فى فبرايرالماضى، أصدر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، قرارًا بتطبيق فكرة الأذان الموحد فى مختلف مساجد القاهرة، كخطوة أولى لتعميمه على مختلف مساجد الجمهورية، كما أعلن أنه سيتم اختيار أفضل المؤذنين بعد اجتياز اختبارات متنوعة لرفع الأذان الموحد بأفضل الأصوات، وذلك بالتعاون مع وزارة الاتصالات والهيئة العربية للتصنيع وكلية الهندسة جامعة القاهرة لإعداد التجهيز التقنى للأذان، والذى يتم بثه من المقطم إلى مبنى الإذاعة لتستقبله المساجد فى الأوقات الشرعية للأذان، كما أعلن عن بدء البث التجريبى للأذان الموحد من 100 مسجد من مساجد القاهرة بعد الانتهاء من الإجراءات الفنية والتقنية والإدارية لإعادة الأذان الموحد وتعميمه على مساجد الجمهورية. وأكد أن البث التجريبى سيستمر أسبوعين، بعدها يتم بث الأذان الموحد بشكل رسمى على أن يتم تقييم التجربة وتعميمها على مراحل لتشمل كل المساجد بمحافظات مصر، وسوف يتم اختبار كل أجهزة الاستقبال بالمساجد التى بدأت البث التجريبى للأذان الموحد، وسوف يستمر ذلك فى أوقات الصلوات الخمس يوميًا طوال فترة البث التجريبى، إلا أن الفكرة تبخرت ولم يتم تنفيذها على أرض الواقع حتى الآن. عضو بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، أكد فشل الحكومات المتعاقبة فى تطبيق الأذان الموحد، رغم نجاح التجربة فى دولة الإمارات العربية الشقيقة منذ عام 2004، متسائلًا: «لماذا لم يقم مختار جمعة بتطبيقها منذ أن أعلن تطبيق الفكرة فى فبراير الماضى؟ ففكرة الأذان الموحد تهدف فى الأساس إلى القضاء على الأصوات غير الجيدة فى الأذان والقضاء على ظاهرة نشاز أصوات بعض المؤذنين فى مساجد الجمهورية، خاصة فى المدن الكبرى». وتابع: «الفكرة سبق أن أطلقها الدكتور محمود حمدى زقزوق فى عام 2009 عندما كان وزيرًا للأوقاف، وأثارت ضجة كبيرة وجدالًا واسعاً وتم رفضها ولاقت معارضة شديدة بين الأوساط الأزهرية ولجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب حينذاك، وتعطل القرار عدة سنوات بعد أن تم تجربته فى نطاق محدود من المساجد على مستوى القاهرة، وفسر مسئولون سبب توقف مشروع الأذان الموحد بأنه سبب تقنى، وحينما تحين الفرصة سيجرى العمل عليه، ثم عاد الحديث عن تطبيق الفكرة من جديد فى عام 2014، حيث طلبت وزارة الأوقاف من وزارة الاتصالات تشغيل شبكة ربط أجهزة الأذان الموحد على مستوى الجمهورية مرة أخرى، وبالفعل قامت اللجنة الهندسية بوزارة الاتصالات بتجهيز وتأهيل شبكة الأذان الموحد لإعادة الربط بين جميع المساجد بكل أنحاء الجمهورية لبدء تشغيلها، وفى 2016 أجرت الأوقاف التجارب الفنية لإصلاح عيوب فنية فى عمل منظومة اﻷذان الموحد وذلك تمهيدًا لإطلاقه على مراحل قريبًا، ثم عاد الحديث مرة أخرى عن ضرورة تنفيذ الفكرة مطلع العام الحالى، وإلى هذا الوقت لا تزال الفكرة قيد التصريحات والتجارب دون تطبيق فعلى». وأشار إلى أن هذه الفكرة تتعارض تمامًا مع روح شعائر الصلوات، وذلك لأن توحيد الأذان عبر إذاعته بصوت حى لأفضل الأصوات المختارة يعطل شعيرة من شعائر الله تعالى حث الرسول صلى الله عليه على التسابق لأدائها. فيما أعرب عضو بهيئة كبار العلماء عن بالغ سعادته بسبب فشل وزارة الأوقاف فى تطبيق فكرة الأذان الموحد حتى الآن، مؤكداً أن هذه الفكرة غير جيدة على الإطلاق لأن كل مكان يختلف عن الآخر فى المواقيت، كما أن كل الناس فى القرى والنجوع لمختلف المحافظات يفضلون أن يؤذن المؤذن أمام أعينهم أفضل من الاستماع إلى صوت المؤذن فى المذياع، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة قد تنجح فى المدن أكثر من نجاحها فى القرى المختلفة، كما أن هذه الفكرة سبق وأن قام الأزهر الشريف برفضها، لذلك يجب على شيخ الأزهر أن يصدر بيانًا بالاعتراض على هذه الفكرة لأنها تتعارض مع شعيرة التسابق على أداء الأذان.