أثارت وثيقة أمن الدولة التي لم يتسن ل التأكد من صحتها، والتي تشير إلى تورط عدد من قيادات الأزهر في مد تظاهرات مصطفى محمود المؤيدة للرئيس السابق بالأموال وعدد من طلاب الأزهر، والإبلاغ عن الطلبة الممتنعين عن المشاركة في مظاهرات التأييد، وعلى رأس تلك القيادات الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وعبدالله الحسيني، رئيس جامعة الأزهر الأسبق ووزير الأوقاف الأسبق في حكومة الفريق أحمد شفيق، العديد من علامات الاستفهام حول قيادات الأزهر الشريف واستخدامهم من قبل النظام السابق. وفى هذا السياق أكد الدكتور جميل علام، عميد كلية الشريعة والقانون بالأزهر سابقًا، صحة الوثيقة التي حصلت عليها ، والتي تؤكد تورط شيخ الأزهر بحشد الطلاب لمساندة مبارك، مضيفًا أن "الطيب" كان يصرف مرتبات شهرية لرجال أمن الدولة من ميزانية المشيخة. وأضاف "علام" أن شيخ الأزهر استمر بهذا العمل حتى انتهاء حكم مبارك وسقوطه، وبتولي محمد مرسي منصب رئيس الجمهورية توقف "الطيب" عن التعامل مع رجال الأمن، مضيفًا أنه كان أمرًا معتادًا وشائعًا من قبل المسؤولين في نظام مبارك بدفع رواتب من ميزانية الجهة التي يتولونها لرجال أمن الدولة. وأفاد عميد "الشريعة والقانون" أن الأزهر كان على علم بذلك، ولم يتجرأ أحد بتقديم بلاغ ضده يتهمة بالفساد. وفي سياق متصل قال محمود عاشور، وكيل شيخ الأزهر السابق، إنه لا يملك الرد على هذه الوثيقة، مضيفًا أنه "ما دامت الجريدة حصلت على وثيقة، فلا كلام بعد هذا" في إشارة منه إلى صحة الوثيقة. وقال الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن هذه الوثيقة مكذوبة ومدسوسة من السلفيين لإضعاف الأزهر وتشويه صورته أمام المسلمين حتى يصبحوا المتحدث الوحيد باسم الدين في مصر. وأضاف "كريمة" أن الأزهر يقتصر دوره على الدعوة، كما أن "شيخ الأزهر ورئيس الجامعة، ليس لهما سلطات على الطلبة، وإذا كان لهما سلطات فكان من الأولى أن يمنعا استعراض ميليشيات الإخوان المسلمين في الجامعة"، بحسب تعبيره. من جانبه قال علاء أبو العزايم، شيخ الطرق العزمية، إن هذا الموضوع لا أساس له من الصحة، وماهو إلا افتراء من قبل الإخوان المسلمين والسلفيين للسيطرة على الأزهر، وهو ما نرفضه. وتنشر نص الوثيقة: فرد أمن الدولة : بخصوص تقارير "الحسيني" الأمنية عن أساتذة الجامعة أعداء الحزب المحرضين على التظاهر، وخطة ملاحقتهم من خلال لجنة برئاسة "الطيب"، وعضوية كل من "القوسي، والعبد، وعبد الدايم، وأبو طالب، والنادي، وصادق"، واعتراض السفير الطهطاوي، والتكليف برفع تقارير أمنية يومية موثقة، إلى السيد اللواء حسن عبد الرحمن لاعتقالهم دون تحقيق، ومرفق طيه 3 صور، و3 وثائق بذلك، ومن خلال متابعتي وسماعي علمت أنه أرسلت برقية تأييد ومبايعة للرئيس وشجب معارضيه، وملخص ما جاء فيها من نقاط كالآتي: 1- بتوجية من شيخ الأزهر وحضور الشيوخ طه كيريشة ومحمود حبيب وزكريا النوبي ومصطفى السواحلي والقوصي يقوم عبد الله الحسيني بتوزيع مكرمة الرئيس مبارك على طلاب جامعة الأزهر وأئمة المساجد، وقدرها مليون جنيه لتبصير الجماهير بخطورة المظاهرات واعتبارها فتنة وفسادًا ومحاربة الله ورسوله وأولي الأمر. 2- يقوم الشيخان محمد الخطيب وإبراهيم الجوهر بحشد طلاب اللغة والشريعة في مظاهرات تأييد وحشد للرئيس مبارك بميدان مصطفى محمود وصرف زملائهم عن ميدان التحرير ومن يرفض تسلم هويته إلى أمن الدولة. 3- طلب عبد الله الحسيني من عميد ووكيل كلية اللغة تأجيل الحفل المقرر لمنح السيدة سوزان مبارك الدكتوراة في اللغة العربية إلى ما بعد استقرار الأوضاع. 4- متابعة كل من الدكتور سعد الهلالي وجمال قطب وعبد الله بركات وخلاف مسعود والإبلاغ عنهم، ومراقبة هواتف كل من الشيخ عماد عفت وهاشم عبد الغفار ومظهر شاهين ومحمد حسني والدكتور محمد البلتاجي والدكتور محمد سعد والدكتور مجاهد الجندي والدكتور سعد الحلواني والدكتورة سعاد صالح ومراسلة سيادتكم. موقعة ومختومة ومرفقة بخطاب المعهد إلى سيادتكم.