«خالتى هى والدتى التى ربتنى لم تبخل علىَّ بمشاعرها أو أموالها ولكن المخدرات أذهبت عقلى فقتلتها طمعًا فى سرقة مصوغاتها لشراء متطلباتى من «الكيف»».. بهذه الكلمات أدلى المتهم البالغ 37 عامًا باعترافاته أمام نيابة بولاق الدكرور. المتهم: كسرت رأسها نصفين بعد ما هددتني بالفضيحة وأضاف: عندما كنت أختلف مع والدتى لم أجد مأوى سوى منزل خالتى التى رعتنى ولم تكل أو تمل منى، على عكس والدتى التى اعتادت بوصفى بالفاشل، كما اعتادت طردى من المنزل خاصة بعد فشلى فى التعليم، وفشلى فى الحصول على عمل، ولكن الظروف التى حاصرتنى جعلتنى أتعرف على أصدقاء سوء انسقت خلفهم وتعاطيت معهم المخدرات التى حاولت من خلالها نسيان حياتى البائسة، ومعاملة أهلى المهينة، وعندما علمت أمى بذلك طردتنى نهائيًا من المنزل فاحتضنتنى خالتى. وتابع: فى أحد الأيام نفد المال منى ورفض أصدقائى الإنفاق علىَّ، كنت أريد المال بشدة وبأى طريقة من أجل شراء المخدرات فذهبت إلى خالتى وخدعتها بقصة من وحى خيالى بأننى قد استلفت مالًا من أحد أصدقائى وهو يريده منى فأعطتنى المبلغ الذى طلبته وتكرر الأمر عدة مرات حتى شكت خالتى فى أننى أكذب عليها فرفضت منحى المال مرة أخرى فجنّ جنونى، وحاولت إقناعها كثيرًا لكنها صممت على الرفض، فى تلك اللحظة تسلل الشيطان إلى عقلى وسيطر علىَّ وجعلنى أفكر فى سرقة مصوغاتها الذهبية وبيعها لشراء المخدرات، وفى يوم الجريمة أعددت لها الإفطار كعادتى وأثناء تناولها للطعام، تحججت بأننى سأدخل الحمام، ثم ذهبت إلى غرفتها للبحث عن مصوغاتها الذهبية وأثناء بحثى عن الذهب فوجئت بها أمامى تنظر إلى نظرة أصابتنى بالذهول وكأنها تقول لى إنها نادمة على كل ما فعلته معى من خير، لم أستطع تحمل نظراتها، ثم صرخت بوجهى تهددنى بأنها ستذهب إلى والدتى تخبرها بفعلتى، فلم أجد أمامى سوى ماسورة حديد ضربتها بها على رأسها فتهشمت وسقطت غارقة فى دمائها، ثم نظرت إليها وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة ثم جلست على الأرض بجانبها أبكى بشكل هيستيرى، بعدها أخذت المصوغات وهربت من المنزل حتى تم إلقاء القبض علىَّ بعدها بعدة أيام. تلقى العقيد شامل عزيز، مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، بلاغًا من شرطة النجدة بالعثور على جثة داخل شقة، وانتقل مأمور القسم ونائبه إلى محل البلاغ، وتبين أن المجنى عليها تبلغ من العمر 70 سنة تقيم بمفردها، وأن الجانى تعدى عليها بالضرب بآلة حادة وتحديدًا بمنطقة الرأس، واستولى على مشغولات ذهبية، وفر هاربًا. شكل العميد أسامة عبدالفتاح، رئيس مباحث غرب الجيزة، فريق بحث بقيادة العقيد محمد الشاذلى، مفتش القطاع، والمقدم هشام بهجت، والنقيب كريم عبدالرازق، معاون مباحث بولاق الدكرور؛ لتحديد هوية المتهم وضبطه. خطة البحث تركزت على فحص المترددين على المنزل وتفريغ كاميرات المراقبة القريبة من العقار، فضلًا عن سماع أقوال الجيران الذين أبلغوا شرطة النجدة عن الواقعة، وتبين أن هناك مشاهدات لنجل شقيقة المجنى عليها أثناء مغادرته للعقار فى توقيت متزامن لارتكاب الجريمة. عقب تقنين الإجراءات، تمكنت مأمورية بقيادة الرائد محمد الجوهرى ومعاونيه الرائد أحمد عصام والنقيبين كريم عبدالرازق وأحمد مندور من ضبط المتهم الذى أقر بارتكاب الواقعة بدافع السرقة، وأرشد عن المسروقات. تحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء إيهاب مختار حكمدار الجيزة إلى النيابة العامة للتحقيق والتى أصدرت قرارها بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق.