يصادف اليوم الأربعاء الموافق 28 نوفمبر الذكرى الأولى لوفاة دلوعة السينما المصرية شادية، التى رحلت عن عالمنا فى عمر يناهز 86 عاماً. وفى هذا التقرير يرصد "الصباح" أهم المحطات فى حياة الفنانة القديرة ولدت شادية في منطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين، وكان والدها المهندس أحمد كمال أحد المهمين من مهندسي الزراعة والري ومشرفا على أراضي الخاصة الملكية، ووالدتها تدعى خديجة طاهر، كانت من أوائل الأعضاء في النادي الأهلي بعد تأسيسه عام 1907، وكانت تجلس دائما مع صديقتها في حديقة النادي بالجزيرة، ولها شقيقة تدعى عفاف عملت كممثلة لكنها لم تستمر طويلا. بدأت شادية مسيرتها الفنية عام 1947 حتى عام 1984، قدمت من خلالها عدد كبير من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأعمال الإذاعية، وجاءت تلك البداية على يد المخرج أحمد بدرخان الذي كان يبحث عن وجوه جديدة فتقدمت هي التي أدت وغنت ونالت إعجاب كل من كان في إستوديو مصر، إلا هذا المشروع توقف ولم يكتمل، ولكن في هذا الوقت قامت بدور صغير في فيلم أزهار وأشواك وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمي رفلة العقل في إجازة، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيراً مما جعل محمد فوزي يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام الروح والجسد، الزوجة السابعة، صاحبة الملاليم، بنات حواء. وعلى المستوى الشخصى عشقت “شادية” في مرحلة شبابها ومراهقتها في الحب مع ابن الجيران، الذى كان يعمل ضابط جيش مصري ويدعى أحمد، وعشقته و رفضت بسببه كل من تقدموا على خطبتها، وبدأت تنتبه لعملها واقتحامها لعالم الفن، حتى جاء معاد افتتاح فيلمها الأول وكم التهاني والمباركات التي تحصلت عليها، وبمجرد رجوعها إلى المنزل فوجئت بخبر استشهاد حبيبها بحرب فلسطين 1948، فإنهارت من البكاء لشدة حبها له، وتفرغت للفن فقط. شكلت شادية مع كمال الشناوي ثنائيا ناجحا، حيث قدمت معه 12فيلما خلال 5 سنوات فقط، بمرور الأعمال السينمائية الناجحة، انتقل الحب إلى الواقع ونشأت علاقة عاطفية بينهما، بعد أن لاحظ “الشناوي” انجذابه لها وعدم قدرته على التخلي عنها، وبالمثل كانت تقابله نفس الإحساس، إلى أن جاءت القبلة الأولى بينهما أثناء تصوير فيلم “ليلة الحنة” عام 1951، وكانت أول قبلة بالنسبة لها في السينما، فجعلت العلاقة تتوطد بينهما، لدرجة أنه أنتج لها فيلما باسم “عش الغرام” من إخراج حلمي رفلة في عام 1959. ولكن لم تكتمل هذه العلاقة بينهما، حيث تخلى الشناوى عن شادية، وتزوج من شقيقتها “عفاف شاكر” حتى يظل بجوارها، لكن الزواج لم يستمر سوى شهر، وكانت بمثابة الصدمة الثانية لها على المستوى الشخصر. وبعد فترة تزوجت النجمة الراحلة من الفنان عماد حمدى الذى كان يكبرها ب 20 عاماً، ولكن بمجرد أن تزواجا بدأت المشاكل تقتحم حياتهما بسبب الضائقة المادية التي مر بها “حمدي” بسبب حقوق طليقته في نفقة تصل إلى 100 جنيه، ومع ذلك وقفت “شادية” بجانب زوجها وساندته حتى مرت الأزمة، لكن فرق السن كان يقف حائلا بينها وبينه دائما، فجن جنونه وبدأ في غيرة مرضية حتى انتهت حياتهما بصفعه وجهها لها أثناء إحدى الحفلات. و في عام 1958 كانت تجربة “شادية” الثانية مع الزواج، حيث تعرفت على شاب يدعى “عزيز فتحي” كان يعمل مهندس بالإذاعة وكان ينتمي لعائلة عريقة وخالتاه كانتا “زوزو وميمي شكيب” وعلى الرغم من أنه يصغرها، إلا أنه أصر على الزواج منها، ولكن هذه العلاقة لم تستمر طويلاً بسبب الغيرة فطلبت “شادية” الطلاق منه لكنه رفض مما اضطرها إلى إطلاق دعوى قضائية عليه استمرت بالمحاكم فترة طويلة، ولم تنته الا بعد اتفاق ودي بين والد الزوج المستشار محمد فتحي ووالد شادية المهندس كمال شاكر. تحولت قصة الحب الشهيرة بين “أحمد ومنى” التي عرفها الجمهور من خلال فيلم “أغلى من حياتي” إلى قصة حب واقعية بين شادية وصلاح ذو الفقار، وانتهت بإعلانهما الزواج، وعلى الرغم من التفاهم الذي كانا عليه في البداية إلا أن الحياة لم تسر على هذا النحو كثيرا، فبعد إصرار شادية على الحمل، لم توفق كثيراً وأجهضت بعد أن كان حلم الأمومة يسيطر عليها، الأمر الذى ألقى برياحه السلبية على حياتهما، وأدى إلى سلسلة من المشاكل نتج عنها طلاقهما الأول الذي لم يطول كثيرا وتدخل المقربون لهما وعادا مرة أخرى، حتى جاء طلاقهما الثاني في عام 1972، ومنذ ذلك الحين قررت “شادية” اعتزال الغرام والزواج وتفرغت لتربية أبناء أخواتها. بعد اعتزالها وأثناء رحلة عمرتها بالأراضى السعودية أرادت أن تحتفظ بحفنة من جبل عرفات، فأهداها أحد الأمراء السعوديين حفنة من الرمال، وظلت تلك الحفنة في ركن الصلاة الخاص بها، كانت لا تحبذ تعليق صور لها بمنزلها، تبرعت الفنانة شادية بجميع فساتينها بعد اعتزالها، وشادية كانت لديها نوتة تدون فيها أماكن توزيع الصدقات والزكاة بمبلغ شهري ولا أحد يعلم بها إلا سائقها الخاص. اشتد عليها المرض في الفترة الأخيرة من حياتها، فقررت الفنانة شادية السفر إلى فرنسا لتلقي العلاج، وخضعت لعملية استئصال إحدى ثدييها، بعدما أجرت عدة تحاليل في مصر منذ أن لاحقها المرض أثناء تقديمها لمسرحية "ريا وسكينة"، الذى كان بمثابة صدمة لها.