الصين تعلن عن مشروع ضخم لربط نهر الكونغو ببحيرة تشاد لإنقاذها من الجفاف خبراء مصريون: المشروع المصرى يربط نهر النيل بالكونغو قابل للتنفيذ ترانزاكوا.. مشروع ضخم وضعه خبراء مياه وطاقة على طاولة النقاش لحل أزمة إمكانية زوال بحيرة تشاد، وهو مشروع طُرح فى الثمانينيات لضخ المياه فى الواحة التى يقضى عليها الجفاف، ولكنه لم يُنفذ. فكرة هذا المشروع، تهدف إلى حفر قناة طولها 2600 كيلومتر من أراضى جمهورية الكونغو الديمقراطية مرورًا بإفريقيا الوسطى، وصولًا إلى بحيرة تشاد ذات المياه العذبة، التى تقع بين الكاميرون والنيجر ونيجيريا وتشاد، وارتبط اسمها منذ سنوات بحركة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة التى شنت تمردًا دمويًا فى المنطقة. وحسب خبراء فإن التغيرات المناخية فالإضافة إلى الإدارة السيئة للموارد المائية أدت إلى تراجع منسوبها بشكل كبير، وفقدت البحيرة 90% من مساحتها فى أربعين عامًا، وهو ما يمثل كارثة بيئية وإنسانية، خاصة أن هناك أربعين مليون شخص يعيشون على ضفافها، وهم من أفقر الجماعات السكانية فى العالم، وتقول الأممالمتحدة إن ربعهم يحتاجون إلى مساعدات غذائية. ووفق صحف أجنبية، فإن حركة بوكو حرام استغلت هذا الوهن الاجتماعى وجنّدت الآلاف من أبناء المنطقة فى صفوفها، من صيادين ومزارعين تدهورت دخولهم مع انحسار مساحة البحيرة، مؤكدة مواجهة مشروع إنقاذ البحيرة الذى أعدته شركة «بونيفيكا» فى العام 1982 عقبات تقنية ومالية، ولم يكتب له أن يرى النور. وأشارت وكالة فرانس برس، إلى دخول مجموعة «باور كونستراكشن» الصينية على الخط فى العام 2017 أعاد إحياء الأمل والانتقادات فى آن واحد، موضحة أن مؤيدى المشروع يرون أن الطريقة الوحيدة لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية والبيئية الحادة هى تلك القناة. ويقول سنسوى عبد الله الأمين العام لمنظمة حوض بحيرة تشاد : «نقل المياه من حوض مائى إلى آخر ليس خيارًا، بل هو ضرورة، مضيفًا «نحن أمام خطر اختفاء بحيرة تشاد، وسيكون ذلك كارثة على كل القارة الإفريقية، لكن المشروع الذى يمكن أن تصل كلفته إلى 14 مليار دولار يثير فى المقابل انتقادات كبيرة. ويقول السياسى المعارض عضو مجلس الشيوخ فى الكونغو موديست موتينغا وهو صاحب كتاب بعنوان «حرب المياه على أبواب الكونغو، إن نقل المياه من بلده إلى تشاد أمر غير مقبول، مؤكدًا فى تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس أن من شأن ذلك أن يسبب الاضطراب فى تدفق نهر الكونغو، الأمر الذى سيؤثر على الأنظمة البيئية هناك، وأنهم لا يريدون أن يجدوا حلًا فى مكان وأن نتسبب بمشكلة فى مكان آخر. ويؤيده فى ذلك النائب ضمن الأكثرية البرلمانية بافون اليما الذى شغل فى السابق منصب وزير البيئة، حيث أكد أنه ينبغى حل هذه المشكلة فى حوض تشاد وليس نقل المياه من الخارج، وأنه من الصعوبات التقنية أمام هذا المشروع أن القناة الطويلة ينبغى أن تمرّ فى مناطق تعانى من اضطرابات مزمنة. وحسب خبراء، فإن جمهورية إفريقيا الوسطى تعيش على وقع اضطرابات أهلية وتمرد جماعات مسلّحة، بخلاف جماعة بوكو حرام، وهو ما يجعل تنفيذ المشروع صعبًا جدًا، وإلى كل ذلك، ينبغى للحفاظ على البحيرة أن تتعاون الدول الأربع المطلة عليها، حيث أكد فلوريان كرامب المسئول فى برنامج التغير المناخى فى المعهد الدولى للأبحاث حول السلام فى ستوكهولم، أنه ينبغى على هذه الدول أن تتعاون إن كانت تريد أن تواجه هذا الخطر الإقليمى. يأتى هنا مشروع نهر الكونغو المصرى أيضًا، والذى يهدف إلى ربط نهر النيل بنهر الكونغو، حيث أكد المهندس إبراهيم الفيومى رئيس المشروع، أن دخول الصين لعمل هذه القناة يؤكد على أن المشروع المصرى بربط نهر النيل بالكونغو يمكن تنفيذه، على عكس ما أعلنته وزارة الرى من صعوبة تنفيذ المشروع. وأوضح «الفيومى»، أن مشروع نهر الكونغو أقل بكثير من مشروع ربط بحيرة تشاد بنهر الكونغو، فمساحة المشروع التشادى الذى دخلت الصين لتنفيذه يبلغ طول القناة التى يخطط لمدها من نهر الكونغو للبحيرة أكثر من 2600 كيلو متر، بينما مشروع ربط نهر النيل بنهر الكونغو أقل من ذلك، متسائلًا « لماذا اعترضت وزارة الرى على مشروع نهر الكونغو؟. مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل هى فكرة مشروع ضخم بدأ التفكير به بشكل فعلى لأول مرة قبل 35عامًا وتحديدًا عام 1980م، وكان الهدف منه ضبط الموارد المائية فى البلدان المستفيدة وهى مصر والسودان وجنوب السودان والكونغو وتقوم الفكرة على شق قناة تصل نهر الكونغو بأحد روافد نهر النيل فى السودان. ويعد نهر الكونغو ثانى أطول نهر فى إفريقيا بعد نهر النيل، وأولها من حيث مساحة الحوض و ثانى أكبر نهر فى العالم من حيث التدفق المائى بعد نهر الأمازون والميزة الأساسية أن مياه هذا النهر تتدفق طوال العام وليست مرتبطة بموسم الفيضان لفترة محدودة مرتبطة بسقوط الأمطار فى موسم واحد فقط، حيث يلقى هذا النهر ما يزيد على ألف مليار متر مكعب من المياه فى المحيط الأطلسى يبلغ طوله 4700 كيلو متر، ولديه قوة هائلة فى دفع الماء إلى البحر حيث يدفع قرابة 41700 طن من المياه فى الثانية أى أنه أغزر من نهر النيل بحوالى 17 ضعفًا.