ما بين الغيرة والشك، طعنت «هدى محمد» بمنطقة البساتين، على أيدى طليقها السائق ب7 طعنات بمختلف أنحاء جسدها حتى تحول الشارع إلى بركة من الدماء بعد أن طعن نفسه هو الآخر بطعنة نافذة حزنًا عليها. الجريمة تعددت فيها الرؤى والأقاويل، وكان أشهرها أنه ارتكب الجريمة بسبب عدم رغبتها فى الرجوع إليه وزواجها من آخر، وأخرى قالت إنه أثناء تسديد الطعنات لها قال لها أخدتى كل فلوسى واتجوزتى بيها، ولكن أسرتها قالت إنها تنازلت عن كل شىء له وقررت أن تتولى تربية أولادها الأربعة وتتولى هى بنفسها مصاريفهم وتكوين مستقبلهم حتى تزوجت أحد أقاربها ليساعدها فى تربية أولادها. تفاصيل تنشرها «الصباح» لأول مرة فى جريمة مقتل «هدى» ب7 طعنات أمام طفليها ووسط الجيران بالقرب من شقتهم الزوجية، انتقلت «الصباح» إلى مسرح الجريمة بالبساتين، للوقوف على ملابساتها. هنا فى الشارع التجارى القريب من إحدى المدارس وقعت الجريمة البشعة، هنا تقف جدران العقار بائسة خجلة من هول ما حدث فبسبب الغيرة سيطر الشيطان على عقل «مجدى» وملؤه غلًا وأوغر صدره على أم أولاده التى قضت معه 22 عامًا من الزواج، حتى تطلقت مؤخرًا وبعد انتهاء العدة تزوجت منذ شهرين من «محمود» ابن خالها راقب حركتها وطعنها فى قلب الشارع. الست «هدى» هكذا لقبها جيرانها منذ بداية زواجها وأجمعوا على حسن أخلاقها على مدار 22 عامًا هى عمر زواجها وجيرتهم لها، مؤكدين أنها كانت فى حالها وكل همها تربية أولادها، ولكن خلافاتها مع زوجها دفعتها إلى الطلاق بعدما وجدت نفسها تتحمل الأعباء المادية للأسرة فضلًا عن مصاريف المدارس الخاصة لأولادها. قال أحد البائعين بالشارع: فى حوالى الساعة الثامنة صباحًا توجهت «هدى» بطفليها إلى المدرسة، وفجأة سمعنا شخصًا ينهال عليها بالطعنات قائلًا: «يا خاينة.. يا خاينة.. أخدتى كل فلوسى واتجوزتى بيها»، وهنا أسرعنا لإنقاذها ولكنه سدد لها عددًا من الطعنات قبل محاولة انتحاره، وتم نقلها إلى المستشفى فى حالة خطرة. أضاف: تعرف طفلها على والده الملثم لحظة تعديه عليها، وعندما سقطت منها حافظة نقودها أمسكها قائلًا: «أمى المحفظة وقعت منك»، وذلك قبل أن تسقط وسط بركة من الدماء. أوضح شقيق المجنى عليها، أن المشاكل زادت مع زوجها وطلبت منه الطلاق بعد 22 سنة زواج وبعد أن دعمته ماديًا ومعنويًا وأنجبت منه 4 أطفال وبعد انتهاء العدة عملت بإحدى العيادات الخاصة وتزوجت ابن خالها ليساعدها فى تربية أولادها. فى المقابل قال المتهم فى اعترافاته أمام النيابة: «أحبها ولا أستطيع الاستغناء عنها، أردت الانتحار بعد قتلها ب7 طعنات حتى لا أفارقها فى الحياة والآخرة». بدأت الجريمة تتكشف خيوطها بعد إشارة تلقاها المقدم على فيصل، رئيس مباحث قسم شرطة البساتين، من مستشفى حكومى باستقباله مواطنًا وسيدة غارقين فى دمائهما، وأن الأخيرة بها 7 طعنات وترقد بين الحياة والموت والأول به طعنة وحالته مستقرة، وعلى الفور أخطر العقيد على نورالدين، مفتش مباحث جنوبالقاهرة، اللواء أشرف الجندى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وآمر اللواء محمد منصور، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن القاهرة، بسرعة الانتقال لموقع البلاغ وكشف غموض الحادث. على الفور انتقل رجال الأمن بقيادة العميد محمد الشرقاوى رئيس مباحث قطاع جنوبالقاهرة، وبصحبته العقيد على نور الدين، مفتش المباحث، والمقدم على فيصل، رئيس المباحث، وتبين من التحريات أن السيدة المصابة تدعى «هدى محمد» هى طليقة المتهم «عماد» مبلط سراميك، وتولت النيابة التحقيق معه والاستماع لشهود العيان على الجريمة.