نشرت الواشنطن بوست تقريراً يفيد بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا فاز بالانتخابات الجديدة فإنه بذلك سيصبح أول رئيس وزراء لإسرائيل ، وهو الذي يقوم باللدغة حتى مؤسس البلاد ، ديفيد بن غوريون، حيث أشارت استطلاعات الرأي الاخيره إلى أن نتنياهو سار علي الطريق الطبيعي للقيام بذلك ، علي الرغم من تورطه في فضائح الفساد التي يمكن أن ترسله إلى السجن حتى الآن. ومن جانبه أشار المحللون إلى ان الناخبين اليمينيين يرون نجاحات نتنياهو في السياسة الاقتصادية والخارجية، خاصة معظم القضايا المتعلقة بالفلسطينيين، كاسباب لإغفال مشاكله القانونية.
وقال أحد استطلاعات الرأي الاسرائيليه لوكالة البرق اليهودية خلال الشهر الجارى "لنفترض ان عمده مدينه في مكان ما يدير مدينه بشكل جيد، وحتى إذا أدين بالفساد، فإنهم يشعرون بأنه قد تقدم بالمدينة ولا يشعرون بأن فساده ضربهم شخصيا ".
كان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو قد تولى السلطة لأول مره في 1996 ، عندما أصبح أصغر رئيس وزراء في إسرائيل، ولم يتوقع الكثيرون نجاحه في انتخابات العام الجاري، خاصة بعد استخدامه الحملات التي شنت علي الطريقة الامريكيه ، فضلا عن التفجيرات الانتحارية التي هزت إسرائيل قبل وقت قصير من التصويت ونشطت الجناح اليميني للبلاد.
وبحلول ال1997 ، كان نتنياهو يواجه احتمالات اتهامات بالفساد تتعلق باستغلال النفوذ ، بعد تعيين المحامي العام الذي لم يدم طويلا والذي قال الكثيرون انه غير مؤهل للوظيفة، وفي وقت لاحق واجه نتنياهو وزوجته سارة اتهامات بأنهما أخذا هدايا رسميه لنفسهما وحاولا خداع الحكومة.
وقضي النائب العام الياكيم روبنشتاين بأنه لا توجد أدلة كافيه لإدانه نتنياهو بشان مزاعم الرشوة والسرقة وعرقله سير العدالة ، ولكن الادلة المتاحة تشير إلى "درجه من القبح".
وقد هزم نتنياهو بشكل مخيف في الانتخابات 1999 ولكنه عاد إلى السياسة في العقد الأول من القرن العشرين وأصبح في نهاية المطاف رئيسا للوزراء مره أخرى في 2009. وبعد عامين فقط من ذلك ، اتهم بالإفراط في شحن الدولة لنفقات السفر خلال فتره ولايته كوزير للمالية وزعيم المعارضة ، في ما أصبح يعرف باسم فضيحة "بيبي تورز".
العديد من الفضائح لا تتعلق فقط بنتنياهو ولكن أيضا بعائلته، حيث اتهمت ساره نتنياهو بطلب وجبات سخية من المطاعم الخارجية إلى مقر الاسرة الرسمي وولعها بالشمبانيا الوردية وغيرها من الكماليات. هي بالفعل في المحاكمة بتهمه الاحتيال. وقد سجلت سرا نجل الزوجين ياير خلال زيارة شريط النادي التفاخر حول صفقة سريه $20,000,000,000 مع قطب ، من بين أمور أخرى.
ومنذ 2016 ، أوصت الشرطة بتوجيه اتهامات ضد بنيامين نتنياهو في ثلاث تحقيقات: القضية 1000 ، التي تنطوي علي هدايا غير قانونيه لأسره نتنياهو من أشياء مثل الشمبانيا والسيجار الكوبي ؛ القضية 2000 ، التي تنطوي علي ادعاءات بان نتنياهو ناقش الحد من تداول صحيفة ما كخدمه لمنافس الجريدة ؛ والقضية 4000 ، التي تتعامل مع ادعاءات ترتيب تغطيه إعلاميه مواتيه لصفقة مع شركه اتصالات.
وهناك أيضا تحقيق منفصل ، القضية 3000 ، الذي يركز علي الرشوة المزعومة في المشتريات العسكرية ، ولكن الشرطة لم توصِ بتوجيه اتهام إلى نتنياهو نفسه في هذه المسالة.
ستتخذ اي قرارات بشان لوائح الاتهام من قبل النائب العام الإسرائيلى، وقالت وزاره العدل الاسرائيليه في بيان لها أمس الاثنين انها ستواصل تحقيقاتها علي النحو المخطط له ، وان كان من المتوقع ان تستغرق العملية شهورا.
وهذا يعني انه إذا فاز نتنياهو في الانتخابات، فانه يمكنه أن يضع سجلا آخر بأن يصبح أول رئيس وزراء إسرائيلي يواجه المحاكمة اثناء وجوده في منصبه، كما أن مكتبه لا يقدم له الحصانة من المحاكمة ، ولكن ليس هناك شرط قانوني بالنسبة له ان يستقيل اثناء مواجهته بالمحاكمة.