد الله الشامي عن مقتل ما يزيد عن 30 فردًا في المدينة، ونزوح عشرات العوائل من المدينة جراء استمرار العملية العسكرية عليها وسط تهديدات باقتحامها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن مدينة الزبداني ''تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة منذ أشهر''.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن مدن الغوطة الشرقية في ريف دمشق تعرضت لحملة عنيفة شنتها قوات النظام السوري ذهب ضحيتها في اليومين الأخيرين أكثر من ثمانين قتيلا، وسط سقوط الكثير من الجرحى معظمهم في سقبا ودوما وحرستا.
كما قامت القوات النظامية المتمركزة في مدينة معضمية الشام بإطلاق النار عشوائيا، ما أدى إلى ''إصابات في صفوف المدنيين'' بينما هزت انفجارات عنيفة بلدة القطيفة، ووردت أنباء عن إصابات في صفوف المدنيين.
وفي العاصمة ''دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في أحياء القدم والعسالي، ترافقت مع قصف عنيف أدى لسقوط جرحى وتهدم بعض المنازل''، بحسب المرصد.
وأفاد الناطق الإعلامي باسم شبكة "شام" الإخبارية في دمشق سلام محمد، عن أن قوات النظام تقوم منذ أسبوعين تقريبًا بهدم المباني السكنية في حي التضامن، في دمشق، مستخدمة الديناميت، بغية تحويل الحي إلى ثكنة عسكرية للفرقة الرابعة.
وفي حلب، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في أطراف حيي العرقوب، حيث استشهد مقاتل من الكتائب الثائرة. كما تتعرض بعض أحيائها للقصف من قبل القوات النظامية السورية، ما أسفر عن ''سقوط عدد من الجرحى'' في حي مساكن هنانو، بحسب المرصد.
وفي محافظة حمص ''تعرضت مدن وبلدات تلبيسة وحوش حجو وابل لقصف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط عدد من الجرحى''، كما ''تعرضت قرية السعن في ريف حمص لقصف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط عدد من الجرحى''.
وفي ريف درعا جنوب البلاد، أفاد المرصد عن تعرض بلدات محجة حوران وتسيل والغارية الغربية وأم الميادن وجلبين ومنطقة وادي اليرموك ''لقصف عنيف من قبل القوات النظامية''، مشيرا إلى أن القصف أسفر عن قتيل واحد على الأقل وعدد من الجرحى.
وفي محافظة دير الزور ''تعرض حي المطار لقصف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط عدد من الجرحى'' وكذلك ''تعرض حي العمال والحميدية لقصف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط جرحى''. كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في حي الموظفين، بحسب المرصد الذي لفت إلى وقوع خسائر بشرية في الطرفين دون تحديدها.
إلى ذلك قتل مسلح كردي سوري وأصيب آخران برصاص أطلقه الجنود الأتراك عبر الحدود بين البلدين في أول حادث من نوعه منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل 18 شهرا، كما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية.
من جهتها، أعلنت أستراليا أمس، عن تقديم مبلغ أربعة ملايين دولار، إضافية لتوفير المساعدات الطبية والإنسانية للاجئين السوريين في الدول المجاورة لسورية، كما دعت إلى استصدار مشروع قرار دولي خاص لحماية وتحييد المستشفيات والأطباء العاملين على تأمين الرعاية الطبية للمصابين جراء الأحداث الدامية في سورية.
من جانب آخر، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري من استخدام أسلحته الكيميائية، معتبرا أن هذا الأمر في حال حصوله قد تكون له تداعيات وخيمة.
إلى ذلك، أعلن مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس، أن عدد اللاجئين في أنحاء العالم عام 2012 سيتجاوز أي عدد سجل هذا القرن مع فرار عشرات الألوف من سوريا كل شهر.