بعد أن تحولت مستشفيات مصر لساحة معارك، و مادة دسمة تلوكها وسائل الاعلام، في ظل اعتدائات يومية تهدد استقرار و امن الطواقم الطبية علي مستوي مصر، فقد العديد من الاطباء و مساعديهم الامل في المسئولين و توقف الكثير منهم عن مخاطبة الامن و الاعلام لانقاذهم، لما لمسوه من تجاهل حكومي و امني فاضح لاستغاثاتهم في أحلك لحظاتهم رعبا، حين ترفع السكاكين في وجوههم و توجة الأسلحة النارية الي صدورهم، كل ذلك علي أرض الوحدات الطبية التي قدسها القانون الدولي و اعتبرها أرض واجبة التأمين حتي في أحداث الحروب و الكوارث الطبيعية . ففي حين ذهب عدد من اعضاء مجلس النقابة العامة لاطباء و علي رأسهم مقررها الاعلامي احمد لطفي، لحد اتهام الامن و الداخلية بالتورط في وقائع الاعتدائات المتتالية، خاصة بعد ان تواردت له معلومات عن رفض الامن و رجال الشرطة التدخل في العديد من الاحداث الدامية داخل المستشفيات أثناء وقوعها و وقوفهم في موقع المشاهدين بينما يتعرض الاطباء و الممرضات للسب و الضرب و تكسير العظام، في مطاردات سينمائية باسلحة ما كان يجب ان تتواجد داخل مستشفي، تمسكت الدكتورة مني مينا، عضو مجلس النقابة و فريق من زملائها في حركة أطباء بلا حقوق التي تتحدث باسمها منذ تشكيلها، بان السبب الأول في تكرار الاعتداءات هو نقص الامكانيات و تراجع مستوي الخدمة الصحية . وبين مخاطبات نقابة الأطباء و انتقادات و صرخات حركة أطباء بلا حقوق و استمرار التجاهل الامني، يقف الطبيب المصري، في حالة هلع حقيقية، حاملا كلا من قسمه الطبي و كفنه علي حد سواء فوق يديه، وهو الشعور الذي تلمسه خلال كلمات شباب الاطباء في وحدات الاستقابل و الطوارئ، فيقول الطبيب الشاب خالد عمار في مستشفي الحسين الجامعي، انه يخرج كل صباح لاداء عمله داعيا الله ان يعود لاسرته وان لا يكون قضاءه علي يد بلطجي أو مرافق مريض اغضبه قصور الخدمة التي يتلقاها، و يتفق مع خالد، الطبيب سامح رضوان، الذي قال متهكما، أنه كتب وصيته و تركها في مكتبه منذ شهور عدة بعد ان تأكد ان حياته علي المحك في ظل نظام حكم لا يري للأطباء او المرضي او اي مواطن قيمة . وفي مستشفى سوهاج العام، فقد الأطباء الأمل أيضا، فباعلانهم اغلاق اقسام الطوارء و الاستقبال منذ صباح أمس الاول الأحد 29/7 في ظل تكرار الاعتداء عليهم، تعيش محاظفة سوهاج، في ظل اغلاق اثنين من اهم المستشفيات التي تستند عليها، حيث اغلقت مستشفى سوهاج الجامعي أبوابها قبل ايام من اغلاق مستشفي سوهاج العام . اما العاصمة، وبعد سلسلة اغلاقات متوالية طوال الشهور الماضية، فللمرة السادسة على التوالى، يتم غلق استقبال مستشفي شبرا العام، بعد التعدي على المستشفي عقب تكسير الاستقبال بمحتوياته من قبل اهالى احد المرضى، فتروي الدكتورة، امتياز حسونة، عضو مجلس نقابة الأطباء العامة بالقاهرة، انه في يوم السبت الموافق 21 يوليو تم غلق قسم الاستقبال بعد التعدى على الطاقم الطبى ثم اصرت ادارة المستشفى على فتحه فى اليوم التالي دون توفير اي حماية امنية له، ثم تكرر الاعتداء يوم الاثنين 23 يوليو وتم غلق الاستقبال للمرة الثانية وكالعادة قامت ادارة المستشفي باجبار الاطباء على العمل فى نفس الاجواء دون توفير اى حل، وفى يوم الخميس قام احد المسجلين خطر بالاعتداء بالسلاح الابيض على طبيب العظام وطاقم التمريض بالاستقبال وتم اغلاق الاستقبال للمرة الرابعة، وفى يوم السبت الموافق 28 يوليو جاء الاعتداء الخامس على التوالى واصر اطباء الاستقبال على تحرير محضر بالواقعة بعد ان قام المتعديين بتحرير محضر ضد طبيب الطوارىء, فتوجه المدير المنوب الدكتور جهاد عنايت والدكتور احمد نزيه(المتعدى عليه لتحرير محضر، ولكن تدخلت ادارة المستشفى وقامت بالتازل على المحضر، لتأتي المرة السادسة اكثر دموية فأمس الأول الاحد 29 يوليو حضر الى الاستقبال مريض مصاب بطلق نارى فى الراس وطعنات نافذه بجسدة و لفظ انفاسه الاخيره اثناء محاولة الاطباء انقاذ حياته مما اثار غضب ذويه وقاموا بتكسير محتويات الاستقبال والتعدى على العاملين بالمستشفى.