اعرب الازهر الشريف عن أستنكاره لما ذكر عن وجود مطالب من بعض الرهبان البوذيين في بورما، بتهجير المسلمين أو تجميعهم في مخيمات تديرُها الأممالمتحدة، مما يتناقضُ مع روح الأديان السلوك المنافي للأديان والحضارات الإنسانية الرفيعة. وناشد المجتمع الدولي بالتدخُّل العاجل والفاعل؛ للحِفاظ على أمن الأقلية المسلمة وسلامتها في بورما؛ صيانةً لكرامة الإنسان، وحفظًا لحقوقِه الإنسانيَّة. وأكد الازهر في بيان له ان هذا يتناقضُ مع روح الأديان، والأخلاق والأعراف ومواثيق الأممالمتحدة، التي تحثُّ على احترام الإنسان وتقديره، بغضِّ النظَر عن عقيدته وجنسه ولونه. ولفت البيان الي ان كل الاديان اقرت أنَّ الناس سَواسية في الوطَن الواحد، وهذا ما حثَّ عليه القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ". وذكر البيان " وليعلم السادة الرهبان أنَّه كان من الممكن أنْ يخلقنا الله شعبًا واحدًا، أو أمَّة واحدة، لكن اقتضت حكمته أنْ خلقنا مُتعدِّدي الجنسيات والقوميات واللغات، والألوان والثقافات والأديان، من أجل أنْ يَتعارَفَ البشر، ويتَكاملوا فيما بينهم لما فيه صالح البشرية. واضاف ان الاديان وفي مقدمتها الاسلام حثَّت على احترام كل شيء خلقه الله في الكون، حتى الحيوان البهيم، فما بالنا بالإنسان الذي كرَّمه ربُّه، ونفخ فيه من رُوحه، وأسجد له ملائكتَه، وجعل له هذه الدنيا معبرًا إلى الآخرة. واشار بيان الازهر الي إنه لا يجوز لكائنٍ مَن كان أن يُؤذِي هذا الإنسان أو ينتقص من كرامته، ومن أشدِّ صور الإيذاء تهجيرُ الإنسان من وطنه الذي ارتبط به عضويًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا.