هنا عجائب الدنيا السبع ، هنا حضاره مصر و تاريخها ، هنا يأتى كل سياح العالم لمشاهده أكبر صرح تاريخى فرعونى بمصر و هى أهرامات الجيزه الثلاثه ، و لكن بعد مرور 7000 عاما على بقاء هذه الحضاره ، لم تعد مبهره كما كان يحث فى الماضى و لم تعد من أكثر المناطق الاثريه ذات الاقبال السياحى الكبير لانها ببساطه أصبحت مكانا للبلطجه و السرقه و التعدى على الزائرين سواء كانوا سائحين أو مصريين ، و أصبحت أيضا مأوى لآناس غريبه الشكل و الطباع و التصرفات ، غير لائقين بتمثيل مصر سياحيا على الاطلاق . " الصباح " قامت بجوله فى منطقه الاهرامات من داخل و خارج نطاق الاهرامات الثلاثه و تمثال أبو الهول ، لتجد مهازل و كوارث نصب عينيك و لم تتحرك الجهات المسئوله سواء كانت وزاره الاثار أو وزاره السياحه أو شرطه السياحه و الاثار التى تبعد عنهم بأمتار ، فعند مدخل الهرم فى منطقه " مشعل " بالتحديد و التى تبعد عن مدخل الاهرامات للزوار بحوالى 20 متر ، ستجد أكثر من 30 شخصا يطلق عليهم " خرتيه " ، و هم من اصحاب الجمال و الخيول فى منطقه نزله السمان و الذين يطلقون خيولهم و جمالهم فى الاهرامات للسياح ، فهم يعملون كمجموعات منظمه تعلم ما تفعله جيدا ، فهناك مجموعه تنظر الى السياره أو التاكسى المار بشارع الهرم لتعرف نوعيه الزائر سواء خليجى أو أجنبى ، لتعطى اشاره البدء لمجموعه أخرى تنقض على هذه السياره و يجلس اثنان على خلفيه السياره و اثنان فى المقدمه ليبدءوا اصطحاب تلك السياره الى مدخل الاهرامات لاقناعهم بركوب خيول و جمال و ذلك بأسعار تتعدى 30 دولار للسائح و40 جنيه للمصرى و أحيانا أكثر من ذلك ، فالسعر يتحدد على حسب استجابه الزبون لمطالبهم ، و عند اصطحاب السائح الى جوله داخل الاهرامات و زياره الاهرامات الثلاث و الاهرامات السته الصغيره ، يبدأ " الخرتى " فى استغلال السائح ماديا و أيضا اقناعه بشراء منتجات بعينها من هناك ارضاءا لزملاء اخرين له فى نفس المكان ، و كذلك كثرت هناك حوادث السرقه و خصوصا " النظارات الشمسيه و الموبايلات و الساعات و الكاميرات " ، هذا بالاضافه الى تعرض السائحين للضرب من قبل شلل " الخرتيه " ، و كلا على مرأى و مسمع من شرطه الاثار التى تبعد بأمتار قليله عن هذا و ذاك ، فسيارات الشرطه و التى تتزين بجمله " مديريه أمن الجيزه " و " شرطه السياحه و الاثار " لم تفعل اى شىء لمواجهه تلك البلطجه او الاستغلال المادى للسائحين ، بل بالعكس فهى تحرص تلك الاشخاص ، و عندما سألنا العقيد أسامه النواوى مباحث السياحه بالمنطقه عن دور شرطه السياحه بالمنطقه ، قال ان مديريه أمن الجيزه هى التى تسأل عن هذا و ليست شرطه السياحه و الاثار .. هذا بالاضافه الى أن مدخل الاهرامات من عند باب الزائرين يحيطه منظر بشع من قله النظافه ووجود مخلفات الحيوانات و كذلك روائح كريهه و هناك أناس يضعون اسطبلات الخيول هناك ، لتصنع صوره بشعه و غير متحضره لمنطقه أثريه عظيمه تحمل فى كل معانيها التحضر . و أثناء جولتنا بالاهرامات تحدثنا مع بعض اصحاب الخيول و الجمال