"هناك ثلاثة مبادئ تفسر لِمَ العالم أقل غرابة مما يبدو عليه وهم الكثرة والتناسي والحساسية المفرطة للافتراضات، العالم يرقص على إيقاع الاحتمالات وقوانينها، لكن هذا ليس دعوة لوقف الاستغراب ولا دعوة لأن نعامل كل ما هو ملفت أنه طبيعي"، مفاد حلقة عنوانها "يا محاسن الصدف" لأحمد الغندور أو كما يُعرف بال "الدحيح" كانت قد انتشرت مؤخرًا على موقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك"، روج فيها الغندور لفكرة الفرضيات والاحتمالات الحادثة في حياتنا اليومية. وما لبث أن مرّ أسبوعان حتى انهالت الانتقادات العديدة على محتوى هذه الحلقة، حيث جاء على رأسها رد من الداعية الإسلامي الدكتور إياد القنيبي، كويتي الجنسية، ووصف مضمون هذه الحلقة ب"الهبل والإستعباط والترويج للإلحاد"، ناشرًا حلقة بعنوان "الرد على الدحيح" على قناته على اليوتيوب. "أول حاجة يا شباب خدوا بالكم، مش أي حاجة فيها كلمة نظرية معناها محترمة ولها وزن"، بهذه الكلمات بدأ القنيبي رده على محتوى حلقة أحمد الغندور، وتابع "كلمة نظرية هذه توضع قبل سخافات مضحكة لإعطائها هيبة مع أنها مجرد خيبة"، كما أنه استنكر فرضيات "الضبط الدقيق للكون" و"الأكوان المتعددة"، ثم نظرية الانفجار العظيم، واصفًا ما مارسه العالم الفيزيائي ستيفن هوكينجز بال "خرافة".
وقد انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى فريقين، أحدهما يؤيد ما نشره القنيبي والآخر يرد عليه مؤيدًا محتوى حلقات الدحيح وواصفًا إياها بال"محتوى علمي له أدلته "، حيث كان أبرزها رد من شريف عمار، باحث وطالب دكتوراه في كلية الطب بجامعة أوتاجو في نيوزيلندا، حيث أضاف أنه كي نصف أي شيء على أنه "علم" لازم نطبق عليها "الطريقة العلمية" وهي عبارة عن مجموعة من الخطوات المنطقية المدعومة بالأدلة التجريبية، وهي أدلة تُدرك عن طريق الحواس، تتبع للتحقق من صحة الفرضيات العلمية، وتتألف هذه الخطوات باختصار من الملاحظة وصياغة الفرضية ثم التجربة ثم التحقق من الفرضية ثم رصد النتائج.
وتابع، أما "النظرية" فهي مرورك بجمع مراحل "الطريقة العلمية" من الفرضية إلى التحقق من الفرضية، ثم نشر النتائج للمجتمع العلمي (في الأغلب عن طريق ورقة بحثية)، ثم صمود هذه النتائج أمام جميع النتائج المخالفة و دحضها، حينها ترتقي النتائج من كونها "فرضية" (hypothesis) لتصبح "نظرية" (Theory)، في حالة صمود النظرية لوقت طويل من الزمن دون دحضها ترتقي إلى "القانون" (Law) ، وبالتالي فالنظرية هي فرضية مثبته علميا ووافق عليها المجتمع العلمي، وليس كما قال السيد إياد بأنها سخافات مضحكة.
جدير بالذكر أن الدكتور إياد القنيبي كان قد وُلد في مدينة السالمية بالكويت عام 1975م ، ثم انتقلت عائلته لعمان مع والديه وهو طفل، وحصل على البكالوريوس في الصيدلة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية عام 1998، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، يُعتبر قنيبي من أبرز رموز التيار الإسلامي في الأردن. استمع القنيبي إلى محاضرات لكثير من الدعاة المتشددين وقرأ كتبهم أمثال ابن قيم الجوزية وسيد قطب والشيخ ناصر الدين الألباني والشيخ علي القرني والشيخ محمد المنجد ومحمد عبد المقصود ومحمد إسماعيل المقدم والشيخ أبو محمد المقدسي وراغب السرجاني، وكان له العديد من الآراء المتشددة، حيث يأتي على رأسها تحريمه التصويت على دستور 2012 ب(نعم)، ووصفه ب"دستور شركي الأساس"، والتصويت عليه ب(نعم) إثم عظيم.