جاءت الاضرابات الشعبية في مصر ضد الولاياتالمتحدة و الفيلم المسيء الي الرسول عليه الصلاة و السلام في الوقت الذي تسعي فيه كلا من واشنطنوالقاهرة لتحسين العلاقات بينهما ،و ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ان كلا من مصر والولاياتالمتحدة سعت لتجنب المزيد من التمزق في العلاقات بالرغم من ان الرئيس المصري محمد مرسي، لم يدين علنا حصار السفارة الاميركية، ولكنه تعهد لحماية البعثات الأجنبية في بلاده، ولفتت الصحيفة الي إنتقاد لاستخدام العنف للاحتجاج على الفيديو المسئ الذى قال انه إهانة للمسلمين في جميع أنحاء العالم اثناء رحلته الى بروكسل. واضافت الصحيفة انه فى الوقت نفسه سعى البيت الأبيض، للتهوين من شأن تصريحات الرئيس باراك أوباما في مقابلة مع تيلموندو باللغة الاسبانية، والذي رفض وصف مصر كحليف للولايات المتحدة وقد اثارت تعليقات أوباما تكهنات بأن الولاياتالمتحدة قد تتحرك لخفض مستوى علاقاتها مع القاهرة، والتى كانت تاريخيا محوراً للجهود الدبلوماسية والامنية فى العالم العربي في مكافحة الإرهاب مع الولاياتالمتحدة واشارت الصحيفة الي ان بعض نواب الكونجرس الأمريكي دعوا لتجميد المساعدات المالية لمصر بسبب تراخى رد مرسي عن أعمال الشغب ضد السفارة والبعثات الامريكية، ولكن قال مسؤولون في البيت الابيض ان إدارة أوباما لا تزال ملتزمة تماماً بتدفق المساعدات إلى القاهرة حتى تلعب دورا فى التحول الديمقراطي. وقال تومى فيتور المتحدث بأسم مجلس الامن القومى ان مصر شريك طويل الامد للولايات المتحدةوالولاياتالمتحدة هى التى بنت الاساس لدعم تحول مصر الى الديمقراطية. وعلى الجانب المصري سعى مرسي، من بروكسل، لاحتواء التوتر الدبلوماسي مع واشنطن، حيث بين فى اجتماعات مع مسؤولين الاتحاد الاوروبي ان الشعب المصري يرفض اى عمل غير قانونى وعنيف ضد السفارات داخل الاراضى المصرية، ولكن دعت جماعة الإخوان المسلمين لمظاهرات أخرى ومع ذلك، يهدد وقوع المزيد من الاضطرابات، ويقول المحللين ان تلك الاضطرابات هى لحظة حاسمة للحكومات الوليدة التي شكلتها الثورات السياسية، والمعروفة باسم الربيع العربي، والتي اندلعت في المنطقة منذ العام الماضي. وقال محللون ان هذه الاضطرابات الجديدة تمثل اختبارا لهذه الحكومات الجديدة على الساحة الدولية، وتتطلب المزيد من الحنكة السياسة العالمية المحلية. ووفقا للصحيفة فإن قرارات قادة الحكومات الجديدة لاسترضاء الإسلاميين المتشددين يمكن أن يبدأ في تجسيد إجابات للاسئءلة عن مسار الديمقراطية في المنطقة، والهويات الوطنية وعلاقتها مع الولاياتالمتحدة وعلى الرغم من أن الهجوم على السفارة الامريكية في ليبيا، اسفر عن مقتل اربعة امريكيين من بينهم كريستوفر ستيفينز السفير الامريكي، الا ان الحكومة الليبية الجديدة سارعت بالاعتذار وشجب الهجوم، ونزل المحتجون الى الشوارع فى بنغازي وهم يلوحون بعلامات كتب عليها "عذرا أمريكا." وقالت صحيفة فورين بوليسي الامريكية ان خطاب اوباما من المحتمل ان يكون انعاكسا لشعور الادارة الامريكية بأن رد محمد مرسي على الهجمات لم يكن قويا بما فيه الكفاية ورأت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، ان المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة تكمن فى مصر وليس فى ليبيا، برغم من أن العنف فى مصر لم يسفر عن أي وفيات لرعايا امريكية، ولكن اعطت الاستجابة الضعيفة من الحكومة المصرية على الهجوم مؤشرات مقلقة لادارة اوباما فى الولاياتالمتحدة، وقال العديد من خبراء السياسة الخارجية ان امريكا تشعر بالقلق، ازاء موقف مرسي والذى وضع فيه استرضاء المتشددين الاسلاميين فى مصر قبل الأمن القومى ووفقًا ل"سي بي اس نيوز"، فقد رأى السناتور بيل نيلسون، عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي، أن لتنظيم القاعدة دورًا في الهجمات على السفارات الأمريكية في مصر، وليبيا، واليمن، وجاء توقيتها أثناء الاحتفال بالذكرى الحادية عشر لهجمات 11 سبتمبر.