عقد حزب النور اجتماعا لأعضاء هيئته العليا لاتخاذ موقف واضح من التشكيل الحكومي الجديد وتحديد وجوده الحقيقي بين التيارات السياسية وطريقة عمله في المرحلة المقبلة فقد أكد الحزب في بيان صادر عقب اجتماع الهيئة العليا مساء أمس الأول علي أن موقف الحزب ثابت منذ بدأ التأسيس والمشاركة السياسية للحزب والعمل على توحيد الصفوف وتضافر جهود كافة القوى الوطنية، مع السعي الدائم لتشكيل حكومة ائتلاف وطني بحسب أوزان القوى السياسية ووضعها في المجتمع، وحيث أن الأوضاع التي صاحبت تشكيل الوزارة الحالية انتهجت نهجا بعيدا عن ذلك المفهوم. فإن "النور" يري وفقا للإعلان الدستوري الذي يعطي رئيس الجمهورية الحق الكامل في التكليف بتشكيل الحكومة، واختيار السادة الوزراء، أن الأوفق في المرحلة الحالية مشاركة جميع القوى السياسية في إدارة المرحلة الحالية، ضمانا للالتحام الوطني في النهوض بالبلاد من كبوتها وعلاج الأزمات المزمنة. وأضاف البيان أن حزب النور يؤمن بأن جميع القوى الوطنية ساهمت بصدق وإخلاص في إنجاح مرشح الثورة لانتخابات الرئاسة، حيث تم الاتفاق على التكاتف والتشارك في تحمل المسئولية وإدارة مؤسسات الدولة بعيدا عن أساليب الإقصاء والتهميش التي كان يمارسها النظام البائد معها. وقال أحمد خليل عضو الهيئة العليا للنور أن حزب النور فوجئ بعد خطاب تنصيب الرئيس بالانقطاع الكامل عن عملية التفاهم والتواصل سواء مع مؤسسة الرئاسة، أو مع حزب الحرية والعدالة، حيث تم التجاهل التام لأي تنسيق أو مبادرة تشاور، أو مجرد استطلاع للرأي أو محاولة التعرف على الكفاءات العلمية والفنية والإدارية لحزب النور وكافة القوى السياسية والذي نرى أن ذلك سيؤثر سلباً على مجريات الأمور، في وقت نتطلع فيه إلى العمل بروح جديدة تتناسب مع تطلعات وآمال الشعب المصري. وأكد خليل مجددا أن حزب النور مستعد للبذل في أي موقع وفي كل ميدان، ويعلن بوضوح أن الحزب يمد يديه لكافة القوى الوطنية "الليبرالية واليسارية وشباب الثورة" للتنسيق والتعاون لتكوين جبهة موحدة لمواجهة المستجدات على الساحة. في سياق منفصل أعلن حزب النور بدء إجراء الانتخابات الداخلية للحزب ووضع جدول زمني لإجرائها في جميع أنحاء الجمهورية من القاعدة للقمة علي أن تعقد الجمعية العمومية للحزب والتي تتكون من أعضاء البرلمان وأمناء المحافظات ورؤساء اللجان التخصصية بالحزب وممثلين عن المؤسسين وتبدأ الانتخابات في 15 أغسطس الجاري وصرح الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب النور أنه تم تشكيل لجنة للإعداد والإشراف علي إدارة الانتخابات في جميع المحافظات برئاسة طارق الدسوقي عضو الهيئة العليا للحزب ونائب حزب النور عن دائرة دمياط ورئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب. وأشار حماد إلي أنه تم مناقشة سلبيات المرحلة السابقة وأبرز الملامح في سياسة الحزب خلال العام الماضي وتم تكليف رئيس الكتلة البرلمانية تقديم تقرير منفصل عن جميع أعضاء البرلمان خلال دورة مجلس الشعب السابقة حتي يتم الاستعانة بمن تثبت كفائته، واستبعاد الباقين. وقال حماد أنه تم التشديد علي ضرورة وضع معايير صارمة لاختيار أفضل الكفاءات المتاحة علي مستوي الجمهورية مشيرا إلي أنه ليس من الضروري منافسة الحزب علي جميع المقاعد في جميع المحافظات ولكن المهم وجود عناصر ذات كفاءة علمية وإدارية عالية المستوي تتناسب مع الصورة والمكانة التي يطمح الحزب الوصول إليها خلال الأعوام الأربعة القادمة. وأوضح حماد أنه ليس معنى إعلان حزب النور قراره عدم المشاركة في الوزارة الجديدة المشاركة بقوة في مسيرة الإصالح خلال المائة يوم القادمة، فنحن نفرق بين ماهو لصالح مصر ونهوضها السريع من كبوتها، وبين مايخص العمل الحزبي والسياسي وعلاقتنا مع التيارات السياسية الأخرى، التي ربما لانتفق معها في كيفية إدارتها للمرحلة الحالية التي تتطلب مشاركة جميع التيارات الوطنية خاصة تلك التي تمثل ثاني أكبر حزب سياسي في مصر. في سياق متصل ، أكدت مصادر داخل حزب النور أن الدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور رفض دعوة لمقابلة المرشد العام للاخوان المسلمين للاتفاق علي جدول أعمال المرحلة المقبلة احتجاجا من رئيس حزب النور علي تهميش دور حزبه في التشكيل الحكومي .