هناك ، لنتعرف عليهم عن قرب و لنحدثهم عن موقعه الجمل و مشاركتهم فيها . فهو شاب أسمر و قصير القامه ، يبدو على وجهه متاعب الزمان ، سألته عن عدد سنواته بهذا المجال ، فأجاب 15 عاما و اانا عمرى حاليا 23 عاما و انا امتهن هذه المهنه أبا عن جد ، سيد قال " للصباح " نحن الان نعيش اسوء حالتنا بسبب قله السياح فى البلد ، و بعدما كنت اعمل على 300 فوج سياحى فى اليوم ، الان اعمل على 20 فوج فى اليوم ، و التركيز الان على المصريين ، و أكد انه تم ظلمنا و انهم لم يشاركوا فى موقعه الجمل و ان يوسف خطاب اجتمع بهم أثناء احداث الثوره فى منطقه بنزله السمان تدعى " الميدان " و قال لهم حاولوا اقناع المتظاهرين بركوب الخيل و ابعدوهم عن المظاهرات ، و قال انا لم اشارك فى الموقعه على الاطلاق . و لكن محمد ذو ال 16 عاما صاحب خيول بالهرم قال جميع من شاركوا فى الموقعه طردوا من نزله السمان من الاهالى و منعوا ايضا من ممارسه نشاطهم بخيولهم هنا فى الهرم أو فى نزله السمان عقابا لهم على قتل اخواتنا فى ميدان التحرير . أما عم عبد الله 46 عاما صاحب جمال فى الهرم و يسكن أيضا بنزله السمان قال انه يمتهن هذه المهنه حبا فيها و ليست وراثه من والده و يعمل بها منذ 25 عاما ، و أكد انه ليله موقعه الجمل جاء اليه احد الاشخاص و طلب منه تأجير الجمل و دفع لى 200 جنيه و كانت وقتها السياحه ضعيفه فوافقت على تأجير الجمل ، لتظاهر الشباب بميدان التحرير ، و يومها تفاجأت بدخول جمال و خيول الى ميدان التحرير لقتل المتظاهرين ، و لكننا ظلمنا ، و حسبى الله و نعم الوكيل فى مبارك و الحزب الوطنى لانه استتغلنا و لم نكن نقصد قتل اخواتنا على الاطلاق . و على الجتنب الاخر تحدثنا ايضا مع احد سكان المنطقه و يقطن بعماره سكنيه مقابله للاهرامات و يشاهد يوميا تلك المجموعات و على احتكاك يومى بهم ، وليد الاشول يسكن بالمنطقه منذ أكثر من 10 سنوات ، يروى " للصباح " انه شاهد اصحاب الجمال و الخيول الذين يقطنون منطقه نزله السمان و هم يجمعون أنفسهم صباح يوم الاربعاء الدامى ، و خرجوا مهللين عازمين النيه للذهاب الى ميدان التحرير ، لكى يتخلصوا من شباب المتظاهرين ، و قال ايضا انهم مساء يوم 28 يناير فى جمعه الغضب قاموا بتكسير المحال التجاريه و سرقه جميع محتوايتها و ان قوات الجيش وقتها لم تتدخل بعض لانها كانت مكلفه بحراسه المنشأت الحيويه فقط لا غير ، و أكد ان الشرطه فى العموم لم تتدخل الا بعد ان تحدث كارثه تضع المسئولين فى احراج ، فمباحث مديريه أمن الجيزه قادره على القبض على هؤلاء " الخرتيين " و تقنين أوضاعهم للعمل فى الهرم و مع السياح ، لانهم مسجلين خطر ، و هذا بالفعل ما حدث منذ 4 سنوات عندما قتل سائح أمريكى على يد فرد من " الخرتيين " ووقتها قامت قوات الامن بالقبض عليهم و كانوا يعملون بهدوء و فى الخفاء و لكن الان هم من يسيطرون على كل شىء بالمنطقه ، هذا بالاضافه الى بيع كل أنواع المخدرات على مر أى و مسمع من الداخليه ، و لم يتدخل أحد ، و لمصلحه من السكوت هكذا ؟ لا أعرف ...