فى ظل احتمال وصول مصر إلى مرحلة الفقر المائى حال تم استكمال إنشاء سد النهضة الإثيوبى الذى سيؤثر على الحصة من مياه النيل فكر الخبراء فى ربط نهر الكونغو بنهر النيل الذى سيكون طوق النجاة لمصر للخروج من الشح المائى إلى الوفرة المائية، وينبع نهر الكونغو من جنوب شرق الكونغو، وهو ثانى أطول نهر فى أفريقيا بعد النيل، وأولها من حيث مساحة الحوض، كما أنه يعد ثانى أكثر الأنهار تدفقا وغزارة فى العالم بعد نهر الأمازون. كان د. عبد العال حسن عطية - الخبير الجيولوجى قد أثار الكثير من الجدل حول المشروع بين رفض وقبول، البعض قال إنه مشروع خيالى غير قابل للتطبيق والآخرون قالوا إنه مشروع طموح ينقذ مصر من الشح المائى، والمشروع عبارة عن شق قناة تصل نهر الكونغو بأحد روافد نهر النيل فى السودان، من أجل نقل المياه إلى مصر عبر جنوب السودان، مؤكدًا قدرته على تحقيق النجاح، لافتًا إلى أن المشروع طوق نجاة لمصر. وأكد د. محمد عبدالمطلب وزير الموارد المائية والرى أن الوزارة ترحب وتشجع كل الأفكار التى من شأنها أن تساعد على حل مشكلة الموارد المائية من حيث العجز الحالى ما بين المتاح والاستخدامات والذى يبلغ ال 20 مليار م مكعب، وذلك فى إطار سعى الوزارة لتحقيق الأمن المائى المصرى. وقال د. عبد المطلب إن الوزارة تعكف حالياً على مراجعة الدراسات المقدمة من فريق العمل القائم على مشروع «الاستفادة من نهر الكونغو» بقيادة المهندس إبراهيم الفيومى، مضيفًا أن الوزارة على استعداد لتقديم الدعم الفنى الكامل لفريق العمل بما يعود بالنفع على الأمن المائى المصرى، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تحقيق الأمن المائى المصرى المتعلق بالعمق الاستراتيجى لمصر، وسد العجز المائى الذى تعانى منه الدولة خاصة مع زيادة التعداد السكانى لمصر الذى تجاوز 90 مليون نسمة. تحفظات على المشروع وأكد د. حسين العطفى وزير الموارد المائية والرى الأسبق أن هذا المشروع تم عرضه عليه عندما كان وزيراً وأبدى تحفظات عليه لأنه يواجه العديد من المعوقات القانونية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، خاصة أن المشروع من الناحية الاقتصادية مكلف للغاية، ويحتاج إلى ميزانية ضخمة، مشدداً على ضرورة وجود رؤية واضحة ومشتركة مع السودان لدراسة مدى استيعاب المجارى المائية للمياه الواردة لها، ومدى استعدادها لتنفيذ مثل هذا المشروع. ومن ناحية أخرى يستلزم لنقل مياه من حوض نهرى إلى آخر موافقة الدول المنظمة للأنهار المشتركة وفقًا للقواعد الدولية لتفادى حدوث أى خلافات ومنازعات، مشيرًا إلى أنه من الضرورى لمصر بحث فرص التعاون مع الكونغو ومحاولة إنشاء شبكة ربط للمياه بهذا النهر، على أن تساعد مصر فى توليد الطاقة والكهرباء للكونغو بما تمتلكه من خبرات فى هذا المجال، خاصة أن الكونغو متوسط استهلاكها من الكهرباء من أضعف معدلات الاستهلاك فى العالم. وقال الخبير الجيولوجى حمدى عنتر محمود إن مصر مليئة بالكفاءات التى تستطيع معالجة عيوب أى مشروع، مشيرًا إلى أن مشروع مثل ربط نهر الكونغو بنهر النيل من المشروعات العملاقة التى سوف تدر الخير والرخاء على مصر والكونغو والسودان، خاصة أن هناك دراسات تقوم بها وزارة الرى للتأكد من نتيجة ما وصل إليه الخبير العبقرى الذى حل أكبر مشكلة تتعرض لها مصر، كما أن المشروع يوفر لمصر 95 مليار متر مكعب من المياه سنويًا ويؤدى إلى زراعة 80 مليون فدان تزداد بالتدرج بعد 10 سنوات إلى 112 مليار متر مكعب، مما يصل بمصر لزراعة نصف مساحة الصحراء الغربية، كما أنه سيوفر لمصر والسودان والكونغو طاقة كهربائية تكفى ثلثى قارة إفريقيا عن طريق مجموعة من السدود الصغيرة على المسار الجديد، كما أنه سيوفر للدول الثلاث (مصر السودان الكونغو) 320 مليون فدان صالحة للزراعة.