عزة الزينى- مروة عبد الكريم مع استمرار سلسلة التعدى على المحميات الطبيعية التى تحدث الان وما لها من اثر بيئى خطير ،خاصة مع عدم الاهتمام بتلك المحميات من الجهات المعنية بالاضافة الى انعدام ثقافة التعامل مع البيئة عند المواطن المصرى ،علما بان مصر تحتوى علي الكثير من المحميات الطبيعية التى تضم اعظم الكائنات الحية والمناظر الطبيعية النادرة التى لايوجد مثلها فى العالم ،لكن مع الاهمال اصبحت المحميات مزارات مهملة لا حياة فيها مهددة بانقراض الكائنات الحية بها واحداث خلل فى التوازن البيئى. فى البداية يقول دكتور سامر مفتى الخبير بشئون البيئة أن المحميات الطبيعية موجودة فى البيئة لحماية بعض عناصر النظام البيئى المهددة بالانقراض من ناحية والمحافظة على المظاهر الجمالية من ناحية اخرى سواء البحرية او الارضية للحفاظ على التوازن البيئى، أما الزحف العمرانى الذى يحدث الان على هذة المحميات يؤدى الى هروب الكائنات الحية فتنقرض،مرجعا ذلك الى جهل الانسان بقيمة نلك المحميات. وأضاف أن المحمية تحافظ على عناصر التنوع الحيوى التى تتمثل فى النباتات البرية الموجودة فى الصحراء وايضا الحيوانات سواء الموجودة على الارض او الطيور بالاضافة التى التراكيب الجيولوجية النادرة التى من خلالها يتم معرفة نشأة هذة التراكيب وبعض الصخور وتستخدم لاغراض علمية. وأشار الي ان عدد المحميات فى مصر يصل الى 30 محمية طبيعية واشهرهم رأس محمد بشمال سيناء ,الصحراء البيضاء ,الريان ,سانت كاترين, وسيوة , فتلك المحميات لها تراث علمى وثقافى هام ،مضيفا ان عدم اهتمام جهاز شئون البيئة بالمحميات هو السبب فى استمرار التعدى عليها والتدهور البيئى الذى نعيشه. واوضح دكتور شريف فياض بمركز بحوث الصحراء والخبير البيئى ان المحميات الطبيعية لها اثر بيئى كبير حيث انها تحافظ على التوازن البيئى والتراكيب الجيولوجية والمناظر الجمالية النادرة ،لكن مع التصحر والتجريف يحدث خلل للنظام البيئى نتيجة الخلل فى التنوع الحيوى وبالتالى يحدث انهيار بيئى له اثره السلبى على حياة الانسان فيصاب بالكثير من الامراض نتيجة انتشار بعض الحيوانات الضارة او نقص فى بعض الحيوانات حيث ان المحمية تحافظ على وجود بعض الكائنات التى تمنع انتشار كائنات اخرى حفاظا على النظام البيئى. واضاف ان هذا له اثره البعيد على الانسان وعلى الاخص الانتاج الزراعى وانتشار الامراض بالزراعات فتقل المساحة والانتاج ،مضيفا ان قوانين التعدى على المحميات غير مفعلة ولا يوجد ردع للمواطنيين ، كما ان ثقافة التعامل مع المحميات ليست موجودة عند المواطن المصرى. واشار ان الحل فى ايد الجهات المعنية بدءا من وزارة الاسكان التى لا توفر المسكن للمواطن فيقوم بالتعدى على الاراضى الزراعية والمحميات ،ووزارة البيئة التى لا توفر المعلومات الكافية عن المحميات واساليب الصيانة والتشغيل وايضا وزارتى الثقافة والاعلام لعدم عمل حملات اعلامية للمحافظة على المحميات وتشكيل وعى المواطنيين للمحافظة عليها.فعلى كل جهة التنسيق مع الاخرى لحل هذة المشاكل للحفاظ على المحميات الطبيعية. فيما يؤكد دكتور علي عبدالرحمن رئيس الإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة ان المحميات تحتاج دعم و إنفاق, حيث لا تتوافر معلومات عن المحميات ولا يوجد وعي بها وبأنواعها الإ المتخصصين, وان المحميات تحتاج إلي عمليات صيانة دورية ومستمرة . وأضاف ان هناك محميات مرتبطة بانواع التربة والرمال وبالتالي يجب التركيز عليها, وهناك محميات بها شعاب مرجانية نادرة , وبالتالي يجب استغلال هذه المحميات في السياحة , حيث تشكل مصدر دخل هام للدولة, وتعتبر فرص لتشغيل الشباب وزيادة الدخل, والإستفادة بها إقتصاديا. من جانبه اوضح دكتور محمد رضا حجاج استاذ التخطيط البيئى بجامعة القاهرة ان المحمية هى مناطق موجودة فى الطبيعة تحتوى على طبيعة خاصة من مناطق نباتية وكائنات حية وتشكيلات جيولوجية ،وهى تراث انسانى وثقافى متميز ومن شأنه الحفاظ على التنوع الحيوى فى البيئة. وانتقد اداء الوزارت المعنية لانها تتكاسل عن حماية البيئة وعدم وجود تنسيق وخطط جاهزة بينهما لرفع الوعى البيئى قكل جهة تعمل بشكل فردى دون علم الاخرى ،خاصة انه يوجد فى مصر الكثير من انواع المحميات منها السياحية والثقافية والعلمية ،فكل محمية لها طبيعتها الخاصة بها ،كما ان المحميات يمكن ان تساهم فى الدخل الاقتصادى للدولة لانها تحتوى على كائنات ونباتات نادرة الوجود ومناظر جمالية كثيرة.