يبدأ العنف الأسرى بكلمة توبيخ أو حب امتلاك وتحكم، لكنه لا يقف عند حدود التعنيف اللفظى أو الجسدى فقط بل يمتد إلى مستوى الجريمة، «الصباح» ترصد فى هذا التقرير أبرز جرائم القتل التى ارتكبها أفراد الأسرة الواحدة. 50 جنيهًا تسببت فى قتل سيد حنتيرة، لطفله البالغ من العمر 8 سنوات، وأصاب الآخر بكسر بالحوض، بسبب إنفاقهما المبلغ كاملًا فى احتفالات العيد، بدائرة مركز بنها. تلقى اللواء محمد توفيق حمزاوى مدير أمن القليوبية، إخطارًا من المقدم محمد سعيد رئيس مباحث مركز بنها، بورود بلاغ من الأهالى يفيد بقتل أب لطفله بشومة وإصابة الآخر بكسر فى الحوض. بالفحص والتحرى، تبين أن المتهم يدعى «سيد ح» 29سنة، عاطل، وشهرته «سيد حنتيرة»، مقيم عزبة أبو كيلة التابعة لمركز بنها، ضرب نجله، ويدعى «زياد» 8 سنوات، بشومة على رأسه أودت بحياته، وأصاب الآخر ويدعى «مصطفى» البالغ من العمر 5 سنوات، بكسر فى الحوض، بسب إنفاقهما 50 جنيهًا؛ احتفالًا بالعيد. اعترف الأب فى التحقيقات بأنه كان يريد تأديب أولاده فقط ولم يقصد أذيتهم. الانتقام من رضيع لن يصل خيالك مهما بلغ السوء مداه بأن أبًا من الممكن أن يؤدب زوجته التى خرجت دون إذنه بالانتقام منها ومن الرضيع وإلقائه من النافذة. تلقى اللواء عاصم حمزة مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء السعيد عمارة مدير المباحث بشك مفتش الصحة فى مدينة المنزلة فى وفاة رضيع، فأمر باتخاذ اللازم وتوصل الرائد حمدى الطنبولى رئيس مباحث المركز إلى أن خلاف بين والديه بسبب خروج والدته دون إذن أبيه الذى انفعل وألقى بالرضيع من النافذة ما أسفر عن وفاته. وكشف تقرير الطب الشرعى أن عمر الرضيع حوالى 35 يومًا ووفاته بها شبهة جنائية فألقت قوة القبض على والده والذى اعترف بوجود خلافات متكررة مع زوجته بسبب عدم طاعتها له وخروجها من المنزل دون إذنه؟، مؤكدًا أنه فى يوم الحادث وبعد عودته من المنزل فوجئ بعدم وجود زوجته بعد أن اتصل بها هاتفيًا أكدت له أنها بالخارج لشراء بعض الأغراض، فلم يتمالك نفسه من الغضب وقرر الانتقام منها بإلقاء الرضيع من النافذة. حفاظًا على الزوج كانت منطقة السلام بالعباسية شاهدة على قسوة قلب أم قتلت ابنها البلغ من العمر 3 سنوات، حتى يخلو لها الجو مع زوجها الجديد. قالت المتهمة فى اعترافاتها: أرهقنى بكاءه المستمر ومصاريفه التى لا تنتهى، بعد أن فرحت بانفصالى عن والده الذى أذاقنى مرارة العيش وتزوجت من الرجل الذى كنت أحبه، قررت أن أحافظ على زوجى الجديد، وألا أسمح لأى شىء أن يفرقنا، ولكن ابنى أبى أن يذيقنى الفرح بصراخه المتكرر وبكائه المستمر الذى نغص على وعلى زوجى حياتنا الجديدة، ولخوفى من أن يهجرنى زوجى الجديد حاولت تهدئته وكتم صوته بيدى لكننى فوجئت به يسقط من يدى ويلفظ أنفاسه الأخيرة. قتل أمه راضاءً لخطيبته قتل شاب والدته خنقًا باستخدام «الإيشارب» بسبب عدم رضاها عن خطيبته ومطالبته بفسخ الخطوبة بعد أن تأكدت من سوء أخلاق وسلوك الفتاة، ولكن الابن لم يستمع إلى كلام والدته وتعدى عليها ضربًا ولم يكتف بذلك بل قام بخنقها مستخدمًا «الإشارب» الخاص بها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. وقال المتهم فى اعترافاته: لم أكن بوعى حين قتلت والدتى، كل ما أتذكره صوت صراخها واستغاثتها وهى تنظر إلى بنظرة لن أنساها يومًا وكأنها تقول لى «أنت تقتل أمك» ولكن الشيطان كان مسيطرًا علىَّ وتمكن منى وجعلنى أنهى حياة أقرب وأحن الناس إلىَّ، فمهما ندمت لن يفيد بشىء كل ما أتمناه الآن أن تنتهى حياتى حتى ألحق بها. ضغوط اقتصادية قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى: إن جرائم القتل التى يرتكبها أفراد من أسرة واحدة والتى انتشرت فى الفترة الأخيرة بشكل مرعب ترجع إلى الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التى أثرت بشكل كبير على الحالة النفسية للآباء والأمهات مما جعلهم يلجؤون إلى العنف تجاه أبنائهم، الأمر الذى يصل إلى الضرب أو التعذيب بطريقة وحشية تؤدى فى أغلب الأحيان إلى القتل، لافتًا إلى أن انتشار المواد المخدرة فى المجتمع أدى لتفشى عمليات القتل غير المبرر بين الآباء والأمهات والأبناء.