"تاج الجوامع" هو اسم من أسماء أول مسجد تم بناؤه ليس في مصر وحدها وإنما في إفريقيا كلها، وهو "مسجد عمرو بن العاص"، الذي بني عام 21 هجرية الموافق 642 ميلادية، كما عرف باسماء أخرى مثل الجامع العتيق. أسسه المسلمون في مدينة الفسطاط بعد أن تم فتح مصر، وكانت مساحته عندما تم إنشائه 50 ذراعاً في 30 ذراعاً، وكان له ستة أبواب، وفي عام 672م، اجريت بعض التوسعات وزادت مساحته وأصبح نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري، وهو 120 في 110أمتار، وكان ذلك على يد "مسلمة بن مخلد الأنصاري" والي مصر من قبله معاوية بن أبي سفيان وأقام فيه أربع مآذن، ثم من بعده ساعد في توسعه حكام مصر.
تعرض جامع عمرو بن العاص لعمليات تخريب، وذلك عند وقوع الحملة الصليبية على بلاد المسلمين، بعد أن خشي الوزير شاور من احتلال الصليبين لمدينة الفسطاط، فتعمد إشعال النيران بالفسطاط التي احترقت كما تضرر جامع عمرو بن العاص بسبب الحريق.
ولكن بعد أن ضم صلاح الدين الأيوبي مصر إلي دولته، أمر بإعمار الجامع مرة أخرى من جديد، وكان ذلك عام 568 ه، وبالفعل تم ترميم الجامع، كما كسي معظمة بالرخام والنقوش وتم نقش اسمه عليه.
وفي عام 1940تم عمل إصلاحات كاملة في الجامع، من قبل لجنة حفظ الآثار العربية، وتم الكشف أثناء هذا العمل عن عدة أجزاء أثرية في الجامع، كأبوابه الشرقية وثلاثة من أبوابه الأربعة بالجنب الغربي.
نقش على أحد المحرابين بالجامع: انظر لمسجد عمر بعد ما درست رسومه يحكي الكوكب الزاهي نعم العزيز الذي لله جدده أمير اللوام مراد الأمير الناه له ثواب جزيل غير منقطع على الدوام بأنظار وأشباه لاح القبول عليه حين أرخه هذا البناء على مراد الله
ألقى دروسا وخطبا ومواعظ في هذا الجامع، كلا من الشافعي والليث بن سعد وأبوطاهر السلفي والعز بن عبدالسلام وابن هشام صاحب السيرة والشيخ محمد الغزالي